الكاتب المصري وائل حمدي: تفاجأت بالاحتفاء بفيلمي أنف وثلاث عيون

17 يوليو 2024
وائل حمدي مع فريق "أنف وثلاث أعين" في مهرجان البحر الأحمر، 6 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وائل حمدي قدّم معالجة درامية جديدة لرواية "أنف وثلاث عيون" لإحسان عبد القدوس، مضيفاً بُعداً جديداً لشخصية دكتور هاشم، مما أضفى عمقاً إضافياً للقصة. الفيلم لاقى استحساناً نقدياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

- بدأ حمدي مسيرته ككاتب في سن مبكرة، وعمل كمحرر وناقد قبل التفرغ لكتابة السيناريو. من أبرز أعماله "ميكانو" و"الطوفان"، ويؤكد على أهمية الالتزام بوجهة نظر الكاتب الأصلي عند اقتباس الروايات.

- حمدي يرى أن السينما ستظل جزءاً من الحضارة الإنسانية، ويؤكد على أهمية منصات البث التدفقي. يشير إلى نجاح الدراما الكورية والتركية بفضل استراتيجيات التسويق، بينما تفتقر الأعمال المصرية إلى نفس الفرص.

يقول كاتب السيناريو المصري وائل حمدي إن اقتباسه السينمائي لرواية "أنف وثلاث عيون" قدّم قراءة ومعالجة درامية مختلفة للنص الأدبي الذي كتبه إحسان عبد القدوس، ولم يكن إعادة تقديم للفيلم الذي أخرجه الراحل حسين كمال عام 1972، لافتاً أن فكرة المعالجة الجديدة كانت للمنتجة شاهيناز العقاد.

ويضيف: "كنت قد قرأت الرواية في المرحلة الثانوية، وبعد عرض شاهيناز العقاد قمت بقراءتها مجدداً. الرواية تتألف من ثلاثة فصول عن ثلاث سيدات في حياة دكتور هاشم، لاحظت أن الجانب الخاص بالرجل ووجهة نظره غائبة، فقلت لمَ لا يكون الفيلم بمثابة الفصل الرابع لنرى ونتعرف إلى دكتور هاشم وقصته، وما سبب تعلقه بالشخصيات الثلاث". ويلفت إلى أنّ "الفيلم لم يكن ناجحاً بمعايير شباك التذاكر، لكنّه حقّق صدى جيداً بين من شاهده، وتفاجأت بالحفاوة التي قوبل بها من النقاد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي".

ظهرت موهبة وائل حمدي كاتبا في عمر مبكر، وأصدر مجلات مصورة في صغره. لاحقاً، عمل لمدة عشر سنوات محررا وناقدا، لكن مع إنتاج فيلمه الأول "ميكانو" قرر التفرغ لكتابة السيناريو، معتبراً أن من غير اللائق أن يعمل بالكتابة، وفي الوقت نفسه يكون مطالباً بانتقاد أعمال الآخرين.

في مقابلة مع "العربي الجديد" تحدث وائل حمدي عن تجربته الفنية بشكل خاص، وعن الإنتاج الدرامي والسينمائي المصري بشكل عام.

لماذا لم تنجح الأفلام التي أعيد تقديم نسخٍ جديدة منها، مثل "الزوجة الثانية" و"في بيتنا رجل" و"العار"؟

بناءً على تجربتي يمكن القول إنّ العكس تماماً ما حدث. حين أعدت تقديم فيلم الطوفان للأستاذ بشير الديك عام 2017، كتبته مع صديقي محمد رجاء، وأخرجه خيري بشارة، حققنا نجاحاً كبيراً. أما بالنسبة للأعمال التي ذكرتها، فأعتقد أن عدم نجاحنا يعود لارتباط الناس بالعمل الأصلي. في "الطوفان" استفدنا من أنّ العمل الأصلي لم ينجح وكان شبه منسي، على الرغم من أني أراه فيلماً عظيماً.

إلى أي مدى يجب على كاتب السيناريو الالتزام بالرواية الأصلية؟

الحد الفاصل الوحيد الذي يلتزم به كاتب السيناريو هو ألا يغير في وجهة نظر الكاتب. لا يصح إذا كانت الرواية الأصلية تدعو للاشتراكية مثلاً أن أخالف مبدأ الكاتب وأهاجمها، هذا هو الحد الفاصل. لكن على مستوى الشخصيات، أسلوب السرد، الأماكن، وغيرها من التفاصيل فيمكن للكاتب التصرف فيها بحرية تامة.

هل تنوي إعادة تجربة تأليف سيناريو مقتبس من رواية مرة أخرى؟

النصوص الأدبية هي مصدر للإبداع الدرامي، و"أنف وثلاث عيون" ليست تجربتي الأولى، ففي السابق كتبت سيناريوهات مقتبسة من روايات، مثل "هيبتا" و"موجة حارة" عن رواية "منخفض الهند الموسمي" لأسامة أنور عكاشة. كما أنجزت مؤخراً عملاً مقتبساً من رواية "كونداليني" للكاتبة ميرنا الهلباوي، سيخرجه محمد سلامة.

هل ما زالت السينما قادرة على جذب الجمهور؟ وهل أثرت الأوضاع الاقتصادية بالسلب عليها؟

بالتأكيد أثّرت الأحوال الاقتصادية بالسلب على إقبال الجمهور، لكنها موجات. الحكي السينمائي في ساعة ونصف أو أكثر سيظل موجوداً، فالسينما جزء من الحضارة الإنسانية، ما يتغير هي الوسائط التي تعرض الأفلام. ظهر التلفزيون، ومن بعده شرائط الفيديو، ومن ثم الأقراص المدمجة، لكنها لم تقض على صناعة السينما. الجمهور سيظل يذهب إلى الصالات رغم الظروف المتقلبة.

شارك فيلمك القصير "إن شالله الدنيا تتهد" في مهرجانات متخصصة في الأفلام القصيرة، لماذا هناك صعوبة في الدمج بين النجاح الجماهيري والجوائز؟

من الصعب أن تعرض الأفلام القصيرة في دور العرض في العالم أجمع، كما يصعب قياس جماهيريتها إلا في حال عرضها على المواقع المتخصصة، مثل فيلم "شيفت مسائي" الذي حقّق أكثر من 600 ألف مشاهدة بعد رفعه على "يوتيوب". كذلك، حقق فيلم "هيبتا" نجاحاً كبيراً في دور العرض، وفي نفس الوقت نال جائزة أحسن سيناريو من المهرجان القومي للسينما، وحصد معظم الجوائز المحلية في الإخراج والموسيقى والتمثيل.

أشرفت على كتابة مسلسل "مفترق طرق" المقتبس عن مسلسل "ذا غود وايف" الأميركي، لكن هناك الكثير من المشاهد والعناصر المنسوخة من النسخة الأميركية. هل تعتقد أنكم نجحتم في تمصير العمل؟ وألم يكن من الأفضل دراسة المجتمع المصري والاستعانة بقضايا حقيقية في المحاكم؟

برأيي "مفترق طرق" مسلسل مصري قدر الإمكان. خلال التحضير، كانت الشركة المنتجة للمسلسل الأصلي حريصة على الحفاظ على الكثير من العناصر الموجودة في نسختها. كما تابعت كل الخطوات في المعالجة، وكانت هناك معاناة لإقناع كتاب العمل الأصلي بتغيير بعض التفاصيل، واستطعنا تغيير بعض الشخصيات وإضافة شخصيات أخرى. كان علينا اقتباس النص الأصلي مع طمأنة الشركة من أن مشروعها لا يتم إفساده. في النهاية، لا أعتقد أن المشاهد شعر بأن العمل غريب عليه.

هل ترى أن المستقبل للمنصات؟ وما هي الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بها؟

بالتأكيد أن المستقبل حالياً لمنصات البث التدفقي، التلفزيون جذاب لمن هم فوق الأربعين عاماً، لكن شريحة الشباب منجذبة للمنصات، فهم يفضلون التحكم بما يشاهدونه. مع ذلك فالمنصات مجرد وسيلة عرض لآلاف الأعمال من مختلف البلدان، لكن لابد أن تكون أول حلقة قوية وجذابة كي يستكمل الجمهور المسلسل.

الدراما الكورية والتركية منتشرة عالمياً، ولها أسواق وتحقق مبالغ ضخمة من المبيعات، كما أنّ العديد منها يعاد إنتاجها في دولٍ أخرى. فيما لا تحظى الأعمال المصرية بالفرص نفسها. ما السبب؟

مجالي ليس التسويق، لكن تركيا وكوريا وضعا نشر الدراما المحلية كهدف استراتيجي. أيضاً، هناك دور للموزعين الذي يفضلون الاكتفاء بالسوق العربي بدل التوسع الخارجي.

كان لك دور في أعمال السيتكوم التي انتشرت في الفترة الماضية بعد أن كانت مجهولة للجمهور المصري، ثم تراجعت فجأة. كيف تصف تجربتك بها؟

مطلع الألفية لم يكن نموذج السيتكوم جذاباً للمنتجين في مصر. لكن في العام 2006 عملت رفقة كتاب آخرين على الموسم الأول من سيتكوم "تامر وشوقية" والذي تحمس له شريف عرفة، فتولى إنتاجه وإخراجه، وحقّق نجاحاً جماهيرياً مبهراً. بعدها كتبت عدّة أعمال أبرزها "أحمد اتجوز منى" و"الباب في الباب"، أما أحبها إلى قلبي فكان "لسه بدري".

يقوم السيتكوم على قصة كوميدية متصلة منفصلة لكنّني أعتقد أنه استنفد غرضه، وصار المشاهد في الوقت الحالي يبحث عن الأعمال ذات الفكرة الواحدة المتصاعدة. إضافة إلى أنّ منصات البث التدفقي، أتاحت أعمالا كوميدية أكثر تحرراً في التعامل مع مواضيع مثل الدين والجنس والسياسة، ممّا أفقد السيتكوم جاذبيته بين جيل الشباب.

المساهمون