"شيخ المتظاهرين" يشغل العراقيين: هل استغلّه العبادي وحاول شراءه؟

25 يوليو 2018
اتهمه متظاهرون بـ"بيع قضيتهم" (فيسبوك)
+ الخط -
لا يزال "شيخ المتظاهرين" السبعيني، عبدالزهرة الشيال، الذي انتشرت صوره على نطاق واسع، في العراق، خلال الأيام القليلة الماضية، متصدّياً لسيارات الأمن التي ترش الماء الحار على المتظاهرين، جنوب العراق، شاغلًا الساحة العراقية، لكن هذه المرّة وسط سجال حادّ، جاء بعد لقاء الرجل رئيس الحكومة حيدر العبادي، وإغراقه بالمديح والثناء، ما أثار غضب عراقيين، وانتقاداتهم.

وفيما راح ناشطون يتهمونه بـ"بيع القضية"، رأى البعض أنّه كان ضحية استغلال من العبادي، لتتوضح الأمور أكثر مع الكشف عن محاولة الأخير رشوته عبر تقديم مبلغ مليونين ونصف المليون دينار عراقي (نحو ألفي دولار أميركي). لكنه رفضها متعهداً بأن يكون من بين المتظاهرين يوم غد، وفق ما نقل صحافيون عراقيون.



وفي السجال العراقي المحتدم حول لقاء "شيخ المتظاهرين" بالعبادي، كتب الصحافي والناشط السياسي هلال العبيدي "عجبي أين حاوية النفايات؟ بالتأكيد تركها خلف الباب"، في إشارة إلى حاوية النفايات التي كان عبدالزهرة يتجول بها في الشوارع كاتباً عليها "هنا سنضع الفاسدين".


وقال الناشط المدني دريد الجنابي "الفيسبوك اليوم برعاية المسكين عبد الزهرة".


الناشط أحمد سعد عبدالسادة اعتبر أن لقاء العبادي بـ "شيخ المتظاهرين" عبدالزهرة شيال "ما هي إلا إبرة تخدير للمتظاهرين".


واكتفى سعد جبار بعبارة قصيرة وساخرة تشير إلى حجم الفساد الحكومي "العبادي يلتقي عبد الزهرة ويسرق منه عكازه"، لأنه لم يظهر خلال لقائه بالعبادي مع عكازه الذي اعتاد أن يصطحبه معه في المظاهرات.


واتهم ناشطون آخرون "شيخ المتظاهرين" ببيع قضيتهم للعبادي، حسب وصف الناشط المدني سيد محمد الموسوي الذي اعتبر أن "العبادي عرف كيف يشتري الناس ويسكتها".


وكان عبدالزهرة الشيال ظهر في تسجيل وهو يقف لوحده مواجهاً عجلة مكافحة الشغب التي ترش المياه الحارة على المتظاهرين، في مدينة الناصرية، قبل أيام، لتتحول صورته إلى أيقونة للانتفاضة الشعبية في الجنوب، ويطلق عليه المتظاهرون لقب "شيخ المتظاهرين"، لكنهم سرعان ما انهالوا عليه بالانتقادات اللاذعة بعد لقائه بالعبادي.


وأثارت تصريحات الشيال على القناة الرسمية استياء المتظاهرين والناشطين. إذ قال إن "من عادة العرب استقبال وإكرام الضيف وقد قدمنا لزيارة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لنشكو هموم مواطني محافظة ذي قار".

وأضاف "أردنا إيصال ما حدث من احتجاجات والتي تحولت إلى شبه انتفاضة، وقد رحب رئيس الوزراء بمطالبنا واستقبلها، وقدمت له شخصياً ملفات عديدة".

وتابع" دخلت غرفة رئيس الوزراء فوجدته إنساناً بسيطاً وحتى أثاث المكان كان متواضعاً، وأنا لا أجامل أحداً"..

هذه التصريحات أثارت غضب المتظاهرين وذوي الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن التي تأتمر بإمرة العبادي خلال التظاهرات العارمة التي اجتاحت مدن البصرة وذي قار والنجف وكربلاء والسماوة وبغداد ومناطق أخرى، جنوب العراق، الأسبوع الماضي.


في المقابل، أبدى آخرون ثقتهم بـ "شيخ المتظاهرين"، وبينهم ضرغام عبدالله الذي رأى أنه أفضل من يمثل أهل الجنوب معتبراً أنها زيارة خير.

ونشر الصحافي العراقي، سجاد جعفر، تعليقاً حول الجدل، مبيناً أنه تواصل مع الشيال موضحاً أن الأخير قابل العبادي وسلمه مطالب المتظاهرين وسلمه أيضاً قضايا فساد، وبعد خروجه لحقه موظف وسلمه إيصالا بقيمة مليونين ونصف المليون، لكنه رفضه مؤكداً أنه سيشارك في التظاهرات، وختم بالقول إنه قد سامح كل من شتمه أو تهجم عليه.


وأوضح المحلل السياسي، نجم الركابي، أن "العبادي بعد أن شعر بالعجز عن إيقاف التظاهرات العارمة رغم استخدام القمع والرصاص الحي والاعتقالات التي طاولت ناشطين وقادة تظاهرات والتعذيب القسري لهم داخل السجون، لجأ إلى محاولة استمالة عواطف البسطاء أو شراء ذمم بعضهم لتمييع التظاهرات تمهيداً للقضاء عليها".

وأضاف الركابي لـ"العربي الجديد" أن الحاج عبدالزهرة "رجل مسن وبسيط استغله العبادي بعد ان ذاع صيته وسهلت صفحات تابعة للحكومة تحويله إلى (شيخ للمتظاهرين)، وتحول إلى أيقونة شعبية فعلاً، لأن العبادي وجد فيه فرصة ثمينة لحرف مسار التظاهرات مستغلا بساطة هذا الرجل وسذاجته".

لكن الركابي رأى أن لقاء "شيخ المتظاهرين" برئيس الوزراء حيدر العبادي بعد مقتل وجرح عشرات المتظاهرين جاء مخيباً لآمال الشباب المنتفضين ضد السياسات الحكومية والمطالبين بحقوقهم المشروعة لذلك اعتبروه باع قضيتهم للعبادي".

وتشهد مدن جنوب العراق، منذ نحو أسبوعين، تظاهرات حاشدة للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين سقط خلالها عشرات المتظاهرين بين قتيل وجريح، واعتقل العشرات على يد قوات الأمن العراقية.



المساهمون