2020... عام الجفاف الدرامي في سورية؟

على وقع ارتفاع الدولار بشكل غير مسبوق أمام الليرة السورية، فإنّ حالة منتجي الدراما تضاعفت من حيث صعوبة إقدامهم على الدخول في تصوير أعمال جديدة، لعدة عوامل تُنبئ بأن الموسم الدرامي قد يكون الأضعف للدراما السورية من ناحية كم الإنتاج وتنوعه، ونوعية الأسماء المشاركة فيه من ممثلين ومخرجين وكتاب.

حفظ ماء الوجه
ليس بعيداً عن وضع الاقتصاد المترنح في مصر، والذي يطيح بإمكانية توفر عدد وفير من الأعمال للموسم المقبل، علاوة على شروط الرقابة المجحفة التي تحدّ من الإبداع في المشاريع المنتقاة، ينسحب ذلك على مشاركة الممثلين السوريين في مصر، فلا ينجح قصي خولي في قنص فرصة بطولة مسلسل مصري، حاله حال باسل خياط بعد موسمين حافلين في مصر قدما بهما "30 يوم" و"الرحلة"، لينكفئ سوق الدراما المشتركة. صفاء سلطان وسلاف فواخرجي لم توفقا أيضاً بالعودة إلى القاهرة، حتى الفنان جمال سليمان المشغول بالسياسة ومكسيم خليل وكندة علوش جميعهم خارج خيارات السوق المصرية، وبالطبع الخط الأحمر مطبوع على أسمائهم في دمشق، ما يعني فقط فرصة المغامرة بسوق الدراما المشتركة المتراجع لصالح حضور الفنان اللبناني على حساب السوري والمتضرر أصلاً من الوضع الاقتصادي بلبنان.

العشريات تكفي
البعض وجد في حلول العشر حلقات أمراً ناجعاً لتجنب الغياب. عابد فهد الحاضر بقوة في الموسم الفائت عبر عملين دراميين يطل في عشاريتين، الأولى "هوس" مع الفنانة اللبنانية هبة طوجي، والثانية "فايروس" لم تحدد بعد، وإن ضمت عناصر عربية. سلوم حداد بدوره يطلّ في عشارية صوّرت في تونس عن نص لهوزان عكو تحمل اسم "المنصة"، كما يشارك الفنان بسام كوسا لأول مرة في الدراما المشتركة عبر مسلسل "سر" الذي يصور في لبنان من إنتاج مصري، وعن نص لمؤيد النابلسي وإخراج مروان بركات. العشارية أيضاً تطارد تيم حسن وكاريس بشار في "العميد" المقتبس عن مسلسل "هنبعل"، في حين يشارك باسل خياط ونادين تحسين بيك في عشارية "عهد الدم" المقتبسة عن مسلسل صربي أيضاً.

مقامرة الأسماء
تحافظ الشركات اللبنانية على وجودها في رمضان القادم عبر الاستعانة بنجوم الصف الأول في سورية، وإن لم تغيّر كثيراً في بنية الأعمال المقدمة وكوادر صناعتها. قصي خولي يلاقي الممثلة اللبنانية في مسلسل "2020" عن نص لنادين جابر، وتيم حسن يعود مرة جديدة للهيبة بحضور الممثلة السورية ديمة قندلفت والممثل اللبناني عادل كرم، أما معتصم النهار فيشارك ستيفاني صليبا بطولة مسلسل "من الآخر" عن نص لإياد أبوالشامات.



دراما مشتركة في سورية
الحل الذي ارتأته الشركات السورية للهروب من خواء المائدة الرمضانية هو إعادة تفعيل السوق المحلية لتصوير أعمال ذات هوية مشتركة، فحضرت الممثلة ورد الخال إلى دمشق لتصور إلى جانب الفنان عباس النوري عشارية "يا مالكاً قلبي" كما تستعد كارمن لبس للمشاركة في بطولة مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" إلى جوار الفنان غسان مسعود، ومن ناحيتهم يشارك ممثلون أردنيون وعرب في بطولة المسلسل البدوي "صقار" الذي يصور في أطراف العاصمة دمشق، في حين يبلغ الحضور المصري سورية بمشاركة الفنان أحمد كرارة في بطولة مسلسل "خيبة أمل" مع الفنان طلال مارديني.

التاريخي الغائب
لا أعمال تاريخية تنجز للموسم القادم لثقل تكلفتها، ما عدا مسلسل "حارس القدس"، للمخرج باسل الخطيب، الذي يجمع كلاً من رشيد عساف، صباح الجزائري، أمل عرفة، سامية الجزائري وإيهاب شعبان معاً. وبالتالي، يقتصر الحضور على الأعمال الشامية التي هبط عددها لصالح الجزء الثاني من مسلسل "حرملك" إذا ما قرر استئناف تصويره أو استبداله بالجزء الأول من "سوق النسوان" للمخرج بسام الملا، والذي سيشكل بديلاً عن "باب الحارة" الذي تستعد شركة قبنض لإنتاج جزأين آخرين منه.