اللاجئون السوريون بين ركلة بيترا.. ويد كريشنان

14 سبتمبر 2015
وحدهم السوريون من جربوا ركلات بترا وأمثالها (يوتيوب)
+ الخط -



اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام نوبة غضب واستنكارعارمة، تسببت بها ركلات الصحفية الهنغارية بترا لازلو، للاجئين السوريين، أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني الذي كان عائقاً بينهم وبين أرض الميعاد، التي تحملوا في سبيلها ما لا يمكن تحمله.

عدسات الصحافة التي كانت في الموقع نفسه رصدت الاحتقار والكراهية التي شعرت بها تلك الصحفية لحظتها ووثقتها، لتبقى شاهداً ينعق بسودادية غراب، مذكراً إياها قبل الجميع بالحماقة التي ارتكبتها، فأودت بمهنتها وسمعتها.

عين الكاميرا التي لا تغفل، وفي بقعة أخرى من هذا العالم، حيث يصلها السوريون عبر دروب الجلجلة التي يقطعونها كل يوم، رصدت مشهداً آخر معاكساً لركلة بترا، إنها يد الصحافي كريشنان جورو-مورثي، مراسل القناة 4، إذ يمدها أثناء تصويره تقريراً إخبارياً، لمساعدة اللاجئين على الشاطئ.

هو الإنسان الذي يقفز خارجاً عن حياده المهني، مؤكداً على آدميته أولاً، يتمايل كريشنان فوق أرض تفتقر الصلابة المطلوبة لمساعدة اللاجئين على تسلق الشاطئ، بعد رحلة منهكة خاضوها من سورية إلى تركيا إلى الجزيرة اليونانية، ينقل بين ذراعيه أطفالاً وكباراً في السن، بينما نسمع لهاثه المتقطع جراء ما بذله من جهد يخيم على المشهد..مبرهناً بأن الرسالة أو المهنة أو أي قضية..لا تكون نبيلة إلا إن اقترنت بأفعال نبيلة.

ربما يقول البعض "ما فعله كريشنان أمر أقل من عادي، ولا يستحق كل هذا الاحتفاء"..لكن السوريون وحدهم من بات يدرك السر، فهم وحدهم من جربوا ومايزالون...ركلات بترا وأمثالها.

 


اقرأ أيضاً: مغن عالمي يقرّع وزيراً بريطانياً لاستهتاره باللاجئين السوريين

المساهمون