قرار قضائي بوضع أوصياء على وكالة "جيهان" التركية

07 مارس 2016
"يوم أسود" عنونت صحيفة "زمان" بعد وضع وصاية عليها(Getty)
+ الخط -
استجابت محكمة الصلح الأولى في مدينة إسطنبول، لطلب المدعي العام الجمهوري، بوضع أوصياء على وكالة "جيهان" الإخبارية المعارضة التابعة لحركة الخدمة، بزعامة فتح الله غولن أو الكيان الموازي كما تطلق عليه الحكومة التركية.
ويأتي هذا القرار، بعد أيام، على وضع أوصياء على جريدة زمان التركية المعارضة والمقربة من حركة الخدمة أيضا، ما أثار جدلا كبيرا واعتراضات محلية ودولية.

وبررت المحكمة قرارها "بوجود شبهات عالية حول أن المجموعة تعمل في إطار تنظيم فتح الله غولن الإرهابي، وتقدم دعما واضحا لنشاطات التنظيم"، حيث قامت الحكومة التركية، العام الماضي، بوضع حركة الخدمة ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.

وبعد التحالف الذي جمع الحركة وحزب العدالة والتنمية لأكثر من عشرة أعوام، وكان له دور أساسي في إزالة نظام الوصاية العسكرية وضرب المحاولات الانقلابية العسكرية، انفجر الصراع بين الجانبين، إثر قضايا الفساد في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، التي حركتها أذرع الحركة داخل القضاء والشرطة، مستهدفة رجب طيب أردوغان (رئيس الوزراء حينها) وعدداً من الوزراء والشخصيات المقربة منه، لتشنّ الحكومة حملة مضادة على مدار أكثر من عامين، انتهت بتصفية أنصار الحركة من القضاء والشرطة والوظائف الحكومية، والإدارات الحساسة في البلاد، والتي كانت قد وصلت لدرجة من القوة حتى باتت تشبه دولة ضمن الدولة. 

وتعتبر هذه الضربة هي الثالثة للمؤسسات الإعلامية التابعة لحركة الخدمة، فلم يبقَ سوى صحيفة "جمهورييت" المعارضة، والتي تشير الكثير من التقارير إلى أنها باتت تحصل على تمويلها بشكل رئيسي من الحركة، وذلك بعد أن وضع قرار قضائي، العام الماضي، أوصياء على الوسائل الإعلامية التابعة لشركة غوزو إيبك المقربة من حركة الخدمة، قبل أن يتم تصفيتها في وقت لاحق، تلاه قرار مماثل باتجاه صحيفة زمان.

ويتيح القرار للأوصياء التدخل في عمل الصحيفة، بما في ذلك عمل الكادر التحريري والإداري، إذ صدرت صحيفة "زمان" بعد يوم من وضع أوصياء عليها، بغلاف موال للحكومة التركية. بينما تم إصدار نسخة أخرى معارضة، تحت اسم "نظرة إلى الغد"، حيث أوقفت الصحيفة توزيع نسخ من جريدة زمان بنظام الاشتراك، والتي تقارب 500 ألف عدد يوميا، وذلك في الوقت الذي أخلى الصحافيون فيه مبنى الصحيفة. وأكد لـ"العربي الجديد"، أحد الصحافيين العاملين في "زمان" أنّ العدد الأول الذي صدر بعد وضع أوصياء على الصحيفة لم يكن من عمل صحافييها، وبأن صحيفة "نظرة إلى الغد" هي التي تُمثل العاملين في صحيفة "زمان".
 

اقرأ أيضاً: صحيفة "زمان" التركية ضحية الخلافات السياسية؟
المساهمون