وبحسب إحصائيات رسمية فقد زار القصر قرابة ثلاثة ملايين زائر، ويليه في المرتبة الثانية متحف آيا صوفيا في إسطنبول أيضاً، وثالثاً متحف جلال الدين الرومي في مدينة قونيا.
ولعل أبرز الأسباب التي جعلت قصر توب كابي يتصدر قائمة المواقع الأثرية في تركيا هو الأهمية التاريخية التي تثير فضول الكثيرين لمعرفة تفاصيلها، خصوصاً أن القصر كان المكان الذي اتخذ منه سلاطين الدولة العثمانية مقراً لإقامتهم لأكثر من 400 عام، ومنه أديرت شؤون الإمبراطورية.
ويتكون القصر من أربعة أقسام رئيسية وعدد من المباني التي تشمل مساكن، ومطابخ، ومساجد، ومستشفى وغيرها، وتم تحويله لمتحف بعد قيام الجمهورية التركية في 3 إبريل/ نيسان 1924.
كما يضم المتحف قسما للأمانات المقدسة، وهي غرفة تحوي آثاراً قيمة، كسيف النبي محمد وسيوف الخلفاء الراشدين.
والسلطان محمد الفاتح أول من بدأ ببناء هذا القصر عام 1435، وأقام فيه حتى وفاته عام 1481، وتتابع السلاطين من بعده على الإقامة في هذا القصر الفخم حتى القرن التاسع عشر، حين انتقلوا للعيش في القصور ذات الطراز الأوروبي في منطقة البوسفور.
ولعل أبرز الأشياء التي تثير انتباه الزائر للقصر منذ الوهلة الأولى عند مروره من الساحة الخارجية هو زخرف صالته المرقعة، إضافة إلى البحيرة التي أمر ببنائها السلطان أحمد الثالث، والحال ذاته عند دخول الزائر من البوابة إلى القاعة الأولى المعروفة ببلاط الانكشارية وعلى اليسار الكنيسة البيزطية التي تحمل اسم "آية إيريني".
وعند اختيار الزائر دخول القصر من البوابة الوسطى سيصل بالطبع إلى القاعة الثانية، التي كانت تدار فيها شؤون السلطنة، وأكثر ما يميزها مساحتها الكبيرة وطراز بنائها. ويوجد على الجانب الأيمن من القاعة مطبخ القصر، وعلى يسارها قاعة مجلس السلطنة الذي يحوي حائطا ذهبياً تقع خلفه ساعات القصر الرنانة.
ويقع مجلس الحريم بشكل مباشر تحت برج العدالة في القصر، حيث تقيم زوجات السلطان وعائلته ويحوي أكثر من 300 غرفة، كما يحوي القصر عشرات القاعات والغرف.
وتبلغ تكلفة الدخول إلى القصر ثلاثين ليرة تركية، وللأطفال مجاناً. وهناك يجب على من يريد دخول مجلس الحريم دفع 15 ليرة تركية أخرى، ويفتح في الغالب أمام السياح طوال أيام الأسبوع عدا يوم الثلاثاء من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً.