"زوّادتنا"... مطبخ المأكولات الفلسطينية

04 مايو 2019
من فطور "زوادتنا" (العربي الجديد)
+ الخط -
يشتهرُ المطبخ الفلسطينيّ بعدد من المأكولات التراثيّة التي كان يتم إعدادها في فلسطين قبل النكبة، وما زالت حتى الآن موجودة على موائد الفلسطينيين، وقد نقلوها معهم إلى مخيمات الشتات بعد اللجوء إلى الدول المجاورة لفلسطين. إذْ تُعتبَر هذه المأكولات من الموروثات الفلسطينية. وكي لا يندثر هذا الإرث، أسست "جمعية ناشط" منظّمة تهتمُّ بالمطبخ الفلسطيني، واختارت لها اسم "زوادتنا"، نسبة إلى زوّادة الطعام التي كان يأخذها الفلاح الفلسطيني إلى حقله في موسم الحصاد، وجني الزيتون والبرتقال. 

وفاء عيسى، مديرة مشروع التعاونيات النسائيّة "زوّادتنا"، قالت لـ"العربي الجديد": "بدأت فكرة المشروع من خلال تمكين النساء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، من العمل في ظل ظروف معيشية صعبة، نتيجة عدم توفر فرص للعمل، وسوء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فكان إطلاق المطبخ الفلسطيني (زوّادتنا)، الذي يقدّم الأكلات والحلويات الفلسطينيّة على أنواعها. وهو الهدف الثاني، إذْ تتمُّ من خلاله عملية الحفاظ على المأكولات التراثيّة الفلسطينيّة، وأن تكون في متناول الجميع، وخاصة الجيل الجديد".

وتضيف عيسى أنَّه من خلال مشروع "زوّادتنا"، تعلَّمت كثيرات من النساء كيفيّة إعداد المأكولات الفلسطينيّة التراثيّة المنتشرة في فلسطين، وذلك بالتواصل مع مؤسسات موجودة داخل فلسطين، والتي علمت النساء طريقة تحضير المأكولات الفلسطينيّة، وكذلك من خلال ناشطين من مدينة رام الله، إذْ حضروا إلى لبنان و"ساعدوا النساء في عملية إعداد المأكولات، ليتم تطبيقها في المطبخ الفلسطيني الخاص بنا". وتشير عيسى إلى أنّه "حتّى من أجل الكنافة النابلسية، تواصلنا مع أشهر معمل حلويات في مدينة نابلس، لنتعلم منهم كيفية تصنيعها. وبدأت إحدى السيدات بالتعلّم عن طريق "سكايب"، كافة مراحل إعداد الكنافة بالصوت والصورة حتى صارت تعدّها في لبنان".

يُنتج المطبخ الفلسطيني "زوّادتنا" الأكلات الفلسطينيّة التراثيّة المعروفة، من المسخّن والقدرة الخليليّة، المنسف والمقلوبة، والرقبة المحشيّة والفتّة الغزّاوية. وكذلك المعجّنات التي تشتهر بها فلسطين من "الملاتيت" والصفيحة المصنوعة من العجين واللحم، وكعك القدس المشهور في فلسطين.

وتلفت عيسى إلى أن المطبخ الفلسطيني بدأ يؤمّن الولائم للمناسبات، وخاصة للعائلات الفلسطينية الموجودة في لبنان. كما يؤمن صحناً يومياً لموظفي المكاتب والمستشفيات والمصارف والمجمّعات التجاريّة. وستنشط حركة المطبخ في شهر رمضان المبارك لتأمين وجبات وموائد الإفطار الجماعي للمخيمات الفلسطينيّة وجوارها. وتشتهر فلسطين أيضاً بالمربيات والمخللات، إذْ يتم إعدادها في "زوّادتنا" بطرق صحيّة ودون مواد حافظة، وتحت إشراف وزارة الصحّة اللبنانيّة.
دلالات
المساهمون