سناء موسى: لا خوف على التراث الغنائي الفلسطيني

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
27 ابريل 2019
67800E26-4BAB-49B7-A7FB-F5EF8F5F3F1D
+ الخط -
في ختام الموسم الفلسطيني الثالث لمجموعة "الروزنا" الشبابية، أحيت الفنانة القادمة من الضفة المحتلة، سناء موسى، حفلاً غنائياً على خشبة مسرح الدراما في الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة، وتحديدًا في يوم 19 إبريل /نيسان الحالي.

وقدمت سناء موسى مجموعة من الأغاني التراثية. وغنّت لفلسطين أغنية "طلت البارودة والسبع ماطل.. يا بوز البارودة من الندى مبتل"، إضافة إلى أغنية لسورية تقول كلماتها: "يا رايح ع بلاد الشام . على مهلك.. ودّي لبردى منّي سلام". وفي حوارٍ مع "العربي الجديد"، تحدَّثت موسى عن رسالتها من وراء إحياء التراث الغنائي الفلسطيني، وكشفت أنها تحضر عملاً فنياً يقدم الأغاني التراثية العربية من المحيط إلى الخليج، ويحمل عنوان "زخارف".

* أطِلَق عليك لقب "سفيرة التراث الفلسطيني"، ما رسالتك من وراء مشروعك الغنائي والموسيقي في إحياء هذا التراث؟ وهل تخشين عليه من الضياع؟
يشرفني لقب سفيرة التراث الغنائي والموسيقي الفلسطيني. وأشعر بالرهبة لأهمية هذا اللقب الذي أعتزُّ به كثيراً. وأتمنى أن أقوم بأقل الواجب تجاه القضية الفلسطينية، لأنها قضيّة عادلة، قضية إنسان، وقضية حب. ويشرفني تقديم هذا التراث الذي يحكي عن قصصنا، قصص حياتنا، من الحب إلى الغزل إلى الزواج وحتّى الموت. ويتناول هذا التراث أيضاً، قضايا سياسية مثل الثورة ضد المستعمر البريطاني، وضد الاحتلال الإسرائيلي.

ومن خلال غنائي لهذا التراث، أحكي معاناة وألم الناس وأمر على "سفر برلك". إذ في كل مرحلة تاريخية، ثمة كلمات وألحان تعبّر عن روح المرحلة. حتّى أن هنالك أغاني خاصة بالمواسم، كأغاني موسم قطاف الزيتون وموسم الحج.

أما من جهة خوفي على هذا التراث من الضياع، فقد زال هذا الخوف نهائياً، لأن الأجيال الجديدة حفظت هذه الأغاني، وتؤدّيها تماماً كما غنتها الجدات. وما يدخل السعادة إلى قلبي، أن أرى أطفالاً بعضهم في عمر 4 سنوات، يردّدون بفرح وسعادة أغاني التراث الجميل، ما نزع من قلبي الخوف على هذا التراث الثمين من الضياع.


* هل تتناسب أغاني التراث مع الجيل الحالي، وما علاقة التراث بالحاضر؟
أغاني التراث تصلح لكل زمان. فالتراث ليس كائناً محنطاً بل متجدداً دائماً. ونحن اليوم نكتب أغانينا، والتي ستصبح لاحقاً تُراثاً للأجيال القادمة، ولكل زمن خاصيته.

* في عمل "هاجس" (2016)، قمتِ بتلحين وكتابة كلمات الأغنية، إضافة إلى أدائها طبعًا. هل لديك مشاريع قادمة على نفس المنوال في المستقبل؟
"هاجس" هي أسطوانة لخصت مجموعة الهواجس التي عشناها كفنانين أنا والأصدقاء الذين شاركوا في العمل. وفي الحقيقة كتبت ولحنت، رغم أني لست بكاتبة أو ملحنة. لكن " يا رايح ع بلاد الشام" أغنية سبقتني، وخرجت من رحم المأساة. لم أجلس لأكتب أغنية عن سورية وشهدائها، فنحن عاجزون أمام مشاهد الموت والدمار، لكن مشاعرنا قد تسبقنا إلى البوح، فيكون هذا البوح عبارة عن كلمات ودندنات من صميم القلب. وهي صرخة مدوية، خرجت من دواخلي.


*خلال مشاركتك في مهرجان "وطن يتفتح في الحرية"، والذي أقيم في "كتارا" عام 2012، أبكيتِ الحضور، هل في جعبتك جديد لسورية وأهلها؟
الحالة التي أعيشها تذكّرني بالحالة السورية بوجعها المؤلم. وأنا متأكدة أن الفنان لديه ما يقوله عن هذه الحالة، لكنه يشعر أن ما يقدمه متواضع وبسيط أمام الفقدان والظلم والتشرد الذي يعانيه الآخرون. قد يكتب الفنان ويلحن ويؤدي. لكنه في النهاية يضع العمل جانباً، ولا يقدمه، خجلاً من هول المعاناة التي يعيشها الأهل في سورية. فكل ما يكتب لا يفيهم حقهم. وقد تناقشت في هذا الأمر مع أكثر من فنان، كل منهم تدفعه مشاعر لقول شيء ما، لإنجاز عمل موسيقي أو غنائي. ولكنه يكتشف أنه غير قادر على إيصال الألم والوجع المعاش.

* بعد أعمال "إشراق" (عام 2010)، و"هاجس" (عام 2016)، هل في جعبتك مشاريع أو أعمال مقبلة؟
الأعمال الفنية والموسيقية لا تتشابه، لأن الأحداث تتغيّر. والفنون التي نقدمها هي تجسيد وانعكاس ما يراه الفنان. أما جديدي فيحمل عنوان" زخارف"، ويضم أغاني تراثية من العالم العربي، من بلاد الشام إلى تونس وحتى بلدان الخليج والسودان واليمن، وهو يشبه الرحلة في الوطن العربي، إذْ يتمتع كل بلد فيه بميزة خاصة، لكن هذه الدول تترابط مع بعضها بميزات أخرى. "زخارف" عمل غنائي سيشارك فيه أكثر من صوت غنائي.


* دراستك الأكاديمية هي التخصّص في علم الدماغ. كيف دخلت إلى عالم الغناء والموسيقى؟
صحيح، قبل سنوات حصلت على دكتوراه في علم الدماغ من كلية الطب في القدس. ولكني أشعر أن هناك رابطا بين العلم والبحث والموسيقى. الأغاني التي قدمتها على مسرح الدراما في "كتارا" هي نتيجة بحثٍ مطول. والمجال العلمي مختلف كلياً، ويعتمد على المنطق، ولا يمكن أن أتخلى عن الأبحاث لأنها تغذي المنطق، والفن يغذي عاطفتي. صحيح أن المجالين يبعد واحدهما عن الآخر، لكني أرى أن كلاً منهما يكمل الآخر، ويمنحني المحافظة على التوازن في الحياة.

ولدت سناء موسى عام 1979، وبدأت مسيرتها الفنية عام 2003. وأحيت العديد من الحفلات والمهرجانات حول العالم، إذ قامت بتمثيل فلسطين عام 2005 في بلجيكا، في مهرجان "صوت المراة". وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2009، قدمت ضمن تظاهرة "القدس عاصمة الثقافة العربية" عرضاً مدتة ساعة و نصف، في صالة "معهد العالم العربي" في باريس، والذي يعد ساحة مهمة، وملتقى لتفاعل الثقافات من المشرق والمغرب العربي وأوروبا.

ذات صلة

الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.

الصورة
نازحة فلسطينية رفقة أبنائها بخيمة برفح، 9 إبريل 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُكابد أمهات نازحات في غزة معاناة مضاعفة لرعاية مواليدهن وسط ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية قاسية تفتقر لأبسط الاحتياجات الضرورية، وسط مخاطر سوء التغذية
الصورة
كرة القدم الفلسطينية تعاني بسبب العدوان (العربي الجديد/ فيسبوك)

رياضة

خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني.

المساهمون