كيف سيكون مستقبل الإعلام؟ هذه توقعات الخبراء

11 يونيو 2016
صحح الكثير من المغالطات (Getty)
+ الخط -
شهد العقد الأخير تطوراً سريعاً لشكل الإعلام حول العالم. وكان لمواقع التواصل الاجتماعي الأثر الأكبر على تغيّر مفهوم الإعلام وشكله في هذه السنوات الأخيرة. إلى أين يتّجه الإعلام؟ وهل سيتابع تطوره بهذا الشكل أم أنه سيأخذ شكلاً مختلفاً؟ مواقع وصحف عدة حاولت استشراف شكل الإعلام المستقبلي والتطورات "البديهية" المفترضة. بينها، موقع "بيزنس إنسايدر" الذي نشر توقعات فريقه لمستقبل الإعلام حول العالم، مصححاً عدة مغالطات تخص الأدوات والشركات والأشكال التي ستسيطر مستقبلاً على العالم.
وقدم مؤسس الموقع ومديره العام ورئيس تحريره هينري بلودجيت، خلال مؤتمر نظمته المؤسسة الإعلامية، عرضاً تضمن سبعة توقعات بناها على دراسات " بي آي إنتيليجنس"، ولخصها الموقع.
وكشف عرض هينري، والذي أتى مدعما من مؤسسة "بي آي إنتيليجنس" عن تحولات الإنترنت في المستقبل مصححاً المغالطات حول الأجهزة والمنصات والمواقع وتوجهات المؤسسات التي سوف تبقى فعلا وتسيطر على المستقبل.
وتضمن العرض 7 سيناريوهات كبرى لمستقبل الإعلام العالمي، على الشكل التالي:

السيطرة للرقمي

تشير الأرقام التي قدمها العرض إلى تراجع متواصل بين 2011 و2015 طاول الراديو والتلفزيون والصحافة المطبوعة والمنصات الأخرى، عكس الإعلام الرقمي. حيث نمت الصحافة الرقمية لتشكل ما نسبته 43,2 قي المائة من مجموع استهلاك الإعلام بعدما لم تكن تغطي سوى 30 في المائة قبل 5 سنوات فقط، مقابل تراجع عام في كل من المطبوعات والراديو والتلفزيون. هذا وكشف العرض عن توجه كبير من جيل الألفية نحو الهواتف الذكية، خصوصا في الفئة العمرية بين 16 و35 سنة، بفارق كبير أمام التلفزيون مثلاً.

المستقبل للاشتراك

ورغم أن الأمر يبدو غريباً، إلا أن مدير "بيزنس إنسايدر" يؤكد أن المستقبل هو للمنتجات المدفوعة وليس المجانية، عكس الاعتقاد السائد بأن الجمهور لن يكون مستعدا للدفع مقابل المحتوى الإعلامي مستقبلاً.
وقال التقرير الذي استند عليه هينري إن خدمة الفيديو المدفوع عبر الإنترنت مثلا قد ارتفعت أرباحها سنة 2015 إلى 4.8 مليارات دولار، على أن تقفز إلى 11,5 مليار دولار سنة 2019.

المستقبل للإعلانات الأصلية

وتنبأ العرض بسيطرة بالإعلانات الأصلية native advertising على مستقبل الإعلام، وهي تلك الإعلانات المصممة وفق سياق المادة الإعلامية نفسها، ويسطير على هذا النوع من الإعلانات موقع "غوغل"، يليه، لكن بأشواط، موقع "فيسبوك" ثم "تويتر" و"ياهو" و"آي أو إل".

مشكلة حجب الإعلانات ستنتهي

 وكشف التقرير عن نمو متصاعد لعدد الرواد الذين يستعملون برامج لحجب الإعلانات، وعلى رأسها "أد بلوك". وأشار التقرير إلى أن جيل الألفية هم أكثر مستخدمي هذه الخدمة. 90 في المائة منهم أقل من 44 سنة، 66 في المائة منهم أقل من 34. وتم استخدام أدوات الحجب أساسا في خدمات ألعاب الفيديو والتكنولوجيا والفكاهة.
وحذر هينري بلودجيت من أن الكثير من المواقع سوف تختفي بسبب استعمال أدوات الحجب، لكنه طمأن إلى أن ذلك يعني أن البقاء سيكون للأفضل وللمحتوى ذي الجودة العالية، وسوف يبث المعلنون مقاطع يعرفون أن الناس سيحبونها ولن يحتاجوا للحجب آنذاك.

المنصة الأكثر تأثيراً

 نفى هينري بلودجيت أن تكون أي من الأدوات الذكية المتوقعة هي المسيطرة المستقبلية، لا الساعة ولا السيارة ولا النظارات ولا الهاتف الذكي، كما أن الوقت مازال مبكرا جدا للحديث عن سيطرة الواقع الافتراضي، يقول التقرير. ويرى مدير "بينزس إنسايدر" أن المسيطر الحقيقي على مفاصل الإعلام ومستقبله سيكون هو تطبيقات التراسل الفوري، معللا ذلك بأن 90 في المائة من استعمالات الهواتف الذكية هي تطبيقات التراسل الفوري، ما يجعله قلب الاستخدام ومحوره.

التلفزيون سيشعر قريباً بألم الصحف

 واصل عدد المشتركين في التلفزيون التقليدي تراجعه مقابل ارتفاع عدد المشتركين بخدمات الإنترنت، تقول الدراسة، كما انخفضت معدلات المشاهدة بشكل سريع، خصوصا بعد سنة 2011، مقابل تنام متسارع لعدد المشتركين في خدمة نيتفليكس مثلا. وأشار التقرير إلى أن "نيتفليكس" تعتبر الشبكة الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة، برقم مشاهدات يتجاوز ضعف عددها في الشبكات الأخرى مثل "سي بي إس" مثلاً.

قوى الإعلام ستكون أكثر تركيزا من أي وقت مضى


وفي وقت يسود الاعتقاد بأن الإنترنت جاء لتشكيل كيانات صغيرة جدا، وفي وقت كانت القوة متركزة في يد مؤسسات إعلامية مثل و"ورنر بروس" و"نيوز كورب"، سوف تذهب هذه القوة إلى مؤسسات عددها أقل وبحجم أكبر.

المساهمون