السعوديون بين "بيوت الشعر" والتقشّف

15 اغسطس 2015
الاقتراحات التي تسبّبت بالجدل (تويتر)
+ الخط -

منذ أسبوع، يجتاح مواقعَ التواصل في السعودية غضب عارم، بعد اقتراحات قدّمها عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير جريدة "عكاظ"، هاشم عبده هاشم، بـ"استبدال المنازل التي تقدم لمواطنين محتاجين ببيوت شعر". وعادت حدّة الانتقادات تعلو من جديد، بعد اقتراحات أخرى قدّمها الإعلامي السعودي جمال خاشقجي عن التقشّف.

وكان خاشقجي طالب بعودة حزمة قرارات التقشف التي بدأت في الخمسينيات، معتبرا أنها هي أنقذت السعودية في تلك الفترة، وأضاف في محاولة لتوضيح فكرته: "التقشف لا يمس عادة الأساسيات والمشاريع الحيوية كالإسكان وإنما كماليات وما أكثرها حولنا، أما الوقود فهذا واجب إذ إننا نستهلك مصدر رزقنا".

حديث خاشقجي جاء بعد أيام قليلة من مقترحات الدكتور، هاشم عبده هاشم، لـ وزارة الإسكان بالتوجه إلى توفير سكن شبيه بـ"بيوت من الشَعر" لبعض الأسر كأحد حلول أزمة الإسكان، مؤكدا: "هناك أُسر بسيطة تعودت على الحياة في بيوت من الشعر، وعلينا أن نوفر لها مساكن قريبة من طبيعة حياتها، ولا داعي للدفع بها إلى الفلل التي تتطلب الكثير من الإمكانات والخدمات، وأسلوب التعامل الذي لم تعتد عليه تلك الأسر البسيطة والفقيرة".

وأطلق مغردون وسم "#بيوت_شعر_للمواطنين" سخر فيه اقتصاديون وإعلاميون من الفكرة، كما دشن ناشطون وسم "#خاشقجي_حان_وقت_التقشف"، سرعان ما صعدا إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً في البلاد، بعد نشر أكثر من 250 ألف تغريدة.

وأكد الإعلامي محمد عطيف أنّ "هذه الأفكار التي تظهر تباعا ممّن يفترض أن يكونوا منبرا للرأي، مخيبة للأمال". وسخر المحلل الاقتصادي عبد الحميد العمري من فكرة بيوت الشعر، وكتب متهكما: "الله يستر لا تصدّق وزارة الإسكان هاشم عبده هاشم وتمنح #بيوت_شعر_للمواطنين، والخوف الأكبر على #تجار_التراب من يلعبون عليه بعدين؟! هزلت!!!". فيما اعتبر المحلل المالي برجس البرجس الاقتراح خطيرا، لأنه يخفض سقف مطالبات المواطنين، وكتب: "والله حذرت سابقاً من بيئة منخفضة التطلعات، رئيس تحرير سابق يقترح توفير #بيوت_شعر_للمواطنين لبعض الأسر كحل للإسكان".

اقرأ أيضاً: المقاتلات الإيزيديات: نريد التحرّر من رجالنا
واعتبرت مغردة أخرى مثل هذه الاقتراحات كارثة، لأنها تصدر من مثقفين، وكتبت: "كارثة أن تخرج مثل هذه الحلول من أفواه مثقفين يفترض منهم أن يرتقوا بمجتمعهم لا أن يجروه إلى أسفل السافلين".
المساهمون