"سورية يا حبيبتي": أنشودة النصر شبه اليتيمة

06 أكتوبر 2017
جنود الاحتلال على الحدود السورية خلال الحرب (Getty)
+ الخط -
رغم أنّ الإنتاج الفني الخاص بحرب أكتوبر/ تشرين الأول ارتبط بشكل أساسي بالإنتاج المصري، إلا أنّ الجمهورية السورية والتي كانت جزءاً من هذه الحرب، شهدت أيضاً إنتاجاً فنياً، غنائياً بشكل أساسي، تلى هذه الحرب. 

أبرز الأغاني الوطنية السورية، والتي بقيت لعقود من حكم حزب البعث هي تلك التي كتبت ولحنت وأنشدت بعد حرب أكتوبر، وهي أغنية "سورية يا حبيبتي". الأغنية مجدّت بالجنود المقاتلين، مشيرة إلى حزب البعث بشكل مباشر، حيث تقول الأغنية:
"قنالنا جولاننا سماؤنا وأرضنا
تفديهم دماؤنا تحميهم أبطالنا
وبعثنا يسير لمجده الكبير
مبشراً بعودتي ورافعاً كرامتي مجدداً هويتي".



قصة الأغنية

كتب الأغنية محمد سلمان، ولحنها وغناها مع الفنانة نجاح سلام والفنان محمد جمال. وروى محمد سلمان في حديث تلفزيوني قديم، أنه بدأ بكتابة كلمات هذه الأغنية مع اندلاع حرب أكتوبر، وقرّر السفر من لبنان إلى سورية، ليكون قريباً من الأحداث، لكن أوراقه الرسمية تأخرت ولم يتمكن من السفر فأكمل جزءاً آخر منها في بيروت، تحديداً بعدما سمع خليجيان يتحدثان بفخر عن هذه المعركة وأنه بات للمواطن العربي ما يفتخر به، ليضيف الجزء المختص بـ"الآن إني عربي... يحق لي اسم أبي ومن أبي... رصاص بندقية يصنع الحرية للأمة الأبية"، مضيفاً أن ابنته سألته عن فلسطين ودورها في هذه المعركة، فأكمل كلمات الأغنية بـالعبارة التالية: "لم ينته المشوار يا عروبة... حتى تعود أرضنا السليبة... ففي الخيام طفلة المصيبة... تنادي يا سوريتي الحبيبة... أعيدي لي كرامتي... أعيدي لي حريتي... أعيدي لي هويتي".

لعقود إذاً بقيت هذه الأغنية بمثابة الأغنية "الوطنية" الرسمية في سورية. حتى أنه مع اندلاع الثورة السورية، عاد الفنانون المؤديون للنظام لإنشاد هذه الأغنية بتوزيع جديد، وبينهم شهد برمدا، وناصيف زيتون، فيما سجّل فنانون مناصرون للثورة نسخة جديدة منها مع تغيير كلماتها على اعتبار الكرامة الحقيقية تحققت مع ثورة الشعب على نظام آل الأسد.

 وتقول كلمات الأغنية الجديدة:
"سورية يا حبيبتي
أعيدي لي كرامتي .......... أعيدي لي هويتي
بالحب والوفاء
وصرخة الآباء ... تنير درب ثورتي
يا يا يا حبيبتي
سماؤها رداؤنا
وأرضها بقاؤنا
وحبها عزاؤنا
تجري به دماؤنا
وشعبنا يسير... بنصره الكبير
مبشراً بعودتي
ورافعاً كرامتي
مجدداً هويتي
بالحب والوفاء
وصرخة الآباء ... تنير درب ثورتي
يا يا يا حبيبتي

أمضي لغدي
حريتي ملك يدي
ملك يدي ملك يدي حريتي
رصاص بندقية
لن يقتل الحرية.. في أمتي الأبية
يا يا يا حبيبتي
يا شعبنا يا فخر كل ثائر
يا قلعة الأحرار والحرائر
بالرغم من كل القمع والمجازر
صمودكم حرك كل الضمائر
أعاد لي كرامتي
أعاد لي هويتي
بالحب والوفاء
وصرخة الآباء ... تنير درب ثورتي
إلى متى السكوت يا عروبة عن هذه المجازر الرهيبة
وحيده يا شام يا سليبة لا تخضعي للذل يا حبيبة
أعيدي لي كرامتي
أعيدي لي هويتي
بالحب والوفاء
وصرخة الآباء... تنير درب ثورتي
سورية يا حبيبتي



علوا بالعالي

أغانٍ أخرى كُتبت ولُحّنت وأُنشدت على عجل بصوت سميرة توفيق، من بينها أغنية "علوا بالعالي" التي لا تزال "الإخبارية السورية" والقنوات التابعة للنظام وتلك المؤيدة له تعرضها في كل المناسبات الوطنية. وتقول كلماتها:
"علوا بالعالي علوا علوا،
يا نسور السما علوا علوا
بالجولان بالقنال
نازل بسلاح الميدان
جيش العروبة كله".
ومع مرور السنوات باتت هاتان الأغنيتان، وهما الأشهر في سورية، مجرد كلمات تتردّد لتمجيد حافظ الأسد ثم ابنه بشار الأسد في مواجهة معارضي النظام، تحديداً بعد اندلاع الثورة عام 2011.



المساهمون