الدراما السورية... أخطاء بالجملة

24 مايو 2018
لاقى "هارون الرشيد" انتقادات بسبب بعض الأخطاء التاريخية (فيسبوك)
+ الخط -
بدأ موسم الدراما الرمضانية وسط ترقب لما سيحمله من الأعمال التي ما زالت الشركات المنتجة تروج لها منذ شهور، خصوصاً المسلسلات السورية التي يصفها بعض الفنانين والمخرجين الذين عاصروا فترتها الذهبية بالـ "المتردية"، في إشارة إلى الأعمال الدرامية السورية التي أُنتجت في السنوات الأخيرة، وعانت من نكسات كثيرة.

حازت بعض المسلسلات على ترويج أكثر من غيرها، لدرجة أن الجمهور أصبح في حالة متابعة دائمة لأخبارها، متسائلاً عما إذا كانت ستجد فرصة للعرض في الموسم الرمضاني 2018، وما هي القنوات التي تعرضها. المثال الصارخ على هذا الترقب هو مسلسل "الواق واق" الذي بدأت الصحافة بتناول أخباره منذ بدء التصوير، إلى أن انتهى التصوير، مركزة بشكل خاص على خبر غناء الشارة من قبل المطرب العربي كاظم الساهر، وكم هو الأجر الذي قبضه على تلك الأغنية. تضمن الإعلان الأول لـ "الواق واق" خبر إطلاق قناة جديدة متخصصة بالدراما، اسمها "لنا"، ستقوم بعرضه حصرياً، وهي تابعة للشركة التي أنتجته، يعني شركة "إيمار الشام" التي أخذت على عاتقها، بحسب ما ذكرته على فيسبوك، النهوض بالدراما السورية.
فوجئ متابعو مسلسل "الواق واق" عند عرض الحلقة الأولى بعرض نصفها، ووجدوا الشخصيات في مشهد آخر من دون أن يكون هناك ترابط بين نصف الحلقة الأول والثاني، ثم تبين في اليوم التالي أن القناة التي تعرض المسلسل حصرياً قد ارتكبت خطأ تقنياً، بررته بضغط الأعمال في رمضان، وأدى هذا الخطأ على حد قول القائمين على القناة إلى عرض نصف الحلقة الأولى ثم عرض نصف الحلقة الثانية، بالتتابع، وأنهم تداركوا هذا الخطأ بإعادة عرض الحلقة الأولى من المسلسل في ثاني أيام رمضان.

لم يكن حال مسلسل "روزنا" بأفضل من سابقه، فقد غضبت المطربة السورية ميادة بسيليس، التي غنت شارة المسلسل، لعدم كتابة اسمها على الشارة بعد انتهاء عرض الحلقة الأولى، وعلقت بقولها إن الاسم لا يمكن أن يكون قد سقط سهواً، ليعود المخرج عارف الطويل ويقدم اعتذاراً لها في فيسبوك معرباً عن خجله من هذا الخطأ "غير المقصود"، وأضاف "صدقيني الشارة بتصير أصدق وأقوى بوجود اسمك.. أنا تواصلت من أجل تلافي الخطأ.. إني أتحمل المسؤولية".
لم تخلُ الأعمال الدرامية المشتركة من الانتقادات، ولا سيما بعد عرض الحلقة الثانية من مسلسل "طريق" الذي يلعب دور البطولة فيه الفنان السوري عابد فهد واللبنانية نادين نسيب نجيم، وتخرجه رشا شربتجي، وظهر في خلفية أحد المشاهد لافتة كتب عليها "ممنوع تجول العمال الأجانب"؛ ما اعتبره بعض السوريين "خطاباً عنصرياً"، وأن المقصود بهذه اللافتة هم العمال السوريون.
كما لاقى مسلسل "هارون الرشيد"، رغم الهجوم الذي سبق عرضه والذي سبب منع عرضه -رقابياً- في القنوات السورية، بعض الانتقادات وذلك بسبب ما اعتبره البعض أخطاء تاريخية، بالنسبة لأعمار الشخصيات والممثلين الذين كانوا يؤدونها، وخاصة الممثل قصي خولي الذي يلعب دور هارون الرشيد والذي يكبر الشخصية بأكثر من عشر سنوات، وأيضاً الفنان عابد فهد الذي يلعب دور الخليفة الهادي شقيق الرشيد، والذي يكبر الشخصية الأصلية بأكثر من عشرين عاماً.
ورغم ذلك اكتسب مسلسل "هارون الرشيد" مشاهدة جيدة بالقياس مع الأعمال السورية الأخرى، بعد أن غابت الدراما التاريخية وأصبح المشاهد السوري (والعربي) يترقبها، وخاصة أن الدراما السورية رائدة ومتميزة في الأعمال التاريخية، وسبق أن قدمت أعمالاً ما تزال تحظى بنسبة مشاهدة عالية حتى الآن، مثل "الزير سالم"، و"ملوك الطوائف".
دلالات
المساهمون