العراق: عودة جزئية للإنترنت تغرق مواقع التواصل بصور الاحتجاجات في الجنوب

16 يوليو 2018
الاحتجاجات مستمرة (حيدر أبو رزق/الأناضول)
+ الخط -
أغرقت عودة الإنترنت الجزئية، ليلة أمس واليوم إلى المدن العراقية، مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الصور وتسجيلات الفيديو عما يجري في مدن جنوب العراق من مظاهرات حاشدة ما زالت رحاها تدور تحت أزيز الرصاص والاعتقالات.

ووجد الناشطون فرصتهم في نشر صور التظاهرات والتسجيلات التي وثقت إطلاق النار على المتظاهرين في البصرة وميسان وذي قار وكربلاء والنجف وسقوط قتلى وجرحى، بعد أن عجزت الحكومة عن إيقاف تدفق تلك الصور والتسجيلات بقطعها لخدمة الإنترنت.

ونشر ناشطون الصور والتعليقات على وسم "#العراق_ينتفض" عبر فيسبوك وتويتر.

ولاقت العودة الجزئية للإنترنت تفاعلاً واسعاً بين الناشطين والكتاب والإعلاميين على مواقع التواصل بين التنديد والسخرية من الحكومة.
وتنفس المغتربون في الخارج الصعداء بعد عودة الانترنت لبعض المناطق للاطمئنان على أهلهم، بخاصة أن الحكومة عمدت إلى التشويش على خدمة اتصالات الهواتف المحمولة.

ووجد ناشطون في انقطاع الانترنت مجالا للسخرية والفكاهة، كما كتب الناشط محمد الجبوري على صفحته موضحاً: "مع انقطاع النت بالعراق حفلات تعارف في البيوت العراقية وأحد الآباء يكتشف أن أبناءه جميعاً قد تخرجوا في الكليات".

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي هلال العبيدي ساخراً: "إذا طالبتم بالكهرباء والماء والتعيينات والخدمات سنقطع عليكم الإنترنت"، في إشارة إلى الحكومة العراقية.


وأضاف العبيدي متسائلاً: "أين المنظمات الدولية؟ أين دعاة الحرية والديمقراطية عن قطع الانترنت في العراق؟"، في إشارة إلى التعتيم الإعلامي.

الشيخ كاظم البصري أحد شيوخ عشائر البصرة كتب على صفحته الرسمية: "بسبب الرعب الذي تلبسهم حاولوا إفشال انتفاضة الشعب بقطع الإنترنت ولكنهم فشلوا وسيفشلون حتماً".

واعتبر الخبير الأمني هشام الهاشمي أنّ قطع خدمة الإنترنت قرار غبي من الحكومة العراقية، فكتب على صفحته الرسمية مبيناً "المعلومة في الأزمات أهم من الحكمة، قطع خدمة الإنترنت هو قطع للمعلومة".

وبيّن الهاشمي: "نصيحة للحكومة العراقية المستشار الذي أقنعهم بقطع خدمة الإنترنت غبي ينبغي طرده".


وتسبّب قطع الحكومة العراقية خدمة الإنترنت في البلاد بتعتيم شامل وعزل لكافة المدن الجنوبية المنتفضة سوى بعض التسريبات، قبل أن تعود الخدمة بشكل جزئي مع استمرار حجب مواقع التواصل الاجتماعي في أغلب المدن العراقية.

وحال عودة الإنترنت بشكل جزئي مساء أمس، سارع الناشطون على مواقع التواصل إلى نشر سيل من الصور والفيديوهات التي كشفت كثيراً مما جرى ويجري في المدن الجنوبية من قمع للمتظاهرين بالرصاص الحي واعتقالات وملاحقات وخطف للناشطين.

فيما سارعت وزارة الاتصالات إلى إصدار بيان تذرعت فيه بوجود خلل فني سبب قطعاً لخدمة الإنترنت في عموم البلاد، ما أثار استياء وسخرية العراقيين.


وقالت الوزارة في بيان اليوم الإثنين، إنه "تمت إعادة تشغيل خدمة الإنترنت بشكل مؤقت من الساعة الحادية عشرة مساءً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل وسيكون التشغيل تجريبياً لمعرفة نتيجة إصلاح القطوعات".

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة حازم محمد إنّ "الوزارة استنفرت كوادرها لإعادة خدمة الإنترنت بسرعة وكفاءة عالية".

وجاء هذا البيان بعد أن هدد المتظاهرون يوم أمس بالتوجه إلى مبنى وزارة الاتصالات في بغداد واقتحامه إذا لم تقم الحكومة بإعادة الخدمة.

المهندس الاستشاري في خدمات الإنترنت باسم السماوي قال إن "القطع الذي حصل في خدمة الإنترنت كان متعمداً بتوجيه من الحكومة العراقية، لمنع نشر أي أخبار عن مظاهرات الجنوب ولا توجد قطوعات فنية ناجمة عن عطل أو خلل فني كما تقول الوزارة".

وكانت الحكومة العراقية قطعت خدمة الإنترنت ليومين متتاليين عن كافة أنحاء البلاد، ما أدخل العراق في حالة من التعتيم الشامل لما يجري في مدن جنوب البلاد وأوقف عمل الشركات والمصارف والتبادلات التجارية وأوقع خسائر فادحة في مختلف القطاعات.

المساهمون