مقهى نسائي في بغداد: تجربة جديدة تلاقي رواجاً

30 يونيو 2018
مقهى فيولا (عن صفحة "يلا" على فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من البدايات المتخوفة للفتيات في الإقبال على المقهى النسائي وسط بغداد، إلّا أنّ تزايد الزبائن ولّد حالة من الاطمئنان لدى النساء بشكل عام، ليكون المقهى مُستقطباً لعشرات النساء يومياً، في تجربة جديدة في العراق، قد تكون محفوفة بالمخاطر. مقهى "فيولا" في بغداد على ضفاف دجلة، أول مقهى نسائي في العراق، لا تدخله سوى النساء، ولا تقدم الخدمة فيه غير النساء، يحظى بترحيب واسع من السيدات البغداديات.

وقالت إحدى رائدات المقهى، لـ"العربي الجديد": "تخوفنا في بداية الأمر من دخول المقهى، خوفاً من استهدافه، لكونه تجربة جديدة في العراق"، مبينة "دفعتنا رغبتنا بدخول المقهى والاستمتاع بأجوائه، إلى دخوله لأوقات قصيرة لا تتجاوز النصف ساعة، بسبب الخوف، حتى اعتدنا عليه، وأحسسنا بالطمأنينة مع تزايد رائدات المقهى".


وأوضحت "اليوم لا تجد مكاناً في المقهى الذي اشتهر بين النساء اللواتي يأتين كل يوم ليجلسن على ضفاف نهر دجلة، حيث الهواء العذب، والحديث الممتع بين النساء، وتبادل الآراء، مع تدخين الأركيلة". وأكدت أنّ "الإقبال على المقهى يوميا، يبدأ من العصر حتى ساعات متأخرة من الليل". وتعد تجربة المقهى النسائي في بغداد الأولى من نوعها، في مجتمع تسيطر عليه الأعراف والتقاليد، الأمر الذي جعل من هذه التجربة مغامرة ستفتح الباب لمقاه جديدة مماثلة، إذا ما كتب لهذه التجربة النجاح.


وقالت أم أحمد، وهي إحدى رائدات المقهى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحرية المتاحة للنساء داخل المقهى تفتقدها المرأة حتى في بيتها، فهنا الحديث الممتع مع الصديقات والمثقفات، والنساء المؤثرات في المجتمع، حديث نسائي جميل، خارج عن سلطة المجتمع العراقي الذكوري الذي يقيد المرأة في كل تصرفاتها". ورجحت أنّ "تكون هذه التجربة بداية لافتتاح مقاه جديدة في بغداد، وخصوصا أنّها بدت تجربة ناجحة من بدايتها، وأنّ حجم الإقبال على المقهى يتزايد، ورائداته من النساء يكثرن بشكل سريع". ويؤكد خبراء مجتمعيون صعوبة تقبل الشارع العراقي لتجارب طارئة على البلاد كهذه، خصوصا في ظل وضع أمني غير مستتب.

وقال الأستاذ في قسم الاجتماع بجامعة بغداد، محسن الكرخي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المجتمع العراقي بحاجة الى إصلاح وتغيير، حيث إنّ الأعراف العشائرية وقوانينها تسيطر بشكل كبير حتى على الشباب، ما يعني أنّ المجتمع مقاد لهذه الأعراف". وأشار إلى أنّ "هذه الأعراف، وفي ظل وضع غير مستقر، تجعل من الصعوبة بمكان نجاح تجربة المقاهي النسائية، وإن كتب لها الرواج في بدايتها، لكنها ستفشل، وقد تتعرض لإغلاق وتهم لاأخلاقية". وأكد أنّ "المجتمع المنغلق على نفسه يحتاج الى زمن طويل حتى يخرج من قيوده ويتحرر منها".
دلالات
المساهمون