الصحافي جمال خاشقجي: الحكومة السعودية تعتبرنا أعداءها والوضع في المملكة لا يحتمل

19 سبتمبر 2017
يقيم خاشقجي حالياً في الولايات المتحدة الأميركية (فيسبوك)
+ الخط -
عاد الصحافي والكاتب السعودي، جمال خاشقجي، إلى دائرة الضوء مجدداً متحدثاً عن جو من "الترهيب والإذلال العلني والاعتقالات ضد مفكرين ورجال دين تجرأوا على التعبير عن آرائهم في المملكة العربية السعودية"، عبر مقالة وقعها باسمه في صحيفة "واشطن بوست" الأميركية، أمس الإثنين.

وجاءت المقالة وعنوانها "السعودية لم تكن دائماً قمعية هكذا. الوضع الآن لا يُحتمل"، بعد إيقاف خاشقجي عن الكتابة في صحيفة "الحياة" الممولة سعودياً، في وقت سابق من الشهر الحالي، لنشره تغريدة دافع فيها عن "الإخوان المسلمين"، وأثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

خاشقجي المقيم حالياً في الولايات المتحدة الأميركية خوفاً من اعتقاله في وطنه ركز على موجة الاعتقالات التي طاولت مثقفين ورجال دين في المملكة العربية السعودية لأنهم "تجرأوا على التعبير عن آراء تتعارض مع آراء السلطة الحاكمة"، ما يتعارض مع وعود ولي العهد، محمد بن سلمان، بإصلاحات اقتصادية واجتماعية وجعل البلاد أكثر انفتاحاً وتسامحاً وتخطي معوقات التقدّم، مثل الحظر المفروض على قيادة النساء السيارات، وفقاً لخاشقجي.



وأفاد الكاتب السعودي أنه بالإضافة إلى آخرين منفيين من المملكة العربية السعودية، بعضهم يقيم في العاصمة البريطانية لندن وفي مدينة إسطنبول التركية، يواجهون خطر الاعتقال، في حال عودتهم إلى الوطن، متسائلاً "هل سنكون جوهر الشتات السعودي؟".

وشدّد على التناقض في خيارات السلطة السعودية، مستغرباً سرعة انقلابها ضد الأشخاص، مستشهداً باعتقال صديقه رجل الأعمال والشخصية البارزة على موقع "تويتر"، عصام الزامل، بعد عودته، الثلاثاء، إلى الوطن من الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنه شارك في وفد سعودي رسمي هناك.

وأكد خاشقجي على الأمر مشيراً إلى طرده عامي 2003 و2010 من وظيفته كمدير تحرير في صحيفة "الوطن"، لافتاً إلى أنه عمل بين هاتين الفترتين كمستشار إعلامي للسفير السعودي في بريطانيا ولاحقاً في الولايات المتحدة الأميركية، الأمير تركي الفيصل، مستغرباً طرد الحكومة له ثم تعيينه لخدمتها في الخارج، ما يوضح مدى التناقض السعودي.

وفي سياق متصل، رأى أن اعتبار شخص معين "ناشطاً في جماعة الإخوان المسلمين من المفارقات الغريبة"، وأشار إلى أن انزعاج المملكة العربية السعودية من الإسلاميين "مثير للسخرية"، نظراً إلى أن "السعودية أم الإسلام السياسي، وتعتبر نفسها دولة إسلامية".

وقال إنه "تألم" عند اعتقال العديد من أصدقائه في السنوات الماضية، ولم يقل أي شيء، خوفاً على وظيفته وحريته وعائلته، لكنه "اتخذ خياراً مختلفاً الآن، بعدما ترك وطنه وعائلته ووظيفته" مشدداً على أن "السعوديين يستحقون أفضل من هذا". وأوضح أنه وأصدقاءه في الخارج "لا يعارضون حكومتهم ويهتمون بالمملكة العربية السعودية، وطنهم الوحيد. لكن حكومتهم تعتبرهم أعداء".

يُشار إلى أن خاشقجي أوقف عن الكتابة في "الحياة" أخيراً، بعد ضغوط من الحكومة السعودية. كما منعته من التغريد على موقع "تويتر" طوال ستة شهور، بعد تحذيره من الحماس السعودي إزاء الرئيس الأميركي المنتخب حينها، دونالد ترامب.

وصرح لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قبل أيام، أن "القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع الشخصيات السعودية التي تعرّضت للاعتقال والملاحقة من قبل أجهزة الأمن السعودية أنهم لم ينضمّوا إلى حملة التحريض الرسمية ضد دولة قطر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي"، علماً أن حملة الاعتقالات السعودية طاولت أكثر من ثلاثين شخصاً، بينهم رجال دين وصحافيون ومثقفون.


في المقابل، شنت الصحف السعودية حملة واسعة على خاشقجي بعد نشر مقالته في "واشنطن بوست"، ووجهت له الاتهام بـ "تلقي أموال من دولة قطر للإساءة إلى المملكة العربية السعودية"، وهي التهمة نفسها التي وُجهت إلى المعتقلين أخيراً. واتهمته صحيفة "عاجل" السعودية المحلية بـ "الإساءة إلى السعوديين كلهم... ودعم الجماعات الإرهابية". وصحيفة "المواطن" اعتبرته ممن "باعوا الوطن"، واتهمته بـ "خيانة الوطن والمواطنين".

وانقسمت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي على الصحيفة، إذ هاجمه آخرون وكرروا التهم نفسها، بينما دعمه مغردون.

بدوره، ردّ خاشقجي على الهجمة عليه مغرّداً "الذين انبروا بهجوم شخصي ضدي عقب مقالي بالواشنطن بوست، بإمكانهم الرد عليه بمقال بنفس الصحيفة إن كان لديهم حقائق تنفيه وأحسب أنها لن تردهم"، وأضاف "الولاء للقيادة والوطن يكون بكلمة حق ونصيحة صدق، وهو ما فعلته وسأفعله"، اليوم الثلاثاء.

المساهمون