قناة "العربية" تنقلب على البرلمان المصري:حتى أنت يا بروتس!

22 نوفمبر 2015
نيكول تنوري ولبنى عسل (يوتيوب)
+ الخط -
"هل نقول قريباً كل حلفائك باعوك يا ريتشارد؟"؛ سؤال طرحه ناشطون بقوة على منصات التواصل، عقب التغير اللافت في سياسة قناة "العربية"، والتي كانت من أكبر الداعمين للنظام في مصر، حيث بدأت بتغيير بوصلتها شيئاً فشيئاً.


لكن التغير الأكبر والملحوظ بحسب المراقبين، حصل عقب حادث الطائرة الروسية في سيناء، يومها اتخذت القناة منحى جديداً في التعامل مع النظام المصري، حيث تساءل إعلامي مصري عن حادث الطائرة قائلاً: "مصر خايفة ليه وما بتقولش الحقيقة ليه؟".

وجاء برنامج "عصير انتخابي"، والذي تقدمه الإعلامية نيكول تنوري، ليكون الأكثر وضوحاً بهذا الاتجاه، على الأقل في الوقت الحالي، حيث نافس في سخريته من الانتخابات والمرشحين
وحتى من إعلاميي النظام، كثيراً من رافضي الانقلاب في مصر، ليصبح لسان حال مؤيديه: "حتى أنت يا بروتس؟".

مذيعة قناة "العربية" تبنت اللهجة الساخرة منذ البداية، وسخرت في حلقتها الأولى من كل ما يتعلق بالانتخابات، فتارة تسخر من عائلة المستشار مرتضى منصور، ونجاح ابنه صاحب الـ"تي شيرت الاورنج"، وتعهده بمحاسبة والده الذي لا يشغل منصباً حكومياً في البرلمان، وأخرى تصف دائرة الدقي بالدائرة "المنكوبة"، وذلك لفوز صاحب التسجيلات الشهيرة، عبد الرحيم علي فيها.

كما سخرت تنوري من فرض اللجنة العليا للانتخابات غرامة 500 جنيه، للغائبين عن الإدلاء بأصواتهم، وقالت إن تلك الخطوة ستضع نسبة 85% من المصريين العازفين عن المشاركة في "أكبر قفص اتهام في التاريخ"، وانتقلت بعدها للرشاوى الانتخابية التي وصفتها بـ"الفخفخينة الانتخابية، التي لا غنى عنها في انتخابات البرلمان".

أما الكلمة الأكثر إيلاماً للنظام فجاءت بعد وصفها المرشحين بـ"المطبلاتية"، وتحسر الناشطين، بحسب وصفها، على عدم فوز الراقصة سما المصري، لتكمل صورة البرلمان "الراقص"، وهي الكلمة التي على الرغم من كونها الأصدق تعبيراً، تخيف النظام الذي يخشى وفقاً لتعليقات ناشطين أن يوصم البرلمان بتلك الصفات ما يسقطه شكلاً وموضوعاً.

ورد النظام على تلك التصريحات التي لم يستطع تجاهلها حيث قال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الحكومة للانتخابات، "إن تناول البرنامج للانتخابات على قناة "العربية" هو تناول هزلي، والمفترض أنها قناة مهنية"، مشيراً إلى أن المراقبة الدولية لـ61 دولة أثبتت نزاهة الانتخابات.

وأضاف اللواء خلال حواره في برنامج "الحياة اليوم" مساء السبت أن ما فعلته العربية من مزج الهزل والسخرية في أمر جاد مثل الانتخابات، أمر "لا يليق بقناة معروفة بجديتها".



واستمرت مقدمة "الحياة اليوم"، لبنى عسل، بعتاب واضح لقناة "العربية" ومذيعتها تنوري، على سخريتها من انتخابات البرلمان المصرية التي تمثل "حلماً قومياً للمصريين لاستكمال خريطة الطريق"، وقالت: "أكيد المملكة العربية السعودية والدولة العربية عايزة مصر تبقى قوية وعندها برلمان قوي، نقوم لما نيجي نعمله نسخر منه وننتقده".

الإعلامي المؤيد للنظام مصطفى بكري عبّر عن دهشته خلال مداخلة مع  أحمد موصى وقال: "أستغرب من سخرية قناة العربية على انتخابات برلماننا، وأعتبرها خروجاً عن العلاقة الوثيقة التي تربط مصر والسعودية من قبل هذه القناة".

وغاصت منصات التواصل في الجدل الذي فجرته تنوري، وبات مؤيدو النظام في حالة تخبط واضحة، وكتبت الناشطة إسراء عبد الفتاح القريبة من ثورة يناير الأولى، والتي أيدت الانقلاب "هي قناة العربية قلبت علينا ليه كده؟ هي الدنيا ده مفهاش حاجة ثابته علي موقفها"، الإعلامي المحامي خالد أبو بكر تعجب قائلًا: "برنامج عصير انتخابي على قناة العربية يتناول الشأن الداخلي المصري بسخريه مبالغ فيها، ومنذ متى تتبع العربية هذا النهج؟"، مقابل سخرية للمعارضين حيث قال عصام: "مذيعة العربية بتقول دائرة احمد مرتضى منصور وعبد الرحيم على ازاي تستبعد سما المصري؟ هو ينفع 2 طبالين من غير رقاصة؟ بقيت مسخرة العالم يابو السيس"، وسخرت عبير فكتبت: "نيكول تنوري بتفكرني بالفيلم العربي القديم اللي بقول الرقاصة لازم تنزل، دي بقى بتقول الرقاصة لازم تنجح".

اقرأ أيضاً: محافظ أسوان يتوعد السياح المغادرين بالحرمان من الكشري