حذرت امرأتان اتهمتا المنتج الأميركي سيئ السمعة هارفي وينستين، بالتحرش الجنسي في وقت سابق، من أنّ كل الادعاءات التي وجهت ضده، ليست سوى جزء قليل من التصرفات المسيئة التي تتعرّض لها النساء.
وأكدت مساعدة وينستين السابقة زيلدا بيركنز، والممثلة الحائزة على جائزة "بافتا" روزانا أركيت، أنّ الأمور تغيرت كثيرًا، بعد عامين، من انتشار التقارير الصحافية التي تستعرض التهم الموجهة للمنتج بالتفصيل، إلا أنّهما كشفتا أنّ هنالك المزيد من الرجال ذوي السلطة، الذين يسيئون استخدام مواقعهم.
وكشفت آلاف النساء، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، تعرّضهن للتحرش الجنسي، من قبل الكثير من الرجال ضمن وسم #Me Too "#وأنا_أيضًا"، الذي كانت له تأثيرات بعيدة المدى على كيفية التعاطي مع ادعاءات سوء المعاملة، في مجال السياسة والفن وإدارة الأعمال، فضلاً عن فضائح نشرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"نيويوركر" عن رجال مشهورين.
وقالت أركيت التي زعمت أنّ وينستين المؤسس المشارك لشركة "ميراماكس" اعتدى عليها جنسيًا في أوائل التسعينيات: "أعتقد أنّ الاتهامات التي وجهت لوينستين، ليست سوى قمة الجبل الجليدي، فيما سيكشفه المستقبل عن رجال آخرين"، وفقًا لما أورده موقع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وبدورها، قالت بيركنز التي عملت في "ميراماكس" في التسعينيات، ووقعت اتفاقية "عدم إفشاء" تقتضي بعدم الكشف عن أسرار العمل، عندما غادرت الشركة بعد أن سمعت أنّ وينستين هاجم إحدى زميلاتها: "يوجد رجال مثل وينستين في كل مكان، إلا أنّ القضية الحقيقية هي أنّ المجتمع والقوانين بحاجة للتغيير، لأنّهما دائمًا لصالح من بيدهم القوة".
وسيواجه وينستين محاكمة جنائية، في يناير/كانون الثاني 2020، بتهم تشمل الاغتصاب والتحرش الجنسي، بعد أن اتّهمته أكثر من 80 امرأة بإساءة السلوك الجنسي على مدى 4 عقود، وأوضحت كل من أركيت وبيركنز أنّ حركة "وأنا أيضًا" أحدثت الكثير من التغيير نحو الأفضل، إلا أنّه لم يكن بقدر ما كانتا تأملان.
وقالت أركيت: "إنها دعوة للعديد من الرجال في جميع أنحاء العالم، لتغيير سلوكهم السيئ، خاصة وأنّ العديد منهم يشعرون بالأسف لما حل بوينستين، ولفقدانه مسيرته المهنية، ويدعمونه بالعمل معه وراء الكواليس"، في حين قالت بيركنز: "لا أعتقد أنّ التغييرات كانت كبيرة، كما كان الناس يأملون طيلة العامين الماضيين، إلا أنّ ميزان القوة تأرجح حتمًا".
وأوضحت بيركنز أنّ التغيير دائمًا يتبع بفترة من عدم الراحة، وأضافت: "قد نخسر بعض الأشخاص الموهوبين الذين أساؤوا استخدام سلطتهم، لكنّ هذا هو الثمن الذي يجب دفعه لنعود إلى نقطة الصفر، ونحصل على المساواة المناسبة بين الجنسين"، وأضافت أركيت: "كان الناس لسبب ما مستعدين لقبول الاستماع للتهم التي وجهت لوينستين، على الرغم من رد فعلهم العنيف حيال اتهام نجوم آخرين".