ساندي نور: أصمم الفساتين الحالمة

24 مارس 2019
من تصاميم ساندي نور (فيسبوك)
+ الخط -
اتجهت المصممة، ساندي نور، إلى عالم تصميم الأزياء، بعد أن انساقت وراء عشقها للإبداع. لم يكن الطريق سهلاً، بل واجهت فيه تحديات كثيرة. لكن بإصرار، أرادت أن تحقق طموحها وأحلامها باختيار أسلوب خاص بها، يشبهها ويعكس شخصيتها. تحدثت ساندي إلى "العربي الجديد" عن الصعوبات وأسرار النجاح، وعن تلك اللمسة الخاصة التي تحرص عليها في تصاميمها، وصولاً إلى آخر مجموعاتها المميزة.

لم تختر ساندي نور مجال تصميم الأزياء بداية، بل سلكت طريقاً مختلفاً، عندما تخصصت في مجال التسويق. ثم امتلكت محل ألبسة خاصاً بها، إلى أن شعرت بأن طموحها يأخذها إلى مكان آخر، كونها تعشق الإبداع والابتكار.

عن البداية في عالم الأزياء تقول ساندي: "عندما اكتشفت أني أميل إلى هذا المجال، سافرت إلى إيطاليا حيث تخصصت في مجال تصميم الأزياء. بعدها رحت أصمم مع شخصين آخرين في مكان صغير جداً خاص بنا. لكن في ذاك الوقت، لم أكن أصمم ما أحب، بل كنت بحاجة إلى التوسع في العمل، واعتماد ما هو رائج، لأتمكن من اختيار الخط الخاص بي، لألتزم به لاحقاً. كان شك الخرز والبرق رائجاً في ذاك الوقت، وهو أسلوب لا يشبهني أبداً. في مرحلة لاحقة، عملت ضمن إطار علامة أخرى، وكنت دوماً غير مقتنعة بما أفعل، لأني لم أكن أصمم ما يشبه أسلوبي. لكن أتى اليوم الذي أطلقت فيه أخيراً العلامة الخاصة بي. واخترت خطاً معيناً يتماشى مع أسلوبي، فصرت أصمم تصاميم أعشقها، بغض النظر عما إذا كانت تتماشى مع الذوق العام، وما إذا كانت تباع بسهولة أم لا".




سرعان ما اكتشفت المصممة، ساندي نور، أن الخط الذي اختارته في التصميم، يتماشى مع الذوق العام اليوم. ففي البداية عندما بدأت الغوص في مجال تصميم الأزياء، لم تكن متأكدة مما إذا كان أسلوبها سيجذب كثيرات.

لطالما أرادت أسلوباً يشبهها، يشبه أحلامها وشخصيتها، فيما بدا لها أن الذوق العام قد يميل إلى الإبهار بالتطريز وشك الخرز. أما الفستان الناعم فقد يبدو لكثيرات بسيطاً خالياً من عنصر الجاذبية، وبالتالي لا يمكن أن يلفت الانظار. على الرغم من ذلك أرادت أن تصمم ما يعكس أسلوبها الخاص بغض النظر عن حجم التجاوب الذي ستجده.



عن هذه البداية وما فيها من تحد تقول نور: "شخصياً، أميل إلى الأسلوب الناعم. ولا يمكن أن أرتدي فستاناً فيه الكثير من المبالغة والتطريز والشك. قررت خوض التجربة، رغم ترددي في البداية. وكان حجم التجاوب مفاجئاً، واكتشفت أن ثمة ميلا اليوم إلى الفساتين الناعمة بشكل أساسي. علماً أنه في الواقع يعتبر تنفيذ الفستان الناعم أكثر صعوبة. فالصعوبة هي في تنفيذ فستان تبرز قيمته بشكل لافت في نعومته وبساطته من خلال تميز الفكرة فيه. أرغب بتصاميم تترك أثراً وتبرز قيمتها رغم بساطتها، وهذا هو التحدي لي في كل مرة أصمم فيها. وليس صحيحاً ما يقال عن ذوق المرأة اللبنانية، بأنه يميل أكثر إلى الفساتين التي يطغى عليها عنصر الإبهار، من خلال التطريز وشك الخرز. بل هي تتجه اليوم إلى البساطة، في ما ترتديه وتميل إلى الأسلوب الأوروبي، خصوصاً بوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت بالاطلاع بشكل أفضل على الموضة الأوروبية عامة. وينطبق ذلك أيضاً على المرأة الخليجية، فلم يعد ممكناً التحدث عن ذوق خليجي، بل يمكن التمييز بين الذوق الذي يميل إلى الشك والتطريز، وذاك الذي يميل إلى النعومة والبساطة. ولا شك أن الموضة اليوم هي للنعومة في التصميم".



وتعترف المصممة بأن موضة البرق كانت طاغية أخيراً، فلم تتردد في اعتمادها على طريقتها بلمسة ناعمة وهادئة تحفظ الجانب الرومانسي الذي يميز تصاميمها، من دون أن تغير فيها، لتتجه إلى الإبهار المرتكز بشكل أساسي على البرق. كما أن المرأة التي تختار ساندي نور لا تبحث عن هذا الأسلوب، لاعتبار أن هدفها دائماً هو إبراز شخصية المرأة التي ترتدي من تصاميمها، أكثر من تسليط الضوء على التصميم الذي ترتديه. من جهة أخرى، تشير المصممة إلى أنها متأثرة بمثالها الأعلى في مجال تصميم الأزياء، فالنتينو، الذي يتميز بأسلوبه الكلاسيكي الرائع الذي لا يموت، فتشير: "إذا نظرنا إلى تصاميم فالنتينو بأسلوبه الكلاسيكي قبل 50 سنة، نشعر بالانجذاب إليها ونحلم بارتدائها، وهذا أهم ما يمكن أن يحققه مصمم بأسلوب لا يموت، ويبقى حاضراً ومميزاً في أي زمن كان".




ويعرف عن المصممة ساندي نور تمسكها بالألوان الهادئة والناعمة التي تعكس أسلوبها الرومانسي بامتياز. عن عشقها لألوان الباستيل التي تشبه أسلوبها تقول: "الألوان المفضلة لي عامة هي ألوان الباستيل التي تعكس أسلوبي الرومانسي في التصميم بهدوئها. لكن في مجموعة الملابس الجاهزة للصيف المقبل، أحدثت تغييراً، فاعتمدت الألوان القوية اللافتة، وهي مختلفة عن الألوان التي أركز عليها عامةً". يكفي أن نرى تصاميم، ساندي نور، لنكتشف زوايا عديدة من شخصيتها. واللافت، أنه بدلاً من أن تتحدث المصممة عن شخصيتها، تفضل التحدث عن تصاميمها التي تشبهها وأكثر عن مجموعتها الجديدة من الملابس الجاهزة التي تجدها مرآة لشخصيتها. هي تشبهها إلى درجة أنها كفيلة بكشف شخصيتها، فتتحدث عنها بالقول: "مجموعة الملابس الجاهزة التي أصممها، هي أكثر ما يشبهني في الواقع. هي تضم ما قد أرتديه شخصياً في مناسبة معينة. أما تصاميم السهرة التي أصممها فهي تضم الفساتين الحالمة للأميرات، والتي أعشقها، وأعشق أن أرى أخريات يرتدينها، لكني لن أرتديها خصوصاً أني امرأة عاملة، ولا يمكن أن أرتدي فستان أميرة". 




دلالات
المساهمون