فيلم "نورت مصر": أين الكوميديا؟

21 ابريل 2018
لقطة من الفيلم
+ الخط -
حسناً تفعل سلطات الأمن بتساهلها في تطبيق تعليماتها التي تقضي بمنع خروج المواطنين من قاعات السينما خلال العروض. ربما مر أحدهم بتجربة كمشاهدة فيلم "نورت مصر"، وعرف أن هناك احتمالات خطرة أيضاً تستدعي الهروب لأسباب أخرى غير وضع قنبلة أو عبوة ناسفة.
في الفيلم، الذي يُعرض الآن في دور السينما المصرية، يحاول المنتج استغلال وجهين باتا ركناً أساسياً في أي عمل سينمائي أخيراً، ومنحهما بطولة مشتركة. الفرصة أتت أخيراً لبيومي فؤاد ومحمد ثروت ليظهرا في أول التترات، ومعهما هشام إسماعيل متجاوزين وصف "السنيد"، لكن العمل دليل واضح على غياب القدرة لدى الكثيرين من العاملين في هذا الصناعة على الاختيار والتفكير وتقدير موهبتهم.
لم يعد ظهور بيومي فؤاد المفاجئ كضيف شرف في كل فيلم ودعابة أمراً مضحكاً، كما لم يعد هو نفسه كذلك. فقد لياقته التي استنزفها في كل أشكال الظهور، من السينما إلى الدراما ومن الإعلانات إلى تقديم البرامج، وصولاً إلى المشاركة كمقدم حفل الإعلان عن الطائرة التي ستقل المنتخب المصري لكرة القدم إلى كأس العالم في روسيا. الحفل الذي لم ينجح في إقناع حضوره ومشاهديه بالابتسام، حتى هو نفسه سخر من مشاركته وضعف علاقته بالرياضة. والآن، حين جاءته الفرصة التي ينتظرها الفنانون ويبررون كل ما يرتكبونه قبلها تحت مسمى الانتشار وصولاً إلى البطولة؛ كان قد فقد كل ما لديه من قدرات وأصبح كمهرج متقاعد. ربّما نلاحظ هذا التراجع في أداء فؤاد عند مشاهدتنا لحلقات "بيومي أفندي"، التي أُشبعت بتكرار الإفيهات والأداء، وضعف النصوص التي نشعر أنها مفتعلة وتجارية للغاية. وهذا ما يُذكّرنا بأدواره الأخرى في الأعمال الدرامية، مثل مسلسل "هي ودافنشي". حاول فؤاد فيه أن يظهر بطريقة تمزج بين الجاد والهزل، لكن دوره لم يكن مقنعاً لكثير من المشاهدين؛ إذ كان الأداء متوقعاً أكثر من اللازم، والجُمل التي يقولها بعمق، لم تكن عميقةً فعلاً، وكان يحاول أن يغطّي ذلك الضعف عبر أداء مبالغ فيه.




يعود حامد (بيومي فؤاد) من الكويت عبر ميناء السلّوم على الحدود الليبية، ويهاتف صديقيه من مرحلة الجامعة هاشم (محمد ثروت) وعلي (هشام إسماعيل) ليلتقي بهما، ويظن الصديقان وزوجتاهما وسط ظروفهم المادية المتعثرة أنه يملك من المال ما يجعله صيداً ثميناً لهم. هكذا، تدور أحداث الفيلم التي يقول صناعه إنها في إطار من التشويق والكوميديا، بينما كانت تصلح لحلقة تلفزيونية تذاع ظهراً على القناة الثالثة من دون أن ينتبه إليها أحد.
الفيلم، الذي كان اسمه الأول "اساحبي"، يجمع كل عوامل اعتباره فيلم مقاولات، بداية من ركاكة الاسم، واختيارات الممثلين التي تُظهر باستمرار الاعتماد على طاهر أبو ليلة الذي لا يملك قدرات سوى مشكلات النطق التي تكرَّر استخدامها كأمر مضحك بشكل يشابه أدوار قصيري القامة والبدينات لمجرد السخرية منهم، وافتعال عبارات عنصرية وسمجة.
في فيلم "نورت مصر"، الذي ألّفه وليد يوسف وأخرجه شادي، يكتمل موسم شم النسيم كواحد من أسوأ المواسم السينمائية خلال السنوات الخمس الأخيرة، يظهر ذلك بوضوح في إيرادات الفيلم التي لم تتجاوز المليون الثاني، وفي وجوه الرواد المستائين بعد خروجهم من القاعات من دون ضحكات.
دلالات
المساهمون