تونس: قنوات تترنح وأخرى تتقاسم نسب المشاهدة

13 سبتمبر 2015
المنافسة محتدمة بين القنوات (Getty)
+ الخط -
شهدت تونس بعد الثورة انفجاراً إعلامياً غير مسبوق في تاريخها، فتعددت وسائل الإعلام السمعية البصرية والورقية والإلكترونية، لكن يبقى المشهد التلفزيوني الأكثر تنافسية باعتباره يحتكر أكثر من 40 في المائة من سوق الإعلانات التونسية، فظهور ما يناهز 15 قناة تلفزيونية رفع حدّة المنافسة التي تكاد تنحصر بين قناتين؛ هما قناة "الحوار التونسي" والقناة التاسعة اللتين تحاول كل منهما استقدام أفضل المقدمين، وإعداد أحسن البرامج للدخول إلى الموسم التلفزيوني الجديد؛ والذي يرتبط عادة بالعودة المدرسية والجامعية المقررة يوم 15 سبتمبر/أيلول الحالي، حيث ترتفع نسب المشاهدة.
قناة "الحوار التونسي" رغم الصراع المعلن بينها وبين النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، نتيجة تخلي مالكها سامي الفهري عن بعض العاملين في القناة؛ وهو ما دفع نقيب الصحافيين ناجي البغوري إلى حدّ التلويح بمطالبة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بسحب الإجازة القانونية لهذه القناة، لكن رغم ذلك يبدو أن مالك القناة لا يولي هذا الأمر أي اهتمام فقد قام، استعدادا للبرمجة الجديدة بتوظيف مقدمة البرامج السابقة في قناة "نسمة" و"إذاعة موزاييك" مريم بلقاضي، لتتولى تقديم برامج حوارية ذات طابع سياسي بالقناة. كما تقوم القناة بالإعداد لأكبر نشرة إخبارية في التلفزيونات التونسية، يتولى إدارتها الإعلامي الياس الغربي، بمعية فريق صحافي ومحللين معروفين في الساحة التونسية.


اقرأ أيضاً: (بالفيديو) إبراهيم محلب يغادر مؤتمراً صحافياً فى تونس غاضباً
قناة "الحوار التونسي" تعرف منافسة شديدة من قبل قناة "التاسعة " التي يديرها الإعلامي معز بن غربية، فهذه القناة انتدبت الإعلامي حمزة البلومي من قناة "الحوار التونسي"، ليتولى إدارة البرامج الحوارية السياسية، كما قامت بإعداد برامج مسابقات وبرامج رياضية، وكذلك اعتمدت على الكوميدي ومقلد الأصوات المشهور في تونس وسيم الحريصي، ليواصل إعداد بعض البرامج التي عرفت نجاحاً عند انطلاق بث تلفزيون التاسعة في شهر رمضان الماضي.
في المقابل، تعاني القنوات التلفزيونية الأخرى بعض الصعوبات مثل قناة "هنبعل تي في" التي قامت بتسريح 150 من العاملين فيها، للصعوبات الاقتصادية التي تمرّ بها، خاصة في ظل الصراع بين مالكي القناة التونسيين وشريكهم المستثمر السعودي من أصل فلسطيني طارق قدادة.
التلفزيون الرسمي التونسي بقناتيه الأولى والثانية يعاني مشاكل داخلية وصراعاً بين النقابات والإدارة العامة، ومع ذلك فسيواصل احتكاره لنقل مباريات كرة القدم في البطولة المحلية، كما سيعود اليوم الأحد واحد من برامجه الناجحة "الأحد الرياضي" للخارطة البرامجية، وسيتولى تقديمه الإعلامي إبراهيم البوغانمي.
أما باقي التلفزيونات فتعيش حالة من الخمول وضعف في نسب المشاهدة. فقناة "نسمة" عادت لبث مسلسل "حريم السلطان" الذي يوفر لها عائدات من الإعلانات، كما ستعود برامجها الحوارية ذات الطابع السياسي، والتي سيقوم الإعلامي برهان بسيس بإدارتها.
التلفزيونات التونسية الخاصة والعامة مقبلة على موسم تلفزيوني جديد قد يشتد التنافس فيه بينها، لكن كل المؤشرات الأولية تؤكد أن التنافس سينحصر بالدرجة الأولى بين القنوات الخاصة. في حين سيكتفي التلفزيون الرسمي التونسي بأداء دوره كمرفق عام يقدم الخدمات الإعلامية الأساسية من إخبار وترفيه وتثقيف دون بحث عن التميز في ظل العواصف الداخلية التي يعيشها منذ فترة.