الصين تزيل أبو الهول المقلّد بعد اعتراض مصر

26 مايو 2014
أبو الهول الصيني (وكالة الأناضول)
+ الخط -

قرّرت الصين إزالة نسخة تمثال أبو الهول المقلّدة، بعد شكوى تقدّمت بها الحكومة المصرية إلى منظمة التربية والثقافة والعلوم، "اليونسكو". ونقلت وكالة الأنباء الصينية، "شينخوا"، عن مسؤول في الحديقة الثقافية في شمال الصين، حيث بُنِيَ  نموذج "أبو الهول" المقلّد: "نحن في غاية الاحترام للتراث الثقافي العالمي، ونعبر عن اعتذارنا عن أي سوء فهم بسبب بناء نموذج أبو الهول".

لكنّ مستشار المجلس الأعلى للآثار المصرية، مختار الكسباني، قال لوكالة الأناضول إنّ بلاده لم تطلب من اليونسكو أن تزيل الصين النموذج المقلّد. واعتبر أنّ "بكين أرادت تجنّب محاولات الوقيعة باتخاذ تلك الخطوة، وهذا سلوك طيّب". وأكّد أنّ ما طلبته الحكومة المصرية فقط هو تأكيد "حقّ الملكية الفكرية"، بما يشمله هذا الحقّ من "الحصول على موافقة مصر قبل بناء هذا النموذج، والمطالبة بتعويض ماديّ".

وبني تمثال أبو الهول المقلّد في مدينة "شيجياتشوانج" في مقاطعة خبي الصينية بحجم التمثال الأصلي نفسه، وبطول 60 مترا، وارتفاع 20 مترا، كما روعي عند الاستنساخ أن يظهر بأنف مبتور تماما، مثل التمثال الأصلي الذي بُتِرَ أنفه قبل نحو 100 عام بفعل عوامل التعرية والرياح. لكنّ الصينيين استخدموا في بناء النسخة الصينية "الخرسانة المسلحة"، بينما استخدم في التمثال الأصلي "الحجر الجيري".

وفي تفسيره لتلك الخطوة التي جاءت بأكثر مما تطالب به مصر، أضاف الكسباني: "الصين أرادت تجنّب محاولات الوقيعة بينها وبين مصر، التي أقدمت عليها بعض وسائل الإعلام، وذلك باتخاذ تلك الخطوة".

وحول خطوات شبيهة يمكن أن تتّخذها مصر بشأن فندق "الأقصر لاس فيجاس" في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يحتوي على مستنسخات من الآثار المصرية، قال الكسباني: "أنا لا أحبذ فكرة المطالبة بالإزالة، فهذه الآثار هي سفيرة فوق العادة للآثار المصرية، لجذب السائح الأجنبي، بدليل أنّ السائح الأميركي من أكثر الجنسيات التي كانت تزور مصر قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني، لكن يمكن المطالبة بحقوق الملكية الفكرية".

وفندق "الأقصر لاس فيجاس" يضم أهراماتٍ، إلى جانب مسلات فرعونية، ومستنسخا لتمثال أبو الهول بالحجم الأصلي نفسه، وكتابات هيروغليفية (الكتابة المصرية القديمة) على الجدران.

وكان كاتب علم المصريات الشهير، وأحد أقدم المرشدين السياحيين في مصر، بسام الشماع، قد طالب في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، باتخاذ خطوات جادة لحماية التراث المصري بعد بناء الصين تمثال أبو الهول الصيني.

وقال الشماع إنّ التمثال "يمكن أن يعوّض الصينيين عن زيارة مصر لرؤية أبو الهول، كما قد يؤدّي السكوت عن ذلك إلى استنساخهم آثارا أخرى مثل الأهرامات".

وأشار الشماع إلى أنّ أبو الهول "ليس هو الحالة الوحيدة، إذ سبق وأنتجت الصين مستنسخات أخرى محت بواسطتها الهوية المصرية، وهو ما ظهر أيضا في تمثال أبو الهول".

وأضاف: "أبو الهول الصيني يبدو بعينين ضيقتين مثل الصينيين، كما أنّ شكل الشفاه مختلف عن الشفاه في التمثال الأصلي، التي تبدو سميكة، وهي تشبه بذلك شفاه الإنسان المصري الجنوبي في منطقة النوبة".

 

دلالات
المساهمون