آلاف الأتراك يشاركون في انطلاق مهرجان الأناضول بكوبنهاغن

07 يونيو 2015
هكذا انطلقت فعاليات مهرجان الأناضول الثقافي السنوي
+ الخط -
 
بدا المشهد وسط ساحة كوبنهاغن الرئيسية، الفاصلة بين محطتها المركزية وشارع المشاة التجاري والسياحي غريباً بعض الشيء على السائحين أو القادمين من خارج العاصمة، أمس الجمعة. فقد احتل مواطنون أتراك الساحة بنصب خيام بيضاء مستطيلة، وسط دهشة المارة من نصب مسرح ضخم وسيارات شحن تنزل سماعات ضخمة.

وهكذا انطلقت فعاليات مهرجان الأناضول الثقافي السنوي، بتوقع حضور ما يربو على الثلاثين ألفاً هذا العام، بحسب القائمين على الفعالية التركية الأضخم في أوروبا. وفي حديثه لـ"العربي الجديد" أكد صفا أونسال المدير التنفيذي للمهرجان أن الحضور لا يقتصر على الأتراك في الدنمارك، بل سيحضره مشاركون من كل الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا، وأن مشاركات عربية وكردية، ستكون جزءاً من هذا المهرجان السنوي لهذا العام.

وعن تفاصيل المهرجان الثقافي يشرح القائمون عليه أنه سيشمل احتفالاً موسيقياً كبيراً بحضور المطربين التركيين عمران ايدن (الفائز بجائزة الموسيقى العالمية) وكنان أوغلو، اللذين يحضران من تركيا خصيصا للمشاركة إلى جانب شعراء ومثقفين أتراك وكرد.

وبحسب ما قال أونسال فإن الدعوة وجهت لرئيسة وزراء الدنمارك التي ستحضر لتلقي كلمة بآلاف الحضور، وخصوصا بأنها تحتاج الآن لأصوات الأتراك في الانتخابات القادمة بعد أقل من أسبوعين.

ويعتبر الأتراك أن إقامة مهرجان ثقافي ضخم في أكبر وأكثر منطقة مشهورة وسط العاصمة الدنماركية، هي فرصة ليقولوا إننا نعيش في مجتمعات متنوعة ومتعددة، آملين من خلال مشاركة أكبر فرقة رقص شعبي فولكلوري قادمة من إسطنبول، بإزالة بعض من اللبس حول الصورة التي يكونها هؤلاء عنهم كمجتمعات مسلمة.

اقرأ أيضاً: مدارس تركيا.. دروس دينية إجبارية تستثني المسيحيّين واليهود

وسيشارك في المهرجان عديد من الجمعيات والمنظمات والجامعات الدنماركية في فعاليات لجذب الجمهور، بالإضافة إلى مشاركة الشرطة في معرض يحاول جذب الشباب من خلفيات إثنية عديدة للالتحاق في سلك الشرطة، وسيستغل مدير الشرطة الوطنية الحدث ليلقي كلمة بالحضور، وهو ما يعتبره صفا "تطوراً يعكس التعددية في المجتمعات الأوروبية التي لا يمكن القفز عنها".

ويستغل الأتراك وزنهم الانتخابي من خلال الترشيح والتصويت لأحزاب تضم في لوائحها نساء مرشحات وعضوات في البرلمان، إذ إن عضوة البرلمان المعروفة في الوسط التركي أوزليم تيشكش مرشحة أيضا هذا العام للانتخابات البرلمانية، مثل مواطنتها يدزيل أوكدان التي تبحث أيضا عن الصوت العربي هذا العام، للفوز من جديد بمقعدها.

وبحسب القائمين فإن حصول المهرجان هذا العام في الوقت الذي تجري فيها احتفالات بمناسبة مرور مائة عام على منح المرأة حق التصويت، سيزيد نسبة الحضور، وخصوصاً على المستوى السياسي الذي يأمل الأتراك بأن يكون صوتهم مؤثرا فيه، من خلال المشاركة الكثيفة للمرشحين وحاجتهم لمخاطبة الناخبين.

ويعتبر كثير من الحضور أن هذا المهرجان فرصة أيضا لتذوق المطبخ "الشرق أوسطي والمتوسطي"، من خلال مشاركة عربية إلى جانب الأتراك في تقديم وجبات في تلك الساحة. وفي العادة تكلف إقامة مهرجان موسيقي في الساحة الرئيسية مبالغ طائلة جداً، لكن وبحسب ما أخبرنا صفا أونسال: "لن ندفع شيئاً هذا العام، فالبلدية منحتنا الفرصة بسبب نجاحنا في الأعوام الماضية، بالإضافة إلى تبني شركات ألمانية ودنماركية وتركية للمهرجان ودعمه".
المساهمون