منذ منتصف العام الماضي والصورة نفسها تنشر على مواقع التواصل، وعلى مواقع مرتبطة باليمين الفرنسي: استمارة مدرسية مُرسلة لأهل التلاميذ تسألهم عن اللغة التي يرغب أبناؤهم بتعلمها في المدرسة إلى جانب الفرنسية.
والخيارات المطروحة هي: العربية، التركية، المغربية، والبرتغالية. وفي كل مرة تنشر هذه الاستمارة بتوقيع مدرسة مختلفة. آخر هذه المدارسة كانت ابتدائية بلدة دوفان التي تقع على الحدود السويسرية ـ الفرنسية.
وفي الصورة يبدو أن الأهل شطبوا كل الخيارات، ووضعوا مكانها "الإنكليزية" و"الإسبانية". في ما يبدو أنه تمردّ أو تململ فرنسي من الخيارات المطروحة عليهم.
فما حكاية هذه الاستمارة؟ ولماذا يستغلها اليمين الفرنسي؟
هذه الاستمارة صحيحة وليست كاذبة، ولكنها ليست ضمن المنهج التعليمي كما يحاول من ينشرها الترويج، ووسمها بـ"الغزو الثقافي العربي والمسلم للمناهج الفرنسية".
بل هي جزء من برنامج عمره أكثر من ثلاثة عقود في فرنسا، تتفق فيها المدارس مع أسر الأطفال الذين لهم جذور غير فرنسية ليبقوا على علاقة ببلدهم الأم من خلال تعلم لغته بعد الدوام المدرسي.
ويستفيد من هذا البرنامج أكثر من 80 ألف طفل يتمتعون بأصول غير فرنسية، حيث تقوم وزارة التعليم الفرنسية بالتعاون مع سفارات هذه الدول بتأمين الاساتذة. لكنّ ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تجاهلوا هذا الواقع، واعتبروا أن هذه الاستمارة هي بمثابة "محو للثقافة الأوروبية والفرنسية المتماهية مع الغرب، واستبدالها بـ الثقافة العربية".
واستمرّ التحريض على العرب الفرنسيين في التغريدات على اعتبار أنهم دخلاء على الثقافة الفرنسية؛ حتى إن "الجبهة الوطنية" الفرنسية قامت بنشر الصورة من دون أن توضح حقيقتها.
من جهة ثانية، كشفت صحيفة "ليبيراسيون" أنه بالنسبة للغة الثانية التي يفرض على الأولاد تعلمها في المدرسة وضمن الدوام المدرسي فهي تشمل عددا من اللغات، إلا أن 91 في المئة من الأطفال يختارون الإنكليزية، و6 في المئة الألمانية، و1.2 في المئة الإسبانية، بينما أقل من 0.1 في المئة اختاروا العربية أو الصينية أو التركية أو البرتغالية.
واعتبرت الصحف الفرنسية أن نشر هذه الاستمارات في هذا الوقت، جزء من التعبئة والحشد لليمين الفرنسي قبل الانتخابات الرئاسية.
(العربي الجديد)
والخيارات المطروحة هي: العربية، التركية، المغربية، والبرتغالية. وفي كل مرة تنشر هذه الاستمارة بتوقيع مدرسة مختلفة. آخر هذه المدارسة كانت ابتدائية بلدة دوفان التي تقع على الحدود السويسرية ـ الفرنسية.
وفي الصورة يبدو أن الأهل شطبوا كل الخيارات، ووضعوا مكانها "الإنكليزية" و"الإسبانية". في ما يبدو أنه تمردّ أو تململ فرنسي من الخيارات المطروحة عليهم.
Twitter Post
|
فما حكاية هذه الاستمارة؟ ولماذا يستغلها اليمين الفرنسي؟
هذه الاستمارة صحيحة وليست كاذبة، ولكنها ليست ضمن المنهج التعليمي كما يحاول من ينشرها الترويج، ووسمها بـ"الغزو الثقافي العربي والمسلم للمناهج الفرنسية".
بل هي جزء من برنامج عمره أكثر من ثلاثة عقود في فرنسا، تتفق فيها المدارس مع أسر الأطفال الذين لهم جذور غير فرنسية ليبقوا على علاقة ببلدهم الأم من خلال تعلم لغته بعد الدوام المدرسي.
ويستفيد من هذا البرنامج أكثر من 80 ألف طفل يتمتعون بأصول غير فرنسية، حيث تقوم وزارة التعليم الفرنسية بالتعاون مع سفارات هذه الدول بتأمين الاساتذة. لكنّ ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تجاهلوا هذا الواقع، واعتبروا أن هذه الاستمارة هي بمثابة "محو للثقافة الأوروبية والفرنسية المتماهية مع الغرب، واستبدالها بـ الثقافة العربية".
واستمرّ التحريض على العرب الفرنسيين في التغريدات على اعتبار أنهم دخلاء على الثقافة الفرنسية؛ حتى إن "الجبهة الوطنية" الفرنسية قامت بنشر الصورة من دون أن توضح حقيقتها.
Facebook Post |
Facebook Post |
Facebook Post |
من جهة ثانية، كشفت صحيفة "ليبيراسيون" أنه بالنسبة للغة الثانية التي يفرض على الأولاد تعلمها في المدرسة وضمن الدوام المدرسي فهي تشمل عددا من اللغات، إلا أن 91 في المئة من الأطفال يختارون الإنكليزية، و6 في المئة الألمانية، و1.2 في المئة الإسبانية، بينما أقل من 0.1 في المئة اختاروا العربية أو الصينية أو التركية أو البرتغالية.
واعتبرت الصحف الفرنسية أن نشر هذه الاستمارات في هذا الوقت، جزء من التعبئة والحشد لليمين الفرنسي قبل الانتخابات الرئاسية.
(العربي الجديد)