مجدداً... جدلية العلاقة بين الصحافي والمدوّن

20 مايو 2015
هل رفعت مواقع التواصل سقف الحريات (Getty)
+ الخط -
في ظلّ تدهور حُريّة الصحافة في العالم بشكلٍ عام، والعالم العربي بشكلٍ خاصّ، عادت إلى الواجهة الجدليّة بين عمل الصحافة والتدوين. فالتدوين، الذي كان صوت الثورات في الربيع العربي، قد يعود للقيام بالدور الذي لا تستطيع الصحافة القيام به نتيجة الانتهاكات التي تتعرّض لها.
يُقسّم الصحافي المغربي علي أنوزلا، الإعلام المغربي، إلى "إعلام عمومي محتكر من السلطة تستعمله لأغراض البروباغندا بالدرجة الأولى وإعلام خاص تحوّل إلى إعلام علاقات عامة هدفه البحث عن مراكمة الأرباح وإعلام مستقل قضت عليه السلطة سواء من خلال خنق المحاولات الصحافية المستقلة اقتصادياً أو من خلال التضييق على الكثير من الصحافيين".

إقرأ أيضاً: طعن مدوّن ثالث حتى الموت في بنغلادش... والتهمة: ملحد
ويضيف أنوزلا، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش جلسة "صوتكم من فضلكم"، التي ناقشت واقع الإعلام في الدول العربية وعلاقة الصحافي بالمدوّن: "الأمل الآن يكمن في هذا الإعلام البديل الذي يشهد ولادة جديدة من خلال المواقع الاجتماعية ومن خلال بعض الصحافيين الذين يكتبون آراء جريئة ومستقلة على المواقع الاجتماعية".
من جهته، يقول نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، إنّ "التدوين كان له دور رئيسي في دعم الثورة والربيع العربي، لكن الصحافة كمهنة واحتراف تتطلب جملة من الامكانيات والمعارف لا تتوفر في المدوّن بالضرورة". ويُضيف البغوري في حديث لـ"العربي الجديد": "يختلف الصحافي عن المدوّن في التزامه بالمعايير المهنية والأخلاقية للمهنة وفي تثبته من الأخبار قبل نشرها وموضوعية كتاباته". أما الصحافي السعودي عبد الله عبد العزيز المديفر فيقول "إن أي مواطن يستطيع كتابة 140 حرفاً في "تويتر" هو صحافي". ويوضح "أن الحقيقة في بلده يكشفها المدوّن والمواطن قبل الصحافي المعروف".
"يتحمل الصحافيون مسؤولية تردي الإعلام في بلدانهم"، يقول الصحافي عبد العزيز المديفر. ويوضح: "الإعلاميون في السعودية طبقة غير صلبة، يستخدمون من قبل رجال السياسة ورجال الدين وأصحاب المال والأعمال ويخضعون لسلطتهم وهم يتحملون مسؤولية التردي الإعلامي. لا بد أن يكونوا مؤثرين وليس مجرد ناقلين للأثر الذي يحدثه غيرهم".
ويرى المدوّن المصري وائل عباس إنّ الصورة في مصر مشابهة. ويقول: "طالب الكثيرون غداة الثورة بإلغاء وزارة الإعلام وبعديد الإصلاحات للمشهد الإعلامي لكنّ الصحافيين المعروفين والإعلام الحكومي تجاهلوا هذه المطالب ولم نحقق بذلك أي مكسب بل على العكس ترتفع الرقابة على الإعلام في مصر اليوم، وقد تطورت نحو تقييد ما ينشر على الإنترنت أيضاً".

إقرأ أيضاً: زوجة المدوّن السعودي: رائف لن يحتمل المزيد من الجلد 

وعرف المشهد الاعلامي في تونس بعد الثورة انفتاحاً وتطوراً إيجابياً حسب المتابعين رغم إقرار نقابة الصحافيين في مناسبات عدة بوجود تدخلات من مديري المؤسسات الإعلامية أو السلطات في عمل الصحافيين. ويقول البغوري "إن الصحافة في تونس في وضع متقدم مقارنة بدول أخرى لكن من الضروري التعامل بحذر كبير لأن حرية الصحافة تزعج الكثيرين خاصة أصحاب النفوذ من المال والسياسة".
فيما يعتبر أنوزلا "أن مسؤولية تدهور الإعلام في العالم العربي متقاسمة بين السلطات الحاكمة وأصحاب رأس المال والمناخ العام الذي يشتغل فيه الصحافي ثم في درجة رابعة تعود المسؤولية للصحافي".
المساهمون