الإعلام الكويتي: ضدّ حصار قطر ومع الوساطة

11 يوليو 2017
صحف كويتية (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
منذ بدء اليوم الأول للأزمة الإعلامية المفتعلة ضد قطر من قبل دول محور الرياض – أبو ظبي، تحديداً مع اختراق وكالة الأنباء القطرية (قنا) في شهر مايو/أيار الماضي، اختارت وسائل الإعلام الكويتية الرسمية وغير الرسمية طريقاً ثالثاً يتماهى مع توجه الحكومة الكويتية في الحياد ورفض الحصار، وتشجيع الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وفضلت وسائل الإعلام الكويتية الانشغال بالمشاكل الداخلية في الكويت، وعلى رأسها الصراع بين البرلمان والحكومة حول عدد من القضايا، أبرزها فرض رسوم جديدة على الوافدين ومشكلة الجنسيات المسحوبة والقيود الأمنية، خصوصاً وأن الصحف الكويتية تلقت توجيهات رسمية بعدم الانجرار في الأزمة منذ اليوم الأول لاختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا" وبث تصريحات ملفقة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. إذ اكتفت الصحف آنذاك بنشر نفي الحكومة القطرية لهذه التصريحات في أول الأمر. وبعد قيام الدول الخليجية الثلاث ومعها مصر بحصار قطر اكتفت الصحف الكويتية بنشر أخبار وساطات أمير الكويت حيث قالت صحيفة "الراي"، الأكثر انتشاراً والمقربة من رئيس البرلمان مرزوق الغانم، في عناوينها "أنظار العالم على صباح الكويت" و"الحل التوافقي .. هدف الدبلوماسية الكويتية".
وكان من اللافت أن الصحف الكويتية عدا صحيفة واحدة قد أطلقت لفظ "حصار قطر" فيما تحاول القنوات التابعة لأبوظبي والرياض تسويق مصطلح المقاطعة خوفاً من العواقب الدولية للحصار على دولة من دون الحصول على قرار أممي بذلك.
وقالت صحيفة الجريدة الكويتية في عناوينها "عاصفة فوق الخليج"، ونقلت عن أمير الكويت تصريحاً خاصاً قال فيه إنه يشعر بالخيبة بسبب انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي بعد الحصار على قطر. فيما أكدت في عناوين أخرى على الدعم الأوروبي والأميركي الكامل لجهود الكويت الدبلوماسية ووصفت الدول المقاطعة "بالحلف الرباعي".

الإعلام الحكومي
ولم يكن حال وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" والقناة الحكومية الأولى وقناة "المجلس" التابعة للحكومة بمختلفة عن التوجه الكويتي الرسمي حيث لم تذع "كونا"، أي خبر عن التصريحات المفبركة سوى خبر نفي الحكومة القطرية. كما قامت بالتأكيد على دور الكويت في الوساطة الخليجية فيما استعرض تلفزيون الكويت الرسمي زيارة أمير قطر للكويت في أول أيام الأزمة، واصفاً إياها بالزيارة الأخوية، وعارضاً لصور الترحيب الشعبي الكويتي الكبير بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما قناة المجلس التابعة للحكومة الكويتية فقامت بعدة تقارير تستنكر الحصار وتؤكد على جهود أمير الكويت المضنية في الوساطة الخارجية. كما تجاهلت كافة وسائل الإعلام الكويتية بيان الدول الأربع الأخير، والذي أعلن موت الوساطة الكويتية مبكراً وتعاملت معه وكأنه غير موجود تماماً.
وقالت وكالة "كونا" في تقارير عدة إن الموقف الكويتي الرسمي يستهدف إنهاء الحصار على قطر، وإعادة الروح لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، والتعاون مع دوائر صناع القرار في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية للحفاظ على وحدة الخليج العربي.

"السياسة" وحيدة
وبرغم التجانس الواضح في الموقف الكويتي الرسمي والشعبي والذي انعكس على وسائل الإعلام الكويتية، شذت صحيفة "السياسة" الكويتية عن هذا المبدأ حينما ألقت بثقلها في الأيام الأخيرة لصالح محور الرياض – أبوظبي، خصوصاً وأن الصحيفة تعتمد بشكل كلي منذ ثمانينيات القرن الماضي على الأموال السياسية القادمة من خارج الكويت، وسبق للحكومة الكويتية وأن نبهت رئيسها أحمد الجارلله الذي عرف بمواقفه الداعمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عنها.
وتعتبر صحيفة "السياسة" من الصحف التي تعتمد التصعيد واللغة التشويقية (الفضائحية في أوقات كثيرة)، وسبق للنظام السعودي وأن وجه تحذيراً شديد اللهجة للجارلله بعد تزويره للقاء مع ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز عام 2012 عندما كان أميراً للرياض، كما أن الحكومة الكويتية طلبت من الجارلله الاعتذار بشكل رسمي لأمير قطر عام 2014 عندما قام بمهاجمته علناً في صحيفته الخاصة وهو ما تم فعلاً. وتواجه الصحيفة نفسها انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مغردين كويتيين وخليجيين، بسبب ميلها نحو الإثارة، وتطرّفها في بعض المواقف.


دلالات