الطعام في الجو... طعم مختلف

09 اغسطس 2015
الحواس تتأثر وتتغيّر في الطائرة (Getty)
+ الخط -
غالباً ما يشتكي المسافرون من سوء مذاق الطعام على الطائرات، أياً تكن الدرجة التي يختارونها للسفر، وعادة ما يلقون باللائمة على شركات الطيران ومتعهدي الطعام لديها. لكن الدراسات تؤكد اليوم أن السبب الأول لانعدام شهية المسافرين، وإحساسهم الدائم بأن الأطباق والوجبات على الطائرة غير لذيذة، يعود بالدرجة الأولى إلى تأثر حاستي التذوّق والشم لديهم وهم في الجو.

توضح الدراسات العلمية أنه وبمجرد التحليق على مسافة 30 ألف قدم، سرعان ما تتأثر حاستا التذوق والشم لدينا، وقد نفقدهما تماماً جراء عوامل عدة، منها انخفاض ضغط الهواء وتراجع مستوى الرطوبة في المقصورة، مما يؤدي إلى الجفاف. لذلك، يصبح طعم جميع الأطباق المقدمة لنا فوق الغيوم مختلفاً عن الطعم الذي اعتدنا عليه على الأرض.

وبحسب دراسة أجريت لصالح شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" تبيّن أننا لا نفقد القدرة على تذوّق الطعام المالح أو الحلويات فحسب، بل أيضاً تتراجع قدرتنا على تذوق نكهات الطعام الحامض والمر والحار.

إدراكاً منها لهذه الحقيقة المُثبتة علمياً، تجهد شركات الطيران حول العالم لابتكار الحلول التي تسمح للمسافرين باستعادة شهيتهم في الجو. من أبرز هذه التدابير مضاعفة استخدام الملح والتوابل، لا سيما الحادة منها، وذلك لضمان احتفاظ الأطباق بنكهتها اللازمة. فضلاً عن التركيز على تقديم الأطباق بشكل مميّز وجميل.

وبما أن معايير السلامة الغذائية تشترط طهي معظم الوجبات على الأرض، وتعبئتها بشكل سليم ليجري تبريدها ومن ثم إعادة تقديمها في الجو، غالباً ما يؤدي تسخين الوجبات إلى التأثير على طعهما، لذلك بدأت شركات الطيران بالبحث عن طرق أخرى تسمح بالطهي على متن الطائرات، منها مثلاً تقنية السوفيد، وهي عبارة عن طهي الأطعمة في أكياس مفرغة من الهواء في مياه ساخنة. وقد بدأت هذه التقنية تلقى رواجاً، لا سيما على متن الدرجة الأولى.

وفي الإطار عينه، قررت بعض الخطوط الجوية استخدام أساليب أخرى، منها مثلاً توزيع رذاذ مخصص للأنف على المسافرين قبيل تناول الوجبات.

اقرأ أيضاً: قبل دقائق من الإقلاع....توقيف طيّار بسبب شربه الكحول
دلالات
المساهمون