وسوم #الموصل تتصدر مواقع التواصل في العراق

12 يونيو 2017
تسيطر الموصل على اهتمامات العراقيين (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
تصدرت وسوم عن #الموصل مواقع التواصل الاجتماعي في العراق في محاولة من الناشطين لنقل حقيقة ما يجري في المدينة، في وقت ما زالت فيه معارك الموصل محتدمة في آخر أحيائها المحاصرة من قبل القوات العراقية بغطاء جوي من التحالف الدولي.

وبدأ الناشطون والكتاب والإعلاميون تداول اسم الموصل على صفحاتهم في فيسبوك وتويتر بشكل كبير، وضمنوه مقاطع تسجيلية وصوراً أظهرت عمليات القصف الجوية التي تتعرض لها أحياء الموصل وما تعرض له المدنيون المحاصرون فيها بما وصفوه بالمجازر المروعة.

ونشر الناشطون صوراً مختلفة تظهر القوات العراقية مع قوات المارينز الأميركية وفي بعض أحياء المدينة معتبرين أنها تخالف ما يصرح به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعدم وجود قوات أجنبية في البلاد في محاولة منهم لنقل الصورة الحقيقية في المدينة وكيفية إدارة المعركة بحسبهم.

ونشر إعلاميون وناشطون آخرون وسم "#مأساة_الموصل" نشروا فيه معاناة أهالي الموصل خلال هروبهم من جحيم المعارك المحتدمة في المدينة، وما لاقوه من أهوال تاركين جثث ذويهم خلفهم في الشوارع والطرقات.

وعلق المحلل السياسي هلال محمد على صورة نشرها على صفحته الرسمية قائلاً "بين إجرام داعش وماعش فقد هذا الرجل جميع أفراد عائلته ولم يبق منهم سوى هذه الطفلة الرضيعة التي يحاول إنقاذها"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" وميليشيات الحشد الشعبي.

وتضمن الوسم صوراً للدمار الذي تعرضت له مدينة الموصل جراء القصف الجوي والمدفعي، الذي حول أحياءها إلى ركام ومقاطع تسجيلية لأسر موصلية نازحة تظهر مأساة إنسانية قاسية تعرضوا لها.


ونشر ناشطون آخرون وسماً آخر "#داعش_يقتل_الموصل" ضمنوه مقاطع تسجيلية أظهرت عشرات الأسر تهرب تحت أزيز الرصاص ودوي القذائف بهدف النجاة والوصول إلى مناطق آمنة، توفي أو قتل بعضهم خلال محاولة الهرب من المدينة بينهم كبار سن ونساء وأطفال.
وكتبت الناشطة المدنية دينا الموسوي بضعة كلمات وصفت بها هروب تلك الأسر عبر طرق الموت معلّقةً: "الهروب من الموت قد ينتهي إلى الموت"، في إشارة إلى عشرات الأسر التي قتلت خلال رحلة الهرب من الموت بسبب احتدام المعارك بين الجانبين.

واعتبر مراقبون أن لجوء الناشطين والكتاب والإعلاميين إلى مواقع التواصل لنشر ما يتعرض له أهالي الموصل، مما وصفوها بالمأساة الإنسانية يأتي بسبب التعتيم الكبير لوسائل الإعلام العراقية على ما يجري في المدينة.


واعتبر الناشط الإعلامي عبيدة العلي أن "فيسبوك وتويتر أصبحا الوجهة الأساسية للكتاب والإعلاميين والناشطين لنشر معاناة أهالي الموصل خلال الحرب، التي ما زالت رحاها تطحن المدينة وأهلها بلا هوادة".
وأضاف العلي لـ"العربي الجديد" أنّ "الوسوم التي يطلقونها تسهل على الباحثين عن تفاصيل ما يجري متابعة ما ينشر بهذا الصدد، بسبب التعتيم الكبير الذي تمارسه الحكومة العراقية والرقابة الصارمة التي تفرضها على وسائل الإعلام في البلاد".

وذكر الباحث في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني حسن الجابري أن" فيسبوك أصبح أقوى بكثير من العديد من الفضائيات ووسائل الإعلام في البلاد، وطالما عمدت الحكومة العراقية في مناسبات عدة خلال السنوات الماضية إلى حجب فيسبوك وملاحقة الناشطين فيه ولكنها فشلت تماما".

ويتابع الجابري أنّ "لجوء الناشطين والكتاب والإعلاميين إلى مواقع التواصل لنقل الحقيقة يعبر عن حجم التعتيم على الحقيقة والتضييق على الحريات في العراق، من قبل الحكومة العراقية ومدى المعاناة التي وصل إليها الناشطون في محاولتهم نقل الحقيقة المغيبة عن الرأي العام العالمي".




المساهمون