كيف ردّ مثقفو الجزائر على "ترهيب" رشيد بوجدرة في كاميرا "النهار" الخفية؟

02 يونيو 2017
بدأ بوجدرة باتخاذ إجراءات قانونية ضد "النهار" (فيسبوك)
+ الخط -
دعا كتّاب ومثقفون ومدونون جزائريون إلى وقفة، غداً السبت، أمام مقر "هيئة ضبط السمعي البصري"، وسط العاصمة الجزائرية، احتجاجاً على "إهانة وترهيب" الكاتب رشيد بوجدرة، خلال برنامج كاميرا خفية يُعرض على قناة "النهار".

واعتبر المعترضون أن ما تعرض له بوجدرة في البرنامج "اعتداءً سافراً ومقصوداً، وصدمة للمثقفين والمشاهدين والمجتمع المدني عموماً، بسبب موضوع الحلقة أولاً، وأسلوب الترويع الذي مورس على الرّوائي في استنطاقه والتدخل في حريته الشخصية ثانياً، وإرغامه على التصريح بعقيدته قسراً"، في بيان صحافي مشترك.

وجاء في البيان أن "هذه الممارسة تمثل تدخلاً سافراً في حرية الكاتب، وتشكل ضغطاً على وعي المشاهد ووصاية على ضميره ومساساً بحريته، بعدما اعتاد البرنامج على ممارسة العنف على ضيوفه وتقديمهم ضحايا للمشاهدين، وبذلك يمارس عنفاً على الجمهور، ويؤسس لعملية محاكمة النوايا والتشكيك في الأشخاص، ويمس بالحريات الأساسية للمواطن".


وأضاف "وفي هذه الممارسة تذكير، بل امتداد، لممارسات الجماعات الإرهابية في فترة التسعينيات التي انتصر عليها الشعب ومؤسسات الدولة ولا يمكن أن تعود".

ولفت إلى "تفاقم حالات التضليل والخداع التي تمارسها وسائل الإعلام على الجمهور في الآونة الأخيرة، تحت مسميات الحصص الترفيهية الخاصة بشهر رمضان"، مشدداً على أن "الصمت لم يعد ممكناً".

ودعا الناشطون في بيانهم "المجتمع المدني والمثقفين والحقوقيين والأكاديميين والإعلاميين إلى إطلاق مبادرات حقيقية من أجل وقف الانهيار ورفض التضليل والخداع وتزييف الوعي، والعمل على إقرار حقوق الجمهور في إعلام حقيقي يحترم العقل ويشجع المواطنة وينشر قيمها في المجتمع".

وعبروا عن دعمهم "للخطوات التي يقوم بها الكاتب رشيد بوجدرة أمام الجهات القضائية لمعاقبة القناة على المساس بحريته وشخصه وصورته وحماية حقوقه ورد الاعتبار لصورة الكاتب والمثقف".

وطالبوا وزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة الاتصال و"هيئة الضبط السمعي البصري" بتحمل مسؤولياتها، لـ "وقف التدهور وردع المخالفات والانحرافات في أخلاقيات المهنة"، ودعوا وزارتي الداخلية والعدل إلى استخدام صلاحياتهما والتحرك أمام القضاء لـ "وقف استغلال صورة أجهزتها الأمنية والقانونية خارج الأعمال الفنية".

وبرز بين الموقعين الروائي أمين الزاوي، والباحث في علم الاجتماع ناصر جابي، والإعلامي حميدة عياشي، والكاتب عبدالعزيز بوباكير، والمدرّس الجامعي عاشور فني.

وكانت قناة "النهار" المحلية استضافت الكاتب الجزائري، رشيد بوجدرة، في برنامج الكاميرا الخفية. وسأل مقدّما البرنامج الرّوائي عن إيمانه وإلحاده وقضايا شخصية أخرى، قبل أن ينصبا له فخاً، بحضور أشخاص آخرين أدّوا دور رجال شرطة جاؤوا لاعتقاله، ليثور بوجدرة ويتشابك بالأيدي مع المشاركين في البرنامج.

وأكدّ بوجدرة أنه لم يوافق على بث البرنامج وباشر باتخاذ الإجراءات اللازمة لمقاضاة القناة ومعدّي البرنامج، معتبراً أن القضية "تجاوزته وأصبحت قضية المجتمع الجزائري"، مندداً بصورة الكاتب والمثقف التي يُراد ترسيخها، ومؤيداً "الرد الحاسم من أجل شرف الفكر والإبداع".

بدوره، اعترف المدير العام لـ"النهار"، أنيس رحماني، بأن البرنامج تجاوز أخلاقيات المهنة الصحافية، واعتذر، وفتح تحقيقاً داخلياً لمعرفة ملابسات تصوير الحلقة وبثها.



المساهمون