أندرسن: داي ـ لويس كان سعيداً بعالم الأزياء

12 مارس 2018
دانيال داي ـ لويس وبول توماس أندرسن (فيسبوك)
+ الخط -
لا يزال قرار اعتزال الممثل البريطاني دانيال داي ـ لويس يُثير كلامًا متنوّعًا في أوساط معنية بالفن السابع. "الخيوط الوهمية" (2017) للأميركي بول توماس أندرسن "سيكون آخر فيلمٍ له"، لغاية الآن على الأقلّ. لكن، ما الذي يقوله أندرسن نفسه عن الفيلم والاعتزال، وعن الممثل الذي تعاون معه قبل 10 أعوام، في "ستكون هناك دماء"؟ 

يقول أندرسن: "باستثناء فيليب سايمور هوفمان، في The Master (2012)، لم أعمل أبدًا مع "ممثل ضد التيار"، إلا في "الخيوط الوهمية". الفرق أنه بالنسبة إلى The Master، كانت لديّ مواد كثيرة لتكثيفها، بينما هذه المرة كانت نقطة الانطلاق هشّة. في الأصل، لم ترتكز الفكرة على عالم الأزياء، بل على رجل وامرأة، فقط. هو أناني، لا يُظهِر أي عاطفة إلا عندما يكون مريضًا أو مُتعْبًا، فتبحث هي، إذًا، عن طريقة لإضعافه". يُضيف أندرسن: "لديّ تصوّر عن لقائهما في مطعم. هذا كلّ شيء. تحدّثت بهذا مع دانيال، لأننا كنا نبحث عن عمل مشترك بيننا، مُجدَّدًا، بعد "ستكون هناك دماء". بدأنا التفكير بمن هو هذا الرجل: فنان، ربما؟ لكن، في أي مجال؟ لماذا لا يكون خيّاطًا/ مُصمِّم أزياء؟ شيئًا فشيئًا، بدأنا نشعر بشغفٍ إزاء صورة كريستوبال بالانسياجا (خيّاط ومُصمّم أزياء نسائية إسباني، 1895 ـ 1972). أحببنا أيضًا، وبشكل كبير، حكاية بياتريكس بوتّر (كاتبة إنكليزية، 1866 ـ 1943) و(روايتها) "خيّاط غلوسِسْتر" (1903): خيّاط عليه أن يصنع معطفًا لرئيس البلدية، فتُساعده ـ طوال الليل ـ فئرانٌ، لرغبتها في أن تشكره على حمايته إياها من القطّ".

يؤكّد أندرسن أن "كلّ شيء بدأ يوضع في مكانه، رويدًا رويدًا"، مُشيرًا إلى أن "دانيال وأنا تقدّمنا بشكل مواز: أنا في النص السينمائي، وهو في الأبحاث. هذا جعلنا نكسب وقتًا ثمينًا للغاية. أعرف أنه يحتاج إلى عام كامل على الأقل، كي يُفكِّر بالدور، ويُتقن الخياطة وتصميم الأزياء. وأنا، لم يكن لديّ أدنى يقين بأنه سيقول لي، في النهاية، "نعم" (بخصوص موافقته على العمل والدور). كان يُمكن أن يخلص إلى رأي نهائي، بأنه غير مهتم. لكنه كان سعيدًا باكتشافه هذا العالم".

إلى ذلك، يروي أندرسن أن دانيال يصل إلى البلاتوه صباح كل يوم وهو "يرتدي الشخصية". يقول: "يتصرّف كما تتصرّف الشخصية التي يؤدّيها. يواكين (فونيكس) يفعل الأمر نفسه. بصراحة، أجد هذه الطريقة جيّدة لتصوّر العمل وتصميمه. أن تراه مستثمِرًا نفسه كلّيًا للشخصية والعمل، منذ الساعات الأولى لكلّ يوم، أمرٌ مثير".

أما بخصوص اعتزاله، فيقول أندرسن: "بصراحة، لم أتوقّع هذا أبدًا، رغم أنه تحدّث عن الموضوع مرارًا. كان الأمر يُلحّ عليه منذ 20 عامًا. أفضّل ألا أفكّر بهذا. أناس كثيرون يقولون إنه سيعود. لكن، لو أني مكانهم، هذه المرة، لما نسجت أوهامًا كثيرة في هذه المسألة".
دلالات
المساهمون