شهد أمين في إثر "سيدة البحر"

29 نوفمبر 2019
استغرق العمل على الفيلم ست سنوات (جون فيليبس/Getty)
+ الخط -
استمراراً لرحلة عرضه في المهرجانات والمحافل الدولية، يشارك الفيلم السعودي "سيدة البحر" في مسابقة "آفاق السينما العربية"، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، المقرر أن تُختتم اليوم.
الفيلم الذي تم تصويره في سلطنة عمان، من بطولة كل من الفنانين بسيمة حجّار، أشرف برهوم، يعقوب الفرحان، وفاطمة الطائي، وهو من إنتاج شركة إيمج نيشن أبوظبي، وإخراج السعودية شهد أمين، في أول أعمالها الروائية الطويلة، وهو مستوحى من فيلمها القصير الحائز على جوائز الذي يحمل اسم "حورية وعين".
يتناول العمل قضية التغيير الواقع في دور المرأة داخل المجتمع، في إطار خيالي جامح حول شخصية العمل الرئيسية، وهي فتاة تُدعى حياة، تعيش في مجتمع تحكمه تقاليد مظلمة حول الإناث وطريقة معاملة البعض لهن. "العربي الجديد" التقت مخرجة الفيلم السعودية شهد أمين.

- ما الرسالة التي تقدمينها من خلال فيلمك؟
* هدفي أن أقول لكل شخص إن الحياة لها قدسية، وهذه القدسية هي أهم من كل شيء حولنا قد يقيّدنا مثل العادات والتقاليد، وذلك من خلال الأب الذي يكسر قيود المجتمع في سبيل ابنته وحبه الشديد لها، وكلنا يعلم كيف أن كسْر القيود والوقوف أمام مجتمع كامل بكل ما فيه من موروثات وعادات شيء ليس سهلا أبدا.

- انتقد بعضهم استعانتك بكائنات خرافية في العمل. لماذا لجأت إلى ذلك؟
* أثناء عملي على الفيلم، فكّرت في ضرورة أن تسيطر الهوية العربية على كافة أحداث العمل، فلجأت إلى الكائنات الخرافية كنوع من الأساطير، وكما تعلمون فالأساطير والألغاز والخيال جزء من ثقافتنا، ويمكن لها أن تنعكس بشكل فني في عالم السينما.

- أظهرت في الفيلم كيف أن المرأة أحياناً تكون مقهورة. ما هي رسالتك للنساء في مجتمعاتنا؟
* رسالتي إليهن أن ينتفضن ولا يصمتن، ولا يرضين بهذا القهر مهما كلفهن الأمر، فالحياة لن تعاش سوى مرة واحدة. من حقنا جميعا أن نعيشها كما نريد، وكما يحلو لنا نعيش ونحب كما نشاء. أرفض تماما نغمة المرأة المسلوب حقها وفي الوقت نفسه تقول أنا راضية.

- كم استغرق فيلمك حتى يخرج للنور؟
* قرابة ست سنوات، لأني بدأت كتابته عام 2013، لكن كانت هناك مشاكل في الإنتاج وأزمات عديدة، فكنت مضطرة إلى التوقف حتى ضبطت الأمور، وبدأنا التصوير منذ عامين. سعيدة جداً بالتجربة، خصوصاً لمشاركتها في مهرجان عريق وله اسمه، مثل القاهرة السينمائي الدولي، وممتنة لكل ردود الفعل التي تلقيتها على الفيلم بعدما شاهده بعض الصحافيين والجمهور، كما سبق وشارك الفيلم في مهرجانات عديدة وحصلنا على بعض الجوائز التي تدفعني بالتأكيد إلى التفكير في ما سأقدمه في القادم من الأيام.

- هل تم عرض الفيلم في السعودية؟
* يُفترض أن يُعرض في الفترة المقبلة. لكن لا أعرف بعد الوقت المحدّد لذلك.

- هل كانت هناك أزمات رقابية بخصوص العمل؟
* لا، لم يطالبنا أحد بحذف أي من المشاهد أو اللغة الحوارية على الإطلاق، فالفيلم تم عرضه مثلما نفذناه. 
- لماذا تم تصوير أحداث الفيلم في عمان؟ 
* لأن طبيعة الفيلم الذي يعتمد على الصورة أكثر من الحوار كانت تتطلب وجود بعض المناظر الطبيعية في القرى القديمة مثلما شاهدتم في الفيلم، وكنا سنقوم بالتصوير في الأردن ثم في السعودية، لكن لم نجد ما نبحث عنه، حتى تم الاستقرار على التصوير في منطقة اسمها "مسندم" في عمان. كنت أبحث عن المصداقية في كل ما يخص العمل من تفاصيل صغيرة وكبيرة، ولحرصي الشديد على كل شيء في العمل حذفت الموسيقى التصويرية في المونتاج، واعتمدت أكثر على أصوات الطبيعة الحقيقية ووجدت أن ذلك أفضل.

- هل كانت هناك صعوبة في التصوير، وخاصة أن إحدى بطلات العمل الأساسية هي طفلة صغيرة؟
* رغم أن بسيمة طفلة صغيرة، إلا أنّها تتحمّل المسؤولية، وأنا أعرفها جيداً، إذ كانت معي في بعض أفلامي القصيرة التي قدمتها من قبل، وكانت الصعوبة بالنسبة لنا جميعا في ما يخص التصوير في البحر، لأن مجرد إعادة المشهد تتطلب ساعات طويلة لاعتمادنا على اتجاهات الرياح، وهذا بالطبع شيء ليس في أيدينا لنتحكم فيه.

- لماذا اخترت عمل الفيلم بالأبيض والأسود؟
* كان قرارًا صعبا للغاية لكنه مناسب أكثر لطبيعة العمل.

- هل هناك مشاريع سينمائية لكِ خلال الفترة المقبلة؟
* نعم، فأنا حاليا في مرحلة التحضير لفيلم جديد، لكن هذه المرة سيتم تصويره داخل السعودية، حول فتاة تبحث طيلة أحداث الفيلم عن أختها التي فقدتها نتيجة ظروف ما، ولكن لا أعرف موعداً نهائياً لبدء تنفيذ العمل ودخوله طور التصوير، لكن أتمنّى أن نبدأ بالعمل عليه في أقرب فرصة.

الجدير بالذكر أن فيلم "سيدة البحر" عُرض للمرة الأولى في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي خلال فعاليات النسخة الـ76 من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، حيث حصد جائزة "فيرونا" للفيلم الأكثر إبداعاً ضمن مسابقة أسبوع النقاد المرموقة، كما شارك في مهرجان المعهد البريطاني السينمائي "بي إف أي لندن" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما عرض للمرة الأولى في قارة أميركا الشمالية ضمن فعاليات مهرجان "ذا نيو ويف" في متحف لوس أنجليس للفنون المعاصرة في شهر أكتوبر الماضي، وشارك الفيلم في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.
دلالات
المساهمون