أقمشة ذكية بوظائف متعددة... هكذا ستصبح ملابسنا في المستقبل

04 مايو 2018
أقمشة لا تمتص الماء والبقع (Getty)
+ الخط -

ملابسنا في الوقت الحالي تختلف عن تلك التي ارتداها أسلافنا بفضل التكنولوجيا، والتطور في صناعة النسيج، بالإضافة إلى أن مجال الأزياء والموضة أصبح صناعة ضخمة في العالم، ويبدو أن التقدم في هذا الاتجاه سيتواصل على عدة مستويات.

إذ يتوقع أن يصل الإنفاق على التكنولوجيا القابلة للارتداء إلى 53 مليار دولار في أنحاء العالم بحلول عام 2019، وفقاً لأبحاث جونيبر.

تعمل حالياً شركة "The Unseen" التي يقع مقرها في لندن، على تجارب للتوصل إلى ملابس يمكن التحكم بألوانها وتغييرها من خلال تطبيق تكنولوجي.

فيما تسعى شركة غوغل للتوصل إلى نسج خيوط تتصل بالملابس، تسمح بالتفاعل عن طريق لمس القماش نفسه، إذ يمكن طلب تاكسي أوبر، أو إسكات الهاتف، أو التقاط صورة سيلفي، أو تشغيل الضوء عبر تلك الأنسجة، دون الحاجة للاعتماد على الهاتف المحمول في كل تلك التفاصيل، ورغم أن هذا يبدو غريباً في الوقت الحالي، لكنه قد يصبح أمراً مألوفاً جداً في المستقبل القريب.

وقد لا تحتاج إلى مقبس كهربائي لشحن هاتفك أو حاسوبك المحمول، إذ يمكن لملابسك القيام بهذه الوظيفة، سواء من خلال تجميع طاقة الشمس، أو الحصول على الطاقة من جسدك لشحن أجهزتك.

ويحاول الباحثون التوصل إلى ملابس ذكية قادرة على التحكم بدرجة الحرارة المناسبة لجسدك، حيث يمكنها منحك الحرارة التي تحتاجها بحسب البيئة المحيطة بك سواء كانت حارة أو باردة، كما يُطمح لأن يتم توصيل جهاز التحكم بالحرارة في بيتك ببيانات جسدك من خلال ملابسك، ليكون منزلك مناسباً تماماً لما تحتاجه لحظة وصولك.

وفي الوقت الحالي أحدثت تكنولوجيا النانو، ثورة في هذا المجال، حيث يتم استخدام جسيمات صغيرة تتراوح أبعادها بين 1 إلى 100 مليار جزء من المتر، إذ تتمتع المواد بخصائص فريدة ضمن هذه الأبعاد، يمكن أن تغير مواصفات الملابس التي نرتديها بشكل مذهل.

الفضة القاتلة للميكروبات

تتم إضافة جسيمات النانو الفضية إلى النسيج لقدرتها الكبيرة على قتل البكتيريا والفطريات، وتمنع الروائح الكريهة، وتصدر تلك الجزيئات شحنات إيجابية توقف عمل الخلايا البكتيرية، وهذه الأبعاد الصغيرة للجزيئات تبقي النسيج ناعماً وقابلاً للارتداء.

ملابس ضد الماء

يمكن استخدام جزيئات السيليكا النانوية بدمجها في النسيج، أو مجرد رشها على سطحه، لتصبح الأقمشة مقاومة للماء والبقع، حيث تولد هذه الجزيئات توتراً سطحياً كافياً لجعل حبات الماء تتدحرج على الأقمشة بدلاً من امتصاصها.

الحماية من الشمس

هل سبق وتعرضت ملابسك لحرق الشمس؟ جزيئات النانو من ثاني أوكسيد التيتانيوم، أو أوكسيد الزنك، يمكن أن تضاف إلى النسيج، لتحميه وتحمي بشرة الإنسان من أشعة الشمس، حيث تقوم تلك الجزيئات ببعثرة الأشعة فوق البنفسجية في ضوء الشمس، وتظهر هذه الجزيئات فعالية أكبر في عندما تكون في الأبعاد النانوية أكثر مما تكون عليها في المقاسات الأكبر.

الحماية من الشحنات

بعض الأقمشة، وخاصة المواد التركيبية، مثل البوليستر والنايلون، تميل إلى تجميع الشحنات الساكنة، وقد تشعر بذلك عند ملامستها لجسدك أو شعرك، لكن بعض جزيئات النانو يمكن أن تساعد في تفريغ هذه الشحنات، وفي الوقت الحالي تضاف تلك الجزيئات للأقمشة، لكن في المستقبل قد تصنع الأقمشة من ألياف النانو، ففي عصر الأقمشة الذكية يمكن للملابس أن تستجيب تلقائياً لجسمك والبيئة المحيطة من حولك.

(العربي الجديد)

دلالات
المساهمون