محنة الصحافيين اليمنيين: الإخفاء والتعذيب

26 أكتوبر 2015
الصحافي محمود ياسين (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أن ينطلق الصحافي اليمني محمود ياسين (41 عاماً)، في مسيرة المياه لكسر الحصار عن مدينة تعز، كتب على صفحته على فيسبوك "هي فقط محاولة للاحتفاظ بإنسانيتنا والتحدث بلهجة الماء بدلاً من الدم".

لا معلومات عن ياسين، باستثناء ما كشفت عنه نقابة الصحافيين اليمنيين، بتعرضه للتعذيب، مع خمسة من الناشطين من قبل ميلشيا الحوثيين في سجن الأمن السياسي (المخابرات) بمدينة إب (وسط البلاد).

وقالت النقابة إنها حصلت على معلومات تفيد بتعرض الصحافي محمود ياسين والناشطين المعتقلين معه للتعذيب النفسي والجسدي من قبل الحوثيين، محملة إياهم كامل المسؤولية عن هذه الممارسات القمعية.

يقترب الأسبوع الثاني على اختطاف الحوثيين لمحمود ياسين وهو صحافي وروائي، نشط في مسيرة أطلق عليها اسم #مسيرة_الماء حاول مجموعة من الصحافيين والناشطين تنظيمها إلى تعز في مسعى لكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة. ولم تفلح بعد أي من الوساطات في إطلاق سراحه أو حتى التنديد المستمر لنقابة الصحافيين وتنظيمها للوقفات الاحتجاجية.

ويمنع الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ شهرين دخول المواد الغذائية وعربات المياه من مداخل مدينة تعز. وقال بيان لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن سكان المدينة يرزحون تحت وطأة الحصار. وأضاف "منع أعضاء اللجان التابعة للحوثيين والقوات المسلحة الموالية للرئيس السابق صالح، التجار المحليين والسكان من عبور نقاط التفتيش بالمياه والفاكهة والخضراوات وغير ذلك من البضائع الأساسية.

اقرأ أيضاً: الصحافيون يدفعون الثمن في اليمن

وقال رئيس لجنة الحقوق والحريات في نقابة الصحافيين أشرف الريفي لـ"العربي الجديد"، "لا جديد بشأن محمود ياسين، وهناك مساعِ بشأن إطلاق سراحه".
وأطلق الحوثيون سراح الصحافيين صامد السامعي ونائب رئيس تحرير صحيفة "الشارع" علوي السقاف وعدد من الناشطين خلال الأسبوع الماضي، وروى السامعي بعضاً مما لاقوه في المعتقل "نُقلنا معصوبي العيون إلى زنازين وعنابر متفرقة داخل باحة الأمن السياسي، ولذلك لم نعرف أين البقية".

وأضاف "وجه لي شخص كان إلى جوار المحقق ضربة قوية بيده على ظهري بداعي أني أحاول تضليل المحقق والكذب عليه، وكان المحقق يضع عصا على ظهري وكتفيّ وبطني وصدري مهدداً باستخدامها في ضربي".

وقال "أثناء التحقيق معي تم توجيه تهم كثيرة لنا، منها محاولة نقل أسلحة إلى تعز، والعمل لصالح جهات خارجية، واستلام أموال من جهات مشبوهة منها خارجية، ومحاولة إثارة البلبة في إب وتعز".

وقال عضو مجلس النقابة محمد شبيطة في وقفة نظمتها النقابة إن الصحافيين صاروا هدفاً سهلاً لأطراف الصراع من الحوثيين والقاعدة وغيرهم". وندد شبيطة بـ "الإجرام الممنهج" تجاه الصحافة والصحافيين، مضيفاً "أن الصحافة اليمنية تعيش اليوم أسوأ مراحلها، وما حققه نضال جيلين من الصحافيين في مجال الحريات الصحافية تعرض للتراجع والارتداد".

وفي محافظة حضرموت (شرقي البلاد)، تواصل القاعدة اختطاف ثلاثة صحافيين منذ الثالث عشر من الشهر الجاري، أثناء تغطيتهم لمظاهرات مناهضة لتواجد التنظيم المتطرف.
والمختطفون هم مراسل تلفزيون "اليمن اليوم" محمد المقري، ورئيس تحرير موقع "حضرموت أونلاين" أمير باعويضان، والمصور التلفزيوني أكرم اليماني، وما يزال مصيرهم مجهولاً.



اقرأ أيضاً: المصوّرون اليمنيون يهجرون كاميراتهم
المساهمون