التحرش في المؤسسات الإعلامية: جدار الصمت يتهاوى

29 أكتوبر 2017
نايت لاندسمان (Getty)
+ الخط -
في تقرير نشر أول من أمس، أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" أن التعامل مع التحرش الجنسي الذي تتعرّض له النساء حول العالم لن يكون كما كان في القرون السابقة. ففضيحة هارفي وينستين كسرت حاجز الصمت الذي غالباً ما كان يرافق جرائم التحرش الجنسي. ففي هوليوود كما في أماكن أخرى بدأت أسماء كبيرة تتهاوى، بعد انكشاف أمرها. العاملات في المؤسسات الإعلامية حول العالم قرّرن أيضاً الخروج إلى العلن واتّهام المتحرشين بالاسم.

بيل أورايلي

أبرز المتحرشين المفضوحين، وقبل فضيحة ويسنستين، كان بيل أورايلي، الإعلامي الشهير في قناة "فوكس نيوز". إذ أعلنت الشبكة في إبريل/ نيسان الماضي استغناءها عن مذيعها، أورايلي، بعد اتهامه بالتورط في قضية تحرش جنسي. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من كشف تفاصيل هذه الفضيحة، إذ نشرت تفاصيل عن تورط أورايلي في خمس قضايا تحرش جنسي أو تصرف غير لائق. كذلك نشرت معلومات عن عقد أورايلي تسويات بعشرات ملايين الدولارات اعتباراً من عام 2002 مع عدد من النساء اللواتي تحرش بهنّ مقابل عدم اللجوء إلى القضاء أو التحدّث علناً عما حصل.
وقبل أيام قليلة عاد ملف أورايلي إلى الواجهة بعد تصريحات الإعلامية ميغين كيلي، والتي أكدت فيها أن تلميح أورايلي إلى أن "لا أحد اشتكى من سلوكه في فوكس نيوز" خاطئ، وقالت "أعلم ذلك لأنني اشتكيت"، في برنامجها على شبكة "أن بي سي" الأميركية. وانتقدت كيلي أورايلي و"فوكس نيوز"، على خلفية تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول اطلاع الشبكة على تسويةٍ عقدها أورايلي مع امرأة اتهمته بالتحرش الجنسي، ليز ويل، قيمتها 32 مليون دولار أميركي، قبل أن تجدد عقدها معه.

لوكهارت ستيل

وإن كانت الاتهامات بالتحرش الجنسي في المؤسسات الإعلامية خجولة في السنوات السابقة، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت سيلاً من الاعترافات. ففي تدوينة لها على موقع "ميديوم"، أعلنت إيدن روهاتنكسي أن عدداً من موظفي مؤسسة "فوكس VOX" الإعلامية قاموا بالتحرش الجنسي بها وبغيرها، وسمّت تحديداً مدير التحرير لوكهارت ستيل، ليتمّ طرده بشكل تلقائي من المؤسسة بعد انتشار التدوينة. وقد أرسل رئيس مجلس إدارة "فوكس" جيم بانكوف رسالة إلى كل الموظفين أبلغهم فيها أن ستيل اعتراف بممارسته الجنسية، وأنه تم الاستغناء الفوري عن خدماته. وأوضح بانكوف أنه بعد نشر الموظفة السابقة تدوينتها، كلّف الموقع شركة تحقيقات بتقصي الحقيقة وهو ما حصل وأثبتت التهم على ستيل.

نايت لاندسمان

هذا الأسبوع، وبشكل مفاجئ وسريع، أعلن نايت لاندسمان (67 عاماً) ناشر مجلة "آرت فوروم"، وهي من أشهر المجلات في العالم، عن استقالته من منصبه. وجاءت استقالته بعد رفع قضية ضده في نيويورك، تتهمه فيها تسع نساء بالتحرش الجنسيّ بهنّ. وقد أكّد الناشرون الثلاثة الآخرون للمجلة أنهم حريصون على صورة المطبوعة وسيقومون بكل الإجراءات الممكنة لمحاسبة كل من يخطئ. ولأكثر من ثلاثة عقود اعتبر لانسدمان الرائد في مجال الصحافة التي تعنى بالثقافة والفنّ والديكور. لكن يبدو أن اسمه انتهى وانتهى عمله في هذا المجال وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

مارك هالبيرين

أما آخر المتساقطين فقد كان مارك هالبيرين، إذ أعلنت الأربعاء الماضي الإعلامية ديانا غولدبرغ أن الكاتب الأميركي والإعلامي الشهير تحرش بها جنسياً قبل سنوات أثناء عملها في قناة ABC حين كان مدير القسم السياسي، إذ طلب منها هالبيرين الجلوس على رجليه ليناقش معها شؤون العمل، وقد حصل ذلك بشكل متكرّر. وكشفت غولدبرغ أنها كانت في بداية مشوارها الإعلامي وأنها خافت أن يضيع مستقبلها المهني فرضخت. لكنها أكدت أن هالبيرين طلب منها ذلك بشكل مستمرّ. وفور انتشار اتهام غولدبرغ قامت MSNBC بطرد هالبيرين من عمله الحالي بشكل مباشر. ومساء أول من أمس غرّد هالبيرين على حسابه الرسمي على "تويتر"، معتذراً عما قام به. وكتب: "لفترة طويلة في ABC كنت أنا جزءاً من المشكلة، أنا اعترف بذلك وأعتذر". وأضاف: "تصرفي كان خاطئاً، وقد تسببت بالخوف والقلق عند عدد من النساء".

(العربي الجديد)
المساهمون