عندما تتجول في شوارع مراكش بالمغرب، سوف تجد لافتات، تنتشر في كل مكان لمصورة فوتوغرافية أضافت بموهبتها لمحات فنية وصوراً تسبر أغوار الاختلافات الثقافية والاجتماعية بين البشر.
تلك المصورة هي الراحلة ليلى علوي التي توفيت إثر اعتداء إرهابي وقع في واغادوغو عام 2016، والتي شكلت وفاتها سبباً إضافياً لانتشار أعمالها، ذات النفحة الإنسانية.
حولت علوي الحياة اليومية للمغاربة إلى مادة خصبة لصورها الفوتوغرافية، التي تظهر تنوعا وعمقا للثقافات المحلية، بالإضافة إلى اللمسة الإنسانية التي تطغى صبغتها على صورها التي تستخدم فيها الخلفية السوداء، وفي سبيل ذلك جالت علوي في مختلف مناطق المغرب.
صور ليلى كانت شاهدة على تطلعات الشباب المغاربة وأحلامهم، وعرضت من خلال لقطاتها المصير المؤلم لبعض هؤلاء الشباب، خصوصاً من خاض مغامرة الهجرة غير الشرعية. صور ليلى كانت بمثابة لوحات حية تجول مع الاستوديو المتحرك بين أحياء المغرب لالتقاط الصور للرجال والنساء والأطفال من جميع الأعمار والمجموعات العرقية والقبلية المتنوعة.
استخدمت المصورة الراحلة بعداً فنياً عميقاً بصورها، وسارت على طريق المصورين الكبار من حيث لجوؤهم للمواجهة الواضحة بين الشخص وعدسة الكاميرا، استوحت من المصور الأميركي روبرت فرانك سلسلتها الفوتوغرافية (المغاربة) والتي تجمع عدة بورتريهات مأخوذة من الأحياء المغربية.
ولدت علوي بفرنسا في 10 يوليو 1982، لأب مغربي وأم فرنسية، تلقت الراحلة تعليمها الثانوي في مدرسة فيكتور هوغو، واختارت تعلم فن التصوير في نيويورك، وحصلت على بكالوريوس العلوم في الفوتوغرافيا، واستقرت علوي بالمغرب عام 2008 بعد تنقل طويل بين دول أوروبية والولايات المتحدة.
أصيبت ليلى علوي بطلقات نارية أثناء وجودها بعاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو، باعتداءات إرهابية في 15 يناير 2016، حينما كانت تُحضِّر لروبورتاج لصالح منظمة العفو الدولية، توفيت علوي بعد ذهابها للمشفى بثلاثة أيام، في 18 يناير 2016.