ملكة جمال الأردن من توّجها ومن سخر منها؟

22 ابريل 2015
زينة العلمي وسيرين بركات ملكتا جمال الأردن
+ الخط -

لم يكد الأردنيون ينسون قصة زينة العلمي التي روجت فوزها بمسابقة ملكة جمال الأردن لعام 2013، عبر اشتراكها في مسابقة أقيمت في مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، ولاقى إعلانها ذلك موجة من السخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، حتى فجرت الأردنية سيرين بركات خبر فوزها في مسابقة ملكة جمال العرب لعام 2015، والتي أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة أخيراً، باعتبارها ملكة جمال الأردن، في المسابقة التي ركزت على الترويج للسياحة في الأقصر وأسوان وتعزيز التجارة والتسويق في العالم العربي.

وفي الحالتين، لم تسلم العلمي ولا بركات ولا الفكرة ذاتها، من التعليقات اللاذعة لتنظيم الحدث من جهة، والاختيار لفتاة دون غيرها من جهة أخرى، فكانت السخرية والتهكم سمتين بارزتين لدى الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن من علّق أكد وجود فتيات أردنيات أجمل، أولى بحمل هذا اللقب. وأبرز التعليقات، تساءلت عن الجهة المنظمة لهذه المسابقة ومثيلاتها، إذ غالباً لا يُعرف من نظّم المسابقة ومتى أعلن عنها ومن شارك فيها أيضاً؟. وقالت عبير نادر، أن السؤال الأكثر حضوراً هو عن الترشح لهذه المسابقات؟ فهل يتم ذلك بطريقة شخصية أم رسمية، مضيفة: "من وجهة نظري الشخصية، لا تمثّل الفائزة سوى نفسها، ومن اشترك معها في المسابقة، ولا تُعطي أي صورة أو فكرة عن بقية فتيات أي بلد".



في حين يرفض الأربعيني محمد غازي مسبقات كهذه جملة وتفصيلاً، موضحاً: مسابقات ملكات الجمال تقوم على أساس الشكل والمظهر، وضمن مواصفات ومقاييس تضعها لجنة لها رؤية معينة، مما يترك مساحة للظلم وعدم التطابق مع الواقع. وعلى الأغلب تشهد مثل هذه المسابقات والمهرجانات تحولاً واضحاً في أهدافها وغاياتها، بل وأيضاً في أساليب اختيار من يتوّجن ملكات للجمال. فيما قالت الثلاثينية أروى عصام: نحن لسنا ضد الجمال، ولا ضد هذه المسابقات فهي تصب في باب حرية الأفراد واختياراتهم، ولكن في الدول المتقدمة يركز منظمو مسابقات ملكات الجمال على جمال يعتمد الثقافة، والعمل الاجتماعي والتطوعي والتعليمي للمشاركات، باعتبار ما سبق، عاملاً رئيساً في اختيار من تتوج بلقب يحمل اسم وطنها.

من جانبه رفض دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي الهجوم على ملكات الجمال من دون موضوعية ولا دراية، حتى لو بحجة أنهن غير جميلات في الشكل والقوام، مضيفاً: قرأت هجوم المعلقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولاحظت رفض بعضهم واستنكارهم لمثل هذه المسابقات، وما أثار حفيظتي هو ذلك التناول من قبل بعضهم لمواصفات الفتاة، وبالتالي السخرية منها، الأمر الذي يعد في الدول المتقدمة تشهيراً واضحاً يحاسب عليه القانون. ويشير الخزاعي إلى أن "هذه المسابقات والمهرجانات، وإن كانت غريبة عن القيم العربية الإسلامية المحافظة، إلا أن لها روادها ومحبوها ومتابعوها أيضاً، لذا يجب أن يكون احترام الآخر وحياته وخياراته؛ هو العنوان الأبرز في التعاطي والتعليق على هذه الأخبار، تجسيداً لمبادئ وأعراف حقوق الإنسان في الحياة".


وتاريخياً، انطلقت مسابقات الجمال في العالم قبل أكثر من خمسة عقود، وكان الهدف الأبرز لتنظيمها استخدام الجمال للترويج لأنشطة تجارية، أو لجمعيات خيرية، لكنها تحولت إلى مناسبة عالمية تجارية في ما بعد، إلا أن شعبية هذه المسابقات تراجعت في السنوات الأخيرة، خاصة في الغرب بعد أن رأى بعضهم أنها تعكس قيماً مرفوضة فضلاً عن استغلالها لجسد المرأة.


وعلى النقيض، حاولت عدة جهات دولية، الترويج لمفهوم ملكة جمال الثقافة في محاولة لتغيير مفهوم الجمال المرتبط بالمرأة، والتأسيس لمفهوم جديد قائم على التركيز على الثقافة والأخلاق يحترم آدمية المرأة وجمال العقل والروح. وتطبيقاً لهذا المفهوم أقيمت مسابقة محلية للجمال من هذا النوع في قطر عام 2007، حيث توجت فتاة "ملكة جمال للثقافة" بعد عدة اختبارات سرية وعلنية تتعلق بالتفوق العلمي والمحتوى الثقافي والأدبي والديني. وفي روسيا تعدت أغراض مسابقات الجمال إلى اختيار ملكة جمال الطاقة النووية بهدف تغيير الصورة المعروفة عن الطاقة النووية الخطرة. وتجمعت المشاركات أمام مفاعل كرومل للطاقة النووية لالتقاط الصور لهن وهن يرتدين ملابس السباحة، لكن معارضين شرعوا بقذفهن بالطماطم وأكياس الألوان السّائلة.

اقرأ أيضاً:
مقاومة "الإرهاب" تحسم اختيار ملكة جمال تونس 2015
ملكة جمال العالم: مسابقات الكذب والتفاهة
كولومبية ملكة جمال الكون في 2015

دلالات
المساهمون