عراقيون يسخرون من جسر العوينة: من عجائب الدنيا

13 يناير 2017
يبلغ طول الجسر حوالي 20 متراً فقط (فيسبوك)
+ الخط -
تناقل ناشطون عراقيون على موقع التواصل الاجتماعي، منذ الأربعاء الماضي، خبر افتتاح جسر إحدى قرى محافظة الديوانية (جنوب العراق)، موجهين نقداً ساخراً للمسؤولين في المحافظة والحكومة العراقية على ما وصفوه بـ"الفساد".


أمّا عن سبب سخرية الناشطين من الجسر، فلانه "مِعبر" صغير، لا يرقى إلى ما اعتبرته المحافظة بأنه "إنجاز" حضر افتتاحه كبار مسؤولي المحافظة يترأسهم المحافظ سامي الحسناوي، بالإضافة إلى عدد من شيوخ عشائر ووجهاء، في المحافظة، وفقاً لهم.

ونشر الناشطون صوراً لافتتاح الجسر الذي قص المحافظ شريطه، ويظهر أن طول الجسر يبلغ حوالي 20 متراً، وعرضه نحو مترين، ومخصص للمشاة فقط.

ولتبيان أهمية "المشروع"، زُيّن بسعف النخيل، ووضعت لوحة تعريفية على مدخله، كتب عليها "جسر قرية العوينة"، مذيلة باسم الجهة المنشئة للجسر "مديرية طرق وجسور الديوانية"، وهي إشارة تتخذها المؤسسات الحكومية للتعريف بمشاريعها المنجزة. كما وُضعت "يافطة" عند مدخل الجسر تؤكد أهميته، وأنه نُفذ برعاية محافظ الديوانية. 

وتناقل العراقيون الخبر مع الصور بعد أن نشرها مسؤولون في المحافظة على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم حذفوها في ما بعد، وفق ما أكد ناشطون، حين واجه "المشروع" نقداً لاذعاً وساخراً في الوقت نفسه.

ومن بين أبرز الناشطين الذين تناولوا الموضوع بسخرية، الكاتب رسلي المالكي، الذي عنون مقاله بـ"محافظ القادسية يفتتح أعظم جسور المنطقة، وخبراء: جسر العوينة طفرة تاريخية في ميدان هندسة الجسور".

وقال المالكي عن الجسر ساخراً "يربط بين أرضين عبر المرور فوق نهر عرضه حوالي 350 مترا وسرعة جريان الماء فيه نحو 80كلم/سا". وأضاف "عرضه الشديد، حيث بإمكان عشرين سيارة المرور عليه في آن واحد جنباً إلى جنب وهي تسير بسرعة 160كلم/سا في خطوط منتظمة".

وتابع "الجسر رغم ضخامته، إلا أنه متحرك ويمكن رفعه لمرور الشاحنات والسفن الكبيرة من تحته (...) سيسهل الجسر مرور نحو 100 ألف سيارة يومياً بأقل التقديرات وعلى الاتجاهين". وختم قائلاً "هذا وصرح السيد الحسناوي (صاحب الشركة ومحافظ القادسية) بأنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لبناء (برج الحسناوي) والذي يبلغ ارتفاعه 1200 متر فوق مستوى سطح (الترعة)".


وكتب عمار ناجي "مطلوب من الشركة تنفيذ جسر لربط بريطانيا بإيرلندا"، وقال علي علي "جسر العوينة من عجائب الدنيا على أثره انقرض الأميركان وهاجر اليابانيون إلى كوكب زحل وانتحر الروس واندثر الألمان".

ولم تخل التعليقات من اتهامات لحزب "الدعوة" الحاكم، بأنه وراء مثل هذه المشاريع التي اعتبروها "فاشلة"، ومنهم سنان سعدالله، الذي كتب مقترحاً "بناء منتجع سياحي متكامل قرب الجسر كي لا يحرم السياح من قضاء ليال ممتعة مقابل هذا الصرح العظيم، إحدى عجائب (حزب) الدعوة السبع، أقصد إحدى عجائب الدنيا السبع".

وشاركت صفحة "صور قديمة عن العراق" منشوراً جاء فيه "في خطوة جريئة وبإشراف مباشر من محافظ الديوانية... افتتاح أكبر جسر ذو سايدين خاص بالأشخاص، سرق هذا الجسر الأضواء وأدخل العراق على خط المنافسة مع الجسور الصينية سيئة الصيت، مبروك للعراقيين هذا الإنجاز العظيم، وتبقى كلفة هذا الجسر سرا من أسرار محافظ ومسؤولي الديوانية"، في إشارة إلى الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

أمّا رسول العيساوي، فكتب شعراً ساخراً عن الجسر "قَريةُ (العُوينَةُ) المُعتَبَرة، هَنيئاً لكِ هذي القَنطَرَة، ذاتَ مَمرّين وقياسٌ بالمِسطَرَة، مَمَر للخرافِ، وآخرٌ للبَقَرَة، أسْمَوها (جِسراً) لأجلِ الشَوشَرة، إنجازٌ يستحق أن نكتُبَ عنهُ خاطِرة، والشكرُ موصولٌ لِصاحِبِ المُبادَرة". 




دلالات
المساهمون