وقالت مديرة الشؤون المتحفية، هيا آل ثاني، في بيان صحافي "تعاونا مع خبراء من قطر والعالم، لترميم وحماية القطع التي يحتويها المتحف الوطني. فكل قطعة تكتب سطراً في قصة قطر وشعبها ومكانتها بين الأمم".
يروي المتحف قصته الكاملة عبر ثلاثة فصول؛ أولها البدايات، ثم الحياة في قطر، وأخيراً بناء الأمة.
وتتوزع محتويات هذه الأقسام الثلاثة على 11 صالة عرض دائمة، لكل منها شخصيتها المنفردة التي تكتُب من خلالها جزءاً من قصة المتحف. كذلك تحتوي هذه الصالات على مجموعة من الآثار والمقتنيات التراثية والمخطوطات والوثائق والصور والمجوهرات والأزياء.
ويعد قصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني (1880-1957)، نجل مؤسس دولة قطر الحديثة، الذي يقع في قلب المتحف الوطني الجديد، أكبر المقتنيات القديمة التي يحتويها المتحف، وأكثرها إثارة للدهشة. وكان القصر في السابق مقرّاً للمتحف القديم، وقد جرى ترميمه والحفاظ عليه قبل بدء العمل على المتحف الجديد.
ويمثل القصر معلماً بارزاً من معالم الدوحة، وأثراً قيّماً، لما يعكسه من نمط قديم للحياة في قطر. ومنذ تأسيسه عام 1901، خضع القصر لعمليات ترميم كثيرة، ما دفع الخبراء الذين شاركوا في عملية الترميم الأخيرة إلى إزالة جميع آثار الترميم السابقة، وصولاً لنسيج المبنى الأصلي.
كذلك واجه الخبراء تحدّياً آخر، تمثل في عمر القصر ومحاذاته للساحل، ما يجعله عرضة للتشقق. وحرصاً على سلامة القصر في المستقبل من أي تصدعات، وضع المهندسون المعماريون أوتاداً خرسانية أسفل المتحف لدعم هيكله، بعد أن أزالوا المياه الجوفية. كما تعاونت متاحف قطر مع متخصّصين لتطوير حلول للمباني المستدامة، وذلك لاستخدام مواد طبيعية في ترميم القصر، وفقاً لبيان هيئة المتاحف.
كما يعمل خبراء الحفظ كذلك على حماية الآثار المهمة التي يكتشفونها في المواقع الأثرية. ومن بين هذه الاكتشافات التي سيعرضها المتحف، صندوق لحفظ اللؤلؤ يعود للقرن التاسع عشر، وقد عُثر على هذا الصندوق في موقع تنقيب في الزبارة، وجرى استخراجه من دون تخليصه من التربة المحيطة به بسبب هشاشته، وسيُسلط الضوء على هذا الصندوق في المتحف ضمن القطع المميّزة المتعلقة بموقع الزبارة الأثريّ.
(متاحف قطر)
ومن مقتنيات المتحف المتصلة بالزبارة أيضاً أقدم نسخة من القرآن في قطر التي خطّها أحمد بن راشد بن جمعة بن هلال المريخي في بداية القرن التاسع عشر في الزبارة. وتشير الصفحة الأخيرة من هذا المصحف إلى مكان ميلاد أحمد، وهو مدينة الزبارة. وقد استمرت عملية الترميم لعامين في متحف الفن الإسلامي.
كذلك يحتوي المتحف على سجادة "بارودا" الشهيرة المرصعة باللؤلؤ التي تعكس العلاقات المزدهرة بين بلدان شبه القارة الهندية والخليج العربي في تجارة اللؤلؤ. وقد أمر مهراجا ولاية بارودا بصنعها عام 1865، ولطالما اعتبرت هذه السجادة تحفة فنية. وقد كان التطريز فنّاً شائعاً في بارودا، وكان بلاط المهراجا يرحب بالفنانين المتخصصين في فن النسيج، وكان الأمر أيضاً ينطبق على صنّاع الجواهر والأحجار الكريمة.
وخلال السنوات الماضية، تولّى فريق من الخبراء المتخصصين ترميم هذه السجادة بدقة متناهية، وتتكون السجادة من أكثر من 1.5 مليون لؤلؤة خليجية وياقوت وزمرد وزفير وماس. وستعرض في إحدى صالات العرض الدائمة بمتحف قطر الوطني.
(متاحف قطر)
وقد صمم المتحف ليكون تجربة متحفية غامرة وتجريبية على حد سواء. وينسجم التصميم المعماري الديناميكي لجان نوفيل مع جغرافية قطر، ويستحضر تاريخها وثقافتها، وجاء على شكل وردة الصحراء.