تتنوع الفعاليات والأنشطة داخل ساحة التحرير، التي تحولت أجواؤها إلى ثورة عراقية حقيقية على الطائفية والحزبية والتخلف. وأكثر من ذلك، أنها فككت دكاكين الخطاب الطائفي للقوى والأحزاب التي تعتاش عليه، وأبرزت الهوية العراقية مجدداً، بعد نحو 16 عاماً من طمسها إثر الاحتلال الأميركي وما ألحقه بالبلاد من دمار وانقسامات.
من توزيع الكتب وعزف الموسيقى والغناء، إلى حلقات القصص والحكايات كل ليلة، وصولاً إلى الرسم على الجدران، والوجوه والأذرع أيضاً. فعاليات كثيرة يشهدها الشارع العراقي الذي هبّ ضدّ كل زعماء الطوائف، لنستمع إلى هتافات تطاول أشخاصاً لم يكن أحد يجرؤ، قبل هذه الانتفاضة، على ذكرهم.
من الفعاليات اللافتة في هذا السياق، هي الرسم على الوجوه وبعض الأعضاء في الجسم، مثل رسم العلم العراقي على وجوه وأذرع العراقيين المشاركين في التظاهرات، بما يمثّل تعبيراً عن أن الجميع يشتركون بوطن واحد، مسقطين أي انتماء آخر، سواء أكان طائفياً أم حزبياً، كما يقول الشاب محمد الوائلي، الذي تحدث إلى "العربي الجديد" عن رسمه العلم على وجه شاب استشهد قبل أسبوع بالغاز، ورحل والعلم مرسوم على وجهه. يشير الوائلي إلى أن العلم يعبّر عن هويّة المواطن العراقي، إذ يعتلي جبهته أو خده أو صدره أو ذراعه، وهي رسالة للأحزاب وأصحاب الخطاب الطائفي.
يجلس الرسامون على أرصفة التحرير، وبالعادة يملكون فرشاة وعلب ألوان، حسب ألوان العلم العراقي، ويشترونها على نفقتهم الخاصّة، كمساهمة منهم في هذه التظاهرات، ولا يقتصر الرسم على العلم العراقي وحسب، بل تُرسم خارطة العراق أيضاً.
عبد الله سالم، وهو أحد المتظاهرين، يقول في حديث إلى "العربي الجديد": "عوضنا صور الزعامات بصور تخصّ العراق، كالخارطة أو العلم. يرحل الجميع ويبقى هذا الوطن خيمة للكل، ولا شيء أغلى منه". يضيف: "نتمنى أن تستمر ساحة التحرير بفعالياتها؛ فهي تسحق كل كتل وعقد الطائفية وترسبات السنوات الماضية".
من جهته، يقول ثائر سامي (22 عاماً)، في حديث إلى "العربي الجديد": "طلبت من الرسام أن يزين ذراعي بالعلم العراقي، إيماناً مني بهذا العلم الذي يمثّل الوطن وينفي التحيّزات الحزبية والطائفية". يضيف: "نحن أصحاب قضية، نزلنا للوقوف في وجه الفساد الحكومي والنهب، من خلال التظاهر السلمي، وسنبقى متظاهرين سلميين حتى النصر".
يبيّن سامر محمود (24 عاماً)، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنه من المتظاهرين الثابتين في الصف الأول على جسر الجمهورية، قائلاً: "أرسم خلال استراحتي العلم العراقي على جسدي، فأنا في حاجز الصد الأول، ونتعرض إلى ضربات كثيرة من قوات مكافحة الشغب. وعليه، أستغل وقت استراحتي بالجلوس مع أصدقائي الرسامين ليرسموا لي العلم العراقي، وهي رسالة لأخي في الوطن الذي يحاول قمعي، لكي يرى أنّني أخوه وشريكه في الوطن".
أما محمد شهاب (17 عاماً)، فيقول في حديث إلى "العربي الجديد": "تعرّضت إلى الإصابة قبل أيام، وبعدما تلقيت الإسعافات من قبل الأطباء المختصين في ساحة التظاهرات، أرسم اليوم العلم العراقي على صدري، لأؤكّد أنّني باقٍ هنا في ساحة التحرير إلى أن ننتصر".
يقول محمد حربي (25 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "هوايتي الرسم، وحضرت إلى ساحة التحرير من أول يوم للتظاهرات، فبادرت بالرسم على جسد صديقي. أعجبت مبادرتي الكثيرين، وصارت ظاهرة وانتشرت بين المتظاهرين، والآن يتوافد المحتجّون من كل الأعمار لرسم العلم العراقي على أجسادهم، تعبيراً عن رمزية الوطن الذي سرقه منا الفاسدون".
يضيف حربي: "أنا خريج جامعة بغداد كلية اللغات، قدمت أكثر من 25 طلباً للتعيين ولم أحصل على وظيفة، حالي حال كثيرين من زملائي. نحن هنا لمواجهة الفساد القائم على المحسوبيات والوساطات".
التقينا، أيضاً، بالحاج جبّار طعيمة (65 عاماً)، الذي اصطحب معه إلى الشارع ابنه وحفيده، ليحصلا هما أيضاً على رسم للعلم العراقي على جسديهما. يقول: "ها أنا بصحبة ابني وحفيدي، في الميدان، نتظاهر مطالبين بوطن واحد لنا جميعاً".
من توزيع الكتب وعزف الموسيقى والغناء، إلى حلقات القصص والحكايات كل ليلة، وصولاً إلى الرسم على الجدران، والوجوه والأذرع أيضاً. فعاليات كثيرة يشهدها الشارع العراقي الذي هبّ ضدّ كل زعماء الطوائف، لنستمع إلى هتافات تطاول أشخاصاً لم يكن أحد يجرؤ، قبل هذه الانتفاضة، على ذكرهم.
من الفعاليات اللافتة في هذا السياق، هي الرسم على الوجوه وبعض الأعضاء في الجسم، مثل رسم العلم العراقي على وجوه وأذرع العراقيين المشاركين في التظاهرات، بما يمثّل تعبيراً عن أن الجميع يشتركون بوطن واحد، مسقطين أي انتماء آخر، سواء أكان طائفياً أم حزبياً، كما يقول الشاب محمد الوائلي، الذي تحدث إلى "العربي الجديد" عن رسمه العلم على وجه شاب استشهد قبل أسبوع بالغاز، ورحل والعلم مرسوم على وجهه. يشير الوائلي إلى أن العلم يعبّر عن هويّة المواطن العراقي، إذ يعتلي جبهته أو خده أو صدره أو ذراعه، وهي رسالة للأحزاب وأصحاب الخطاب الطائفي.
يجلس الرسامون على أرصفة التحرير، وبالعادة يملكون فرشاة وعلب ألوان، حسب ألوان العلم العراقي، ويشترونها على نفقتهم الخاصّة، كمساهمة منهم في هذه التظاهرات، ولا يقتصر الرسم على العلم العراقي وحسب، بل تُرسم خارطة العراق أيضاً.
عبد الله سالم، وهو أحد المتظاهرين، يقول في حديث إلى "العربي الجديد": "عوضنا صور الزعامات بصور تخصّ العراق، كالخارطة أو العلم. يرحل الجميع ويبقى هذا الوطن خيمة للكل، ولا شيء أغلى منه". يضيف: "نتمنى أن تستمر ساحة التحرير بفعالياتها؛ فهي تسحق كل كتل وعقد الطائفية وترسبات السنوات الماضية".
من جهته، يقول ثائر سامي (22 عاماً)، في حديث إلى "العربي الجديد": "طلبت من الرسام أن يزين ذراعي بالعلم العراقي، إيماناً مني بهذا العلم الذي يمثّل الوطن وينفي التحيّزات الحزبية والطائفية". يضيف: "نحن أصحاب قضية، نزلنا للوقوف في وجه الفساد الحكومي والنهب، من خلال التظاهر السلمي، وسنبقى متظاهرين سلميين حتى النصر".
يبيّن سامر محمود (24 عاماً)، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنه من المتظاهرين الثابتين في الصف الأول على جسر الجمهورية، قائلاً: "أرسم خلال استراحتي العلم العراقي على جسدي، فأنا في حاجز الصد الأول، ونتعرض إلى ضربات كثيرة من قوات مكافحة الشغب. وعليه، أستغل وقت استراحتي بالجلوس مع أصدقائي الرسامين ليرسموا لي العلم العراقي، وهي رسالة لأخي في الوطن الذي يحاول قمعي، لكي يرى أنّني أخوه وشريكه في الوطن".
أما محمد شهاب (17 عاماً)، فيقول في حديث إلى "العربي الجديد": "تعرّضت إلى الإصابة قبل أيام، وبعدما تلقيت الإسعافات من قبل الأطباء المختصين في ساحة التظاهرات، أرسم اليوم العلم العراقي على صدري، لأؤكّد أنّني باقٍ هنا في ساحة التحرير إلى أن ننتصر".
يقول محمد حربي (25 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "هوايتي الرسم، وحضرت إلى ساحة التحرير من أول يوم للتظاهرات، فبادرت بالرسم على جسد صديقي. أعجبت مبادرتي الكثيرين، وصارت ظاهرة وانتشرت بين المتظاهرين، والآن يتوافد المحتجّون من كل الأعمار لرسم العلم العراقي على أجسادهم، تعبيراً عن رمزية الوطن الذي سرقه منا الفاسدون".
يضيف حربي: "أنا خريج جامعة بغداد كلية اللغات، قدمت أكثر من 25 طلباً للتعيين ولم أحصل على وظيفة، حالي حال كثيرين من زملائي. نحن هنا لمواجهة الفساد القائم على المحسوبيات والوساطات".
التقينا، أيضاً، بالحاج جبّار طعيمة (65 عاماً)، الذي اصطحب معه إلى الشارع ابنه وحفيده، ليحصلا هما أيضاً على رسم للعلم العراقي على جسديهما. يقول: "ها أنا بصحبة ابني وحفيدي، في الميدان، نتظاهر مطالبين بوطن واحد لنا جميعاً".