"القرداتي".. بهلوان مع الحيوانات

12 مارس 2016
خلد فيلم “القرداتي” عام 1987 هذه المهنة (Getty)
+ الخط -
انقرضت مهنة القرداتي في مصر منذ سنوات ليست طويلة، غير أن آثارها لا تزال باقية في كلام الناس، وذلك بفضل السينما التي خلدت بعض الأعمال التي ترتبط بالقرداتي، وبعض الأفلام التسجيلية القديمة. ومن كلام الناس المشهور في مصر: “إحنا هنقرد؟!”. وتقال ردّاً على من يسخر كثيرًا في كلامه، فيُطْلَب منه الجد، أو عندما يكلف الرجل أو المرأة بعمل سخيف. وقد وصف الأستاذ، أحمد أمين، هذه المهنة في كتابه “قاموس العادات المصرية” بقوله: “تشاهد في شوارع القاهرة وحاراتها، كثيرٌ من القرود مربوطة بسلسلة في يد رجلٍ يُسمَّى القرداتي وبيده عصا، وهو يلاعب القرود ألعابًا علّمها لها، وهي تحسن ذلك، فتلعب اللعبة التي يريدها مستنتجة ذلك من حركات الرجل وكلامه، فيقول لها مثلًا: “قلدي العجوز إذا عجنت أو السكران إذا تمايل”. وقد يكون مع القرد حمار صغير يشاركه اللعب. فأحيانًا، ينطّ عليه في حركات بهلوانية، وأحيانًا، يلعبان معًا ألعابًا محفوظة. وقد يكون مع القرداتي في الغالب دفّ يطبّل به ليجمع عليه الناس، ويعين على ألعاب القردة والحمير، وكثيرًا، ما تجدهم في المتنزهات والأماكن العامة. وكانت أشهر الحركات التي يقوم بها القرد تسمى بـ “نوم العازب” و”عجين الفلاحة”.
كما يُطلب من الحمار أن يختار أجمل بنت في الحلقة، فيتقدم إليها وأنفه إلى وجهها، فيُضحك الفتاة والمشاهدين. ويأمر الكلب أن يقلد اللص فيتقدم زاحفاً على بطنه. وأحسن الألعاب، من وجهة نظر المستشرق، هو ما يقوم بها الجدي الذي يؤمر بالوقوف على خشبة صغيرة، ويقوم ببعض الحركات الأكروباتية. السينما المصرية حفلت ببعض الأعمال التي تخلد مهنة القرداتي، كفيلم “القرداتي” الذي أخرجه نيازي مصطفى 1987 وقام ببطولته فاروق الفيشاوي، وتدور أحداثه في حي القرداتية، حيث يختبئ اللص (فتوح)، ويتعلم في الحي مهنة القرداتي، لكنه يدرب القرد (سمسم) على السرقة بدلاً من الألعاب البهلوانية!

اقرأ أيضاً: (فيديو) بطريق يسبح 500 ميل سنويا لزيارة رجل أنقذه
دلالات
المساهمون