سجون بلا أسلحة ولا حراس في البرازيل

22 مايو 2018
يسمح للنساء بارتداء ملابسهن الخاصة (فيسبوك)
+ الخط -
لم تتعرف تاتيان كوريا دي ليما على وجهها في اليوم الأول لها في زنزانتها الجديدة، إذ كان غريباً عليها أن تنظر إلى نفسها في المرآة مجددًا، بعد أن أمضت وقتًا طويلًا في أحد السجون الاعتيادية في البرازيل، التي تحتل المرتبة الرابعة على قائمة أكبر السجون في العالم، والتي تكثر فيها أعمال الشغب بسبب الاكتظاظ المزمن وعنف العصابات.

بعد أن تم نقل دي ليما إلى أحد السجون التي تديرها جمعية حماية ومساعدة المحكومين Apac، في بلدة إتناونا بولاية ميناس جيرايس، سمح لها بارتداء ملابسها الخاصة، ووضع مستحضرات التجميل وصبغة الشعر، كذلك قدمت لها مرآة، على عكس ما هو متوفر في سجون النظام السائد.

كذلك، افتتح سجن جديد تابع لـ Apac في 20 مارس/ آذار في روندونيا، ليصبح عدد السجون التي تديرها هذه الجمعية 49 سجنًا في أنحاء البلاد، محققة اعترافًا متزايدًا كبديل أكثر أمانًا وإنسانية، وينقل إليها أشخاص محددون، أظهروا الندم في سجونهم القديمة، وأبدوا استعدادًا للعمل والدراسة بشكل صارم، وفقًا لموقع "بي بي سي".

 

سجن بلا حراس

لا يوجد حراس وأسلحة في سجون Apac، ويستقبل الزوار من قبل نزيل يقف على الباب الرئيسي، ويسمح للسجينات بقضاء وقت خاص مع أزواجهن الذين يزورونهن من الخارج، في غرفة مزينة بألوان زاهية، تتضمن سريرًا مزدوجًا وتدعى "غرفة الزوجية".

وتقدم اليوم منظمة AVSI الإيطالية غير الحكومية الدعم لسجون Apac التي تأسست للمرة الأولى عام 1972، جنبًا إلى جنب مع الأخوية البرازيلية لمساعدة المحكومين، ويؤكد جيكوب ساباتيلو، نائب رئيس AVSI، أن الحب والعمل هما الأولويتان لديهم، ويضيف: "ندعو الجميع بأسمائهم وليس بأرقام أو ألقاب اكتسبوها من عالم الجريمة".

كذلك ذكر ساباتيلو أن مشاجرات قليلة حدثت في سجون Apac، إلا أنها لم تسبب أذى لأحد، معتبراً أن غياب الحراس يقلل التوتر بين النزلاء.

 

التعافي

يعرف السجناء في نظام Apac باسم Recuperandos، أي الأشخاص الذين يتعافون، ما يعكس التركيز على أهمية إعادة التأهيل، إذ تتوجب عليهم الدراسة والعمل، وإذا حاولوا الفرار فإنهم يخاطرون عندئذ بالعودة إلى سجون النظام السائد.

ويؤكد الخبراء أن النساء تحديدًا غالبًا ما يرتكبن الجرائم تحت تأثير شريك ذكر يهيمن عليهن، ثم يوضعن في السجون برفقة مجرمات قاسيات يدفعنهن أكثر نحو الطريق المظلم، لهذا تعتبر سجون Apac التي توفر التعليم والعمل وسيلة فعالة لضمان حق الإنسان بالغفران والتعافي، بدلًا من التأنيب القاسي الذي يتعرضون له في سجون النظام السائد.

 

الحب وراء القضبان

يحصل السجناء الجدد عند وصولهم إلى سجون Apac على امتيازات أقل، ولا يسمح لهم بمغادرة السجن إلى المنطقة المفتوحة إلا مرة واحدة في الأسبوع، قبل أن يثبتوا أحقيتهم بالانتقال إلى النظام المفتوح، إلا أنهم على الرغم من ذلك يستطيعون العثور على أصدقاء في سجون النظام الذي يرفع شعار "لا أحد يفر من الحب"، حيث يسمح للنساء بمراسلة أشخاص في سجون Apac للرجال في جميع أنحاء المدينة نفسها، تحت إشراف الإدارة.

(العربي الجديد) 

 

دلالات
المساهمون