طفلان فلسطينيان يبتكران آلة حاسبة للمكفوفين

10 يوليو 2016
زيد البلعاوي ووسام الطيبي (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
نجح أخيراً الطفل الكفيف، محمد النحال، (13 عاماً)، من قطاع غزة، في حلّ واجباته الحسابيَّة ومعادلاتها، بعدما ابتكر طفلان فلسطينيان تطبيقاً إلكترونياً يتمثّل في آلة حاسبة للمكفوفين، تعمل بنظام "أندرويد". وبشفتيه المبتسمتَيْن، يُعرِب النحال لـ"العربي الجديد"، عن سعادته لتجربة ابتكار الآلة الحاسبة، مبيِّناً أنَّه لم يتوقَّع أن يساعده ذلك على إنجاز واجباته الحسابيَّة الكثيرة، والتعلُّم على الآلة بسرعة عبر حاسة اللمس.

وتمكن الطفلان، زيد البلعاوي ووسام الطيبي (15 عاماً)، من قطاع غزة، من ابتكار وإنجاز برنامج تطبيقي يُحاكي آلة حاسبة للمكفوفين، تعمل بنظام "أندرويد"، أطلقوا عليه اسم "Light calculator"، ويقوم على خاصية الاهتزاز والصوت. ويوضح البلعاوي، لـ"العربي الجديد"، أن الاختراع قام به مع الطيبي، على خلفية دورة برمجية خضعوا لها ضمن أحد البرامج التعليمية في مركز القطاع التعليمي بغزة، وقد فكروا بشيء جديد يساعد الفئة المهمشة كالأطفال ذوي الإعاقة البصرية. 

ويقول البلعاوي، إن الآلة الحاسبة خاصّة بالأطفال الذين يعانون من الإعاقة البصريّة، إذْ تساعدهم على حل المعادلات الحسابية بشكل سلس، وتعمل بخاصية اللمس وإصدار صوت الأرقام المختارة، والاهتزازات التي توضح الرقم، وأخيراً، خاصية التأكد من العملّيات الحسابية.

ويضيف أنّه خلال تشغيل الطفل الكفيف للآلة الحاسبة على جهازه الذكي، تبدأ مقطوعة موسيقيّة خاصّة لذوي الإعاقة البصريّة، للموسيقار الإسباني، خواكين رودريغو، وذلك لما لها من أهداف نفسية تبعث الأمل، وتفعّل حُب الحياة عند المكفوفين. ومن جانبه، يشير الطيبي، إلى أن اختراع الآلة الحاسبة للمكفوفين، هو الأول من نوعه في فلسطين والعالم الذي يعمل بالخاصيات الجديدة، مشيراً إلى أنه بإمكان أي شخص تحميل التطبيق عبر المتجر الإلكتروني، على الهاتف الذكي بخاصية "أندرويد".

ويوضح الطيبي لـ"العربي الجديد"، أنّ الآلة الحاسبة الجديدة والتي تعمل بنظام "أندرويد"، تختلف عن المنتشرة على متاجر "غوغل بلاي"، بتوفر خاصيات جديدة، كالتأكيد على العملية المراد القيام بها، والأرقام التي تم لمسها، والاهتزاز الذي يوضح عدد الرقم المُختار بعدد الهزّات. ويسعى الطيبي لتطوير الآلة الحاسبة لتعمل بنظام "أندرويد" و"ios"، لتستوعب كافة الشرائح المُختلفة من حاملي الأجهزة الذكية، وتصل لكل الفئات المهمشة، وذوي الإعاقة البصرية عبر دول العالم المختلفة. وعن التحديات التي مَرّ بها المُخترعان، يبين الطيبي، أنهم واجهوا صعوبة في توفير لغة "بريل" على سطح أملس للشاشة الذكية، وهي اللغة التي يستخدمها المكفوفون، وهي عبارة عن نقط بارزة، تساعد المكفوفين على القراءة والتعلم.

من ناحيته، يشير منسق التدريب بالتكنولوجيا في مركز القطان للطفل، محمود الشرقاوي، إلى أنّ الاختراع قام به البلعاوي والطيبي بعد تدريبٍ مُكثّف خضعا له ضمن أحد الدورات البرمجية، وعبر عمليات بحث خصّت متطلبات الأطفال المكفوفين. ويوضح الشرقاوي لـ"العربي الجديد"، أنّ الاختراع الجديد يُعتَبر مجانيّاً، وتسهل عمليّة توفُّره للأطفال المكفوفين بأي مكان، على اختلاف الأجهزة الأخرى التي تشترط تواجد الكفيف داخل مراكز التأهيل الخاصّة به لاستعمالها. 

ويبيّن الشرقاوي أن الآلة الحاسبة الجديدة تعمل على خاصتي اللمس والسمع التي يعتمد عليها الأشخاص المكفوفون بشكل كبير، مضيفاً أن هذا الاختراع يأتي في إطار دمج الفئات المهمشة مع فئات المجتمع المختلفة.


دلالات
المساهمون