"لعبت مع الأسد"... تركي آل الشيخ بكلمات رديئة

15 أكتوبر 2019
الموزع الموسيقي أفروجاك ساهم في الألبوم (Getty)
+ الخط -
تحدى رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، عبر منشور له على صفحته الخاصة في "فيسبوك"، كتّاب ونجوم العالم العربي، إثر تعاونه في تأليف جميع كلمات الألبوم الجديد، "لعبت مع الأسد"، الذي أطلقه الملحن والمغني المصري عمرو مصطفى أخيراً، من إنتاج شركة "فيولين"، التي أسّسها آل الشيخ قبل أشهر.
رغم أن تجربة مصطفى بالغناء ليست غنية، إذ قدم قبل عمله هذا ثلاثة ألبومات غنائية كان آخرها عام 2009، إلا أنه اشتهر كملحن له مكانة كبيرة بين نجوم الوطن العربي، إذ لحّن كثيراً من الأعمال الموسيقية لأشهر الفنانين والمطربين العرب، أمثال شيرين عبد الوهاب وعمرو دياب ومحمد منير ومصطفى قمر ونوال الزغبي وغيرهم، ليعود بعد انقطاع دام عشر سنوات بعمل يمكن وصفه بأنه أقل من معتدل فنيًا، لكن تميزت فيه نقاط على حساب أخرى، يمكن حصرها بطبيعة الحال ما بين كلمات رديئة من تأليف آل الشيخ، لا ترتقي لمستوى التحدي الذي أطلقه الأخير، وتوزيع موسيقي لافت وجيد، صبغ أغاني الألبوم العشر التي لحنها عمرو، بشكل واضح، بتراكيب إيقاعية غربية، على يد أسماء شهيرة لهم بصمة مميزة في عالم الموسيقى الغربية، مع أشهر وأنجح المغنين في العالم، كالموزع والمنتج الموسيقي الهولندي AFROJACK الذي سبق أن قدم أعمالاً موسيقية لكل من سنوب دوغ وديفيد غوتا وبيتبول وستيف أولي وغيرهم، وكذلك الموزع والملحن الهندي A.R. RAHMAN الحائز على جائزتي "أوسكار" كأفضل مؤلف موسيقي عن الفيلم البريطاني الشهير SLUMDOG MILLIONAIRE، إضافة إلى تعاون مصطفى مع كل من ANDRES TORRES وMOURICIO RENGIFO موزّعي ومنتجي أغنية DESPACITO الشهيرة.
وقياسًا بهذه الأسماء التي وُظفت جهودها الموسيقية في الألبوم، لا يسعنا القول إلا إن تقليدية الكلمات ورداءتها وضعفها أتت غير ملائمة للجو العام لموسيقى الألبوم، بل ظهرت بشكل مقحم لا ينم عن إبداع، أو حتى مسؤولية تليق بمستوى التوزيع واللحن المطروحين، فجل ما يراد من هذا العمل على ما يبدو، إظهار النشاط الشخصي لآل الشيخ في استدراج نجوم وفناني الموسيقى الغربية وتوظيفهم لخدمة الخطة الصغرى المتمثلة بتوسيع سمعة شركة الإنتاج الخاصة به، وبالخطة الكبرى، المتمثلة في تمدد نشاطات هيئة الترفيه السعودية وتشبيكها مع نجوم أوروبا والعالم الغربي.
تهافتت الانتقادات وموجات السخرية على مواقع التواصل، ليفتح آل الشيخ على نفسه نيراناً جديدة لم تلبث أن تطفئ القديمة منها، كان آخرها أغنية "أنا بعشقك يا مصر" للفنان المصري عمرو دياب، التي جاءت كمحاكاة للواقع السياسي المضطرب الذي تشهده مصر في الآونة الأخيرة.
قام آل الشيخ بوضع كلمات الأغنية كإهداء للمصريين، والتي كما هو ظاهر على منصات التواصل الاجتماعي وبرامج التلفزيون الساخرة، لم تنل استحسان الجمهور المصري والعربي، ولم تعفه من غضبه واستهزائه على شكل الكلمات ومستواها الرديء من ناحية، ومن الإيحاءات الواضحة العائدة إلى اعتبارات سياسية تشي بوضوح دعم آل الشيخ، وكذلك عمرو دياب، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من ناحية أخرى.  وإن كان لهذا التعاون العربي الغربي الذي منح الألبوم لمحة خاصة شكلت فيه التركيبات اللحنية الحديثة، العامل الأبرز أمام ضعف الكلمات والمؤدي غير المتمرس، دور كبير في رؤية آل الشيخ أو هيئة الترفيه السعودية، في استقطاب أسماء مشاهير ونجوم العالم، إلا أن ذلك لا يخول لآل الشيخ التصرف بغضاضة وتبجح، مستهينًا بأسماء كبيرة من كتّاب ومؤلفين ومطربين في العالم العربي، ومستخفًا بما تقدمه الموسيقى العربية.
دلالات
المساهمون