انتقاد الفنانين... بين السخرية وحرية التعبير

04 مايو 2018
الزغبي تنكر أنها خضعت للتجميل (العربي الجديد)
+ الخط -
فاجأت الفنانة نوال الزغبي الجمهور برفعها شكوى قضائية ضد الناشطة آمال حمادة، التي تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لها للتعبير عن آرائها حول الأوضاع السياسية والفنية، في لبنان تحديداً.
حمادة التي حققت فيديوهات انتقادها لمجموعة لا بأس بها من الفنانين نسب مشاهدة مرتفعة جداً، خضعت أول من أمس، لجلسة تحقيق في مركز جرائم المعلوماتية في لبنان، على خلفية "نصيحة" قدمتها للفنانة نوال الزغبي بفرك وجهها بالثلج، في فيديو ساخر لم تقصد الإساءة من ورائه، بل كان مجرد نقد مضحك.
ليست نصيحة الثلج هي التي أثارت حفيظة نوال الزغبي وغضبها، بقدر ما استفزها خبر خضوعها لعملية تجميل وتداوله، فتحوّل الأمر، على يد الزغبي، إلى مسألة قضائية.
تُثير نوال الزغبي، في كل إطلالاتها، مزيداً من التساؤلات الخاصة بشكلها، بعيداً عن إنتاجها الفني.
في عام 2010، خرج زوجها، إيلي ديب، إلى الإعلام، وقال في مقابلة على قناة المستقبل اللبنانية، إن غياب زوجته لسنوات كان بسبب الأخطاء الطبية التجميلية التي عانت منها، ما جعلها تبتعد مرغمة عن الظهور أو إصدار أعمال غنائية جديدة، وعرض ديب، ضمن المقابلة، بعض الوثائق التي تثبت ذلك، نافياً أن يكون غياب الزغبي بسبب ما كانت تُصرح به لوسائل الإعلام، أي الحمل ووضعها لتوأم، لكن "اعترافات" الزوج بشأن زوجته جاءت رسالة موجعة للزغبي، نتيجة الخلاف المستمر إلى اليوم بين الطرفين، ما يؤكد نظرية الجمهور بأن الفنانة بالفعل عانت من آثار عمليات التجميل ولا تريد أن تعترف بذلك، بل حاولت إخفاءها عن جمهورها.
بعيداً عن الصراع الشخصي بين الزغبي وزوجها، أسئلة كثيرة تُطرح اليوم حول توجّه بعض الفنانين إلى القضاء للردّ على نقد أو مقال يعتبرونه إساءة إليهم، أو يُظهر بوضوح بعض الخفايا التي "يجمّلونها"، أو التحايل النفسي على علامات التقدم في السن، ظناً منهم أن الجمهور يُصدق، فيأتون بتصريحات أمام وسائل الإعلام تُكذب حقيقة ما يعانون منه، في الوقت الذي تشهد مواقع التواصل الاجتماعي معركة إثبات الفوارق، وما يُعرف بـ"قبل وبعد"، ونشر صورتين توضحان مدى الاختلاف بين ما ظهرت عليه الفنانة في سنوات سابقة وشكلها الحالي، ليبدأ سجال من نوع آخر، خصوصاً من قبل المتابعين المنقسمين إلى فريقين، الفريق الأول هو "المعجبين" والفريق الثاني هو "الكارهين"، أو أولئك الذين يدعمون فنانة أخرى تنافس الفنانة نفسها، هؤلاء يسعون لتأجيج مشاعر الموالين للفنانة، وتغذية جبهة التراشق على المواقع، للنيل من الفنانة، لأنها ببساطة تنافس زميلتها.
في المقابل، تحاول بعض الفنانات في العالم العربي "العَوم" على قضية قد تبدو للأكثرية مجرد ترهات أو سخرية، حول
رأي في الشكل، أو بأغنية، وأحياناً بفستان، وحذاء، ومقايضة ذلك مع آراء بعض ضعفاء النفوس المتابعين (التواصل الاجتماعي) ضمن السجال الذي ينتهي مع مرور الوقت، من دون إحراز أي تقدم أو مكسب لأي فريق، تماماً كما هو حال نوال الزغبي مع الناشطة حمادة، التي وثقت دخولها إلى مركز التحقيق بما يُسمى "جرائم المعلوماتية"، بفيديو آخر تسخر به من دعوى الزغبي عليها، ومثولها أمام المحققين، وتقديمها شكوى على خلفية نصيحة "الثلج"... تساءلت حمادة بالقول: "تريدين يا نوال أن أدخل "بيت خالتي" (أي السجن)، لمجرد أنني طلبت منك استعمال الثلج؟".

سؤال يبدو للوهلة الأولى مجرد نكتة، لكنه سيزيد بالطبع من التضامن مع حمادة من قبل المتابعين، ويضع نوال الزغبي في موقف حرج، بسبب حمل امرأة إلى القضاء أو مركز الشرطة، واستغلال حمادة ذلك في لامبالاة ظهرت واضحة منها، عند دخولها وخروجها من مركز التحقيق، وكأنها تعلن انتصارها على الزغبي، في وقت لم تحرك الزغبي ساكناً.
منذ ثماني سنوات، فعلياً، نشر زوج الزغبي الوثائق، والآن فقط جاءت إلى حمادة لتقاضيها؛ ما يرجّح نظرية أن غيابها أو تراجعها لسنوات خلت، كان بسبب عمليات التجميل.
المساهمون