"حرب النجوم" بلغة "صراع العروش"؟

21 فبراير 2018
من "الجيداي الأخير" لراين جونسن (فيسبوك)
+ الخط -
عام 1977، عندما ابتكر جورج لوكاس عالمه السينمائي "حرب النجوم" (star wars)، آخذًا ملايين المشاهدين معه إلى "مجرّة بعيدة للغاية"، قرّر أن تكون، في هذا العالم، مساحة كبيرة من الأسطورية والبساطة، للتماس مع "ميثولوجيا" يحاول ابتكارها. على هذا الأساس، يمكن تفسير قراره في الجزء الأول، "أمل جديد"، في أن تربط الممثلة كاري فيشر (الأميرة ليا) قماشًا حول صدرها، لمنع أي مساحة من الجنسانية في أذهان المشاهدين. 

أفكار كهذه قامت عليها السلسلة في البداية، بهدف خلق عالم "أسطوري" يقوم على الصراع الأولي والبسيط بين الخير والشر، مع عدم وجود عنف أو جنس. لكن الأفكار نفسها هذه تبدو، الآن، على النقيض تمامًا من أفكار شركة "ديزني" حول مستقبل "حرب النجوم". فالشركة تعاقدت مع المؤلِّفين ديفيد بينيوف ود. بي. وايس، صانعي مسلسل "صراع العروش" (Game Of Thrones)، للعمل على ثلاثية جديدة، تُطلق عروضها التجارية بداية عام 2021، على الأرجح، أي بعد نهاية الأجزاء المُعلَن عنها، والمنتمية إلى عالم "حرب النجوم": Solo: A Star Wars Story لرون هاورد (يُعرض في مايو/ أيار المقبل)، والحلقة الـ9 من الحكاية الأصلية، الذي يُخرجه جي. جي. أبرامز، والذي يُتوقّع بدء عرضه التجاري في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

يأتي اختيار بينيوف ووايس كمؤشِّرٍ لما تريده "ديزني" من السلسلة. فـ"لعبة العروش" اكتسب شهرته بناءً على فكرة "صدمة المُشَاهد"، وقتل شخصيات لا يمكن تصوّر قتلها. ورغم أن ذلك يأتي، أساسًا، من مؤلّف الروايات الأصلية جورج مارتن، إلاّ أن بصمة هذا الثنائي واضحة في كون العمل من أعنف المسلسلات التي شهدها التلفزيون الأميركي في تاريخه، وكذلك من أكثرها صدمةً وحِدّةً في استخدام الجنس.

إنّ دمج ذلك في عالم "حرب النجوم"، وفي ثلاثية لا تنتمي إلى الأحداث والشخصيات التي نعرفها، يشير إلى رغبة الشركة في مساحة كبيرة من الاختلاف والتجريب، وربما من "العنف الفضائي". هذا يؤكّده تعليقٌ لكاتلين كينيدي، منتجة السلسلة، يقول إن "بينيوف ووايس سيضيفان أبعادًا جديدة، وسيُقدِّمان المجرّة بطريقة مثيرة، بالتأكيد".

اللافت للانتباه أن تلك الثلاثية المستقبلية الجديدة لن تكون الوحيدة التي أعلنت عنها "ديزني" بخصوص "حرب النجوم"؛ إذْ يُنتظر إنتاج 3 أفلام أخرى، يكتبها ويُخرجها راين جونسن، مخرج الحلقة الـ8 "الجيداي الأخير" (2017)، الذي أثار ردود فعل جدلية، تحديدًا بين محبّي "حرب النجوم"، الذين رأوا أن جونسن يُغيّر في "تقاليد المجرّة". لكن، يبدو أن هذا بالتحديد ما تريده "ديزني"، بعد شرائها حقوق السلسلة والشخصيات من "لوكاس فيلم" بـ4 مليارات دولار أميركي، عام 2012. وبالتالي، فهي تريد تحقيق أكبر استفادة ممكنة، ودفع السلسلة في مسارات غير معتادة وغير تقليدية، واستهداف شريحة جديدة من المشاهدين.
هذا ما حقّقه راين جونسن، وهذا ما يُنتظر أن يفعله بينيوف ووايس، صانِعَا "صراع العروش".
المساهمون