وجاء في الافتتاحية التي وقّعها، بول - هنري دي لامبيرت"، ساهمت خمس سنوات من حكم هولاند (فرانسوا هولاند) في جعل الانتخابات الرئاسية الفرنسية مفتوحة على منظورات مجهولة"، فـ"لم يَعُد، بسبب خمس سنوات من الفشل الاشتراكي في الحكم، يتقاسَم الحياةَ السياسيةَ الفرنسية تيّاران اثنان، بل أربعة تيارات، أولها حزب الجبهة الوطنية، وخلفه يتنافس اليمين والاشتراكيون "الواقعيون" ويسار اليسار المكانة الثانية".
وانتقد الصحافيّ، الحملة على فرنسوا فيون، أو ما يسمى "بينيلوبي - غيت"، ورأى أن "الأمر قد يتغير إذا ثبت أن وراءها مؤامرات ودسائس تريد زعزعة فيون، وحينها سيتوجب على خصوم فيون أن يغيروا أسلحتهم".
واعتبر أن وزير الاقتصاد الفرنسي السابق، إيمانويل ماكرون، والذي "دخل إلى السياسة بفضل هولاند قبل أن ينقلب عليه ويخونه"، لا يتوجه في خطابه سوى إلى الاشتراكيين الذين يرون أن هامون يذهب بعيداً في الديماغوجية، وأنّ ماكرون إكسير للحياة، أتى بشكل معجزة".
ورأت صحيفة "لاكَروا" أن الأصعب ينتظر هامون "الذي قاد حملة اشتراكية بوجه اليسار". وجاء في افتتاحية الصحيفة، وهي من توقيع فرانسوا إيرنينْوين، "السؤال الذي يُطرح، اليومَ، هو معرفة ما إذا كان هذا المشهد السياسي الجديد، بعد كل الانتخابات الفرعية، يعلن عن وُضوح المشاريع السياسية المقترحة على الفرنسيين".
وأضافت "ورغم أن المقترحات توفرت قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات، إلا أن الأفق لا يزال غير سالك، فترشح فيون، تعرض منذ أسبوع لنوع من الهشاشة، في حين أن هامون لم يتلقّ بعد دعم الرئيس هولاند، وترشُّحُه استقرّ على خطّ يدعو للوحدة، بشكل ضعيف، وهو ما سينتقده ويشكك فيه من يفضلون خطّ فالس "الإصلاحي".
وتابعت "كما أن تحكيم الناخبين، أمس، لم يُطفئ الانشقاقات. لقد أتاح نجاح هامون تعيين مرشح، ولكنّه إعلان عن مبارزات جديدة قادمة".
"ليبراسيون" اليسارية لخصت نجاح هامون، بجملة "يسار اليسار". ودعا مدير تحريرها، لوران جوفرين، إلى "توحيد الصف اليساري"، في افتتاحيته.
وبعد أن أشار إلى أن المنتصر، هو "يسار اليسار"، كشف عن امتلاكه ورقة رابحة ثمينة تتمثل في مشاركة أفضل، تتيح له مواجهة منافسيه من اليسار ومن اليسار الوسط، أن "يلعب ورقة الاقتراع مقابل ورقة استطلاعات الرأي".
وقال جوفرين، إن هذه "الورقة شرعية، لا تَقْبل الجدل". كما سخر من القائلين بموت اليسار، وكتب "لا يزال يتحرك، وحظوظ بقائه على قيد الحياة في تزايد"، و"لكن مسؤوليات الفائز تتزايد أيضاً".
وإذا كان جوفرين يعترف بوجود إغواء يمارسه ماكرون على عدد من المنتخبين والناخبين اليساريين، إلا أنه يطالب هامون بـ "تبديد الشكوك حول برنامج انتخابي من الصعب الدفاع عن تمويله، كما يطالبه بمدّ اليد إلى عائلة اليسار"، لأن هذين الشرطَيْن هما "مهمة الفائز الجديد".
كذلك، تطرق ملف "ليبراسيون" في صفحتين كاملتين للخاسر إيمانويل فالس "الذي لا عزاء له".
موقع "ميديا بارت" الإخباري الذي انحاز لهامون وبرنامجه، أثناء الحملة الانتخابية لم يُخف غبطته. ونشر مقالاً تحت عنوان: "فالس يمحى، هامون يدعو اليسار للوحدة".
واعتبر الموقع، أن إقصاء مانويل فالس عن المشهد السياسي الفرنسي يأتي في إطار دينامية جديدة، أطلقت عليها "عملية الغسل الكبرى في الانتخابات الفرعية"، والتي أدّت إلى "إهانة نيكولا ساركوزي وإيقاف ألان جوبيه وسدّ الطريق أمام فرانسوا هولاند، بينما يتعثر فرانسوا فيون في الطريق. لقد تحولت الانتخابات الفرعية إلى ما يشبه التمرد. والمشهد الذي انتهى بانتصار بونوا هامون هو زلزال في تاريخ الجمهورية الخامسة".
كما ندد الموقع بالموقف السلبي لوسائل الإعلام الفرنسية، خاصة المرئية، من هامون، لأنّ "التلفزيون يمقت الحركة التي تحرك الخطوط".
ونوهت صحيفة "لوموند" بيد هامون الممدودة في اتجاه اليسار والإيكولوجيين، وكتبت "هامون يقترح "أغلبية حكومية على ميلونشون وجادو، مرشحي اليسار الراديكالي والإيكولوجيين، اللذين أصرّا على المضي قُدُما في ترشحهما".
كما اعتبرت الصحيفة اليسارية الفرنسية، أن انتصار هامون يعني "هزيمة اليسار الحكومي، وانتصار شخص كان يستعد للتصويت على سحب الثقة من الحكومة الاشتراكية".