"يوم أضعت ظلّي": الخوف من كلمة مبروك

11 سبتمبر 2018
من الفيلم (فيسبوك)
+ الخط -
لم يعُد دخول فيلم سوري مهرجاناً عالمياً في سنوات الثورة، أمراً غريباً، ولكن أن يصل فيلم سوري إلى مهرجان البندقية السينمائي العريق فهذا يشكّل حدثاً يستحق الوقوف عنده والإيمان بدور متنامٍ للصناعة السينمائية السورية، رغم اعتمادها على جهود فردية وغياب أي مناخ للسينما الحرة داخل دمشق.
قبل أيام، فاجأ فيلم "يوم أضعت ظلي"، للمخرجة سؤدد كعدان، الوسط الفني السوري والعربي، حين ربح جائزة أفضل أول فيلم في مهرجان البندقية. يروي العمل قصة "سنا" التي تخرج من منزلها باحثة عن أسطوانة غاز في محيط مدينة دمشق، حيث تلتقي بناشطين في سيارة، بعد هرب سائقها من جنود نقطة التفتيش، لتجد نفسها معهم في مواجهة آثار ما تركته الحرب المريعة. تضيع "سنا" في رحلة تستمر ثلاثة أيام في ضواحي دمشق، لتكتشف أن الناس بدؤوا يفقدون ظلالهم خلال الحرب.
وخلال رحلة الفيلم إلى البندقية، بعد عدة مشاركات سينمائية، اعترض الأمن السوري طريق الممثل سامر إسماعيل، بطل الفيلم، ومنعه من مغادرة الحدود السورية، نظراً لصدور قرار إذن السفر على المعابر الحدودية صباح يوم السفر. وسامر، الذي تمنّى عبر منشور خلال افتتاح المهرجان وجوده مع صناع الفيلم، عبّر عن فرحه بالجائزة فكتب: "ألف ألف مبروك سؤدد جائزة أفضل أول فيلم في مهرجان فينيسيا.. بتستاهلي ومبروك إلنا فيكي". وشريكة سامر في الفيلم الممثلة سوسن أرشيد كتبت: "مبروك يا سؤدد جائزة أفضل فيلم للمرة الأولى، خبر بيفرح قد الدنيي بعد كل هالتعب".
أما صديقة سؤدد، الممثلة كندة علوش، فقد نشرت صورة لعدد من صناع الفيلم، وكتبت قائلة: "مليون مبروك للفيلم السوري "يوم أضعت ظلّي" فوزه بجائزة أحسن فيلم أول للمخرجة الصديقة سؤدد كعدان.. سؤدد زميلة المدرسة والمعهد شكراً أنك وصلت صوتنا للعالم، مبروك لحبيبتي وأختي سوسن أرشيد ومبروك لكل صناع الفيلم".


وكعادته، أضاف الممثل مكسيم خليل صبغة الوطنية على منشوره فكتب: فيلم (يوم أضعت ظلي) ما بدي بارك.. بدي أشكر من القلب صناع الفيلم والمخرجة لأنه حطيتو "سوريا والسوريين" بالواجهة الفنية متل ما منحب.. ونشالله ياللي جاي أحلى".


Instagram Post

من ناحية أخرى، فقد ممثلون سوريون كثر ظلهم حقاً حين تجاهلوا الإنجاز السينمائي السوري، وغابت منشورات المباركات على صفحاتهم، رغم أنهم ناشطون وحاضرون في أي إنجاز سينمائي عربي. إلا أن عقلية الذعر الأمني ما زالت ترعب الفنانين الموالين من التعبير ولو بكلمة مباركة، فكيف سيهنئون فيلماً لم يمر تحت يد الرقابة السورية؟ ولم يُشِد ببطولات الجيش وانتصاراته، كما يعتقدون.

هو فرح سوري منقسم على نفسه، كـ "سنا" بطلة الفيلم، تهرع في شوارع العاصمة فلا تشاهد إلا أشباه ظلال تتحرك بذعر، من دون أن تترك أثراً يذكر. فحتى كلمات المباركة باتت تفقد أثرها إذا لم تخرج حقيقية من دون أي اعتبار إلغائي.
المساهمون