تركيا تستعد لافتتاح أكبر مسجد في البلاد

26 فبراير 2019
افتتاح المسجد يتوافق مع ليلة الرغائب (العربي الجديد)
+ الخط -
تستعد السلطات التركية لافتتاح جامع "تشامليجا"، الذي يعد أكبر مسجد في البلاد والذي بدأ بناؤه قبل أكثر من خمسة أعوام، بعد أن وضع حجر الأساس للمشروع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في السادس من أغسطس/ آب 2013 عندما كان رئيسًا للوزراء، وقام بالإشرف بنفسه على بناء هذا المسجد الضخم، والذي يعتبر الأكبر على مستوى تركيا.

وقد تم تحديد يوم الخميس في السابع من مارس/ آذار موعداً لإطلاق أول أذان من جامع تشامليجا، بحسب تصريحات رئيس جمعية المساجد في إسطنبول ارجين كولنك، حيث سيبدأ الأذان مع صلاة الفجر من المآذن العملاقة التي تم إنشاؤها، كما سيصبح المسجد عملياً مفتوحاً أمام القاصدين من الناس للصلاة أو الزيارة. 

وفي الواقع فقد تم اختيار هذا التاريخ تحديدا بالتزامن مع أول ليلة جمعة من شهر رجب الهجري "ليلة الرغائب" والتي تحتل مكانة مهمة في نفوس الأتراك، وهي واحدة من الليالي الخمس المهمة في الموروث، وتعتبر مناسبة دينية فريدة لها طقوسها، وهي واحدة من ضمن مناسبات أخرى تحظى بالأهمية نفسها، ابتداء من ليلة المولد النبوي، وليلة الرغائب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة البراءة "ليلة منتصف شعبان" وانتهاء بليلة القدر في شهر رمضان.

وعلى الرغم من أن المسجد لم يفتتح بعد، إلا أن المئات من الأتراك كانوا قد صلوا في باحاته وليس في داخل المسجد في ليلة 27 من رمضان الماضي لإقامة صلاة التراويح تحريا ليلة القدر، وكانت بعض الأعمال قيد الإتمام في ذلك الوقت.

ويستوعب الجامع أكثر من 60 ألف مصل ويمتد على مساحة 15 ألف متر مربع، وقد تم دمج الطراز المعماري العثماني والسلجوقي في تصميم المسجد، والذي يحتوي على مكتبة ضخمة وقاعات محاضرات ومتحف للفنون الإسلامية التركية ومشاغل فنية ومواقف للسيارات.

ويقع المسجد على تلة تشامليجا الخضراء في منطقة اوسكودار في الجزء الآسيوي من إسطنبول، ويظهر المسجد منها بصورة بديعة بمآذنه الست التي تعانق سماء إسطنبول. ويبلغ ارتفاع 4 من مآذنه 107.1 أمتار وفي هذا الرقم رمزية خاصة للأتراك، إذ أن فيه إشارة إلى انتصار السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرد بقيادة السلطان السلجوقي ألب أرسلان في العام 1071 م.



ويصف البعض المسجد بأنه نسخة أخرى من مسجد السلطان أحمد "المسجد الأزرق" وهو من أجمل مباني إسطنبول، وهو من تصميم معمار سنان آغا والذي بناه في القرن الثالث عشر، وهو كان حتى إنشاء مسجد شامليجا، المسجد الوحيد الذي ترتفع فيه ست مآذن في إسطنبول.

وبذلك يبقى جامع تشامليجا واحداً من المشاريع الكبرى التي أنشئت في تركيا خلال الفترة الأخيرة، وقد لا تختلف أهميته ورمزيته وربما إمكانية إنشائه عن القصر الرئاسي، ومطار إسطنبول الجديد، والجسور المعلقة الجديدة، وقناة إسطنبول.

المساهمون