بينما يهتز العالم على وقع تظاهرات بدأت في أميركا وانتقلت إلى مختلف أنحاء العالم ضدّ العنصرية والتمييز العرقي، فإن أشكالاً كثيرة من العبودية الحديثة والعنصرية تحكم العلاقات بين البشر. العالم العربي لا يبدو غريباً عن هذا الواقع، إذ تنتشر فيه العنصرية وتكثر فيه حالات استعباد الفئات الأكثر تهميشاً وضعفاً، وإن بأشكال غالباً ما تحصل بتغطية من القانون أو من جهات نافذة. وتتراوح العبودية بين الشكل التقليدي أي "شراء" الأشخاص واستغلالهم ومعاملتهم كممتلكات خاصة حتى وفاتهم، أو أشكال "حديثة" مثل واقع العاملات المنزليات وزواج القاصرات، وغيرها...
ليبيا
في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، نشرت قناة "سي أن أن" الأميركية تقريراً مصوراً بشكل سري من قبل المراسلة السودانية الأصل نعمة الباقر لسوق اتجار بالبشر والمهاجرين في العاصمة الليبية طرابلس. بدا كأن المشاهد التي عرضتها الشبكة تعود إلى قرون سابقة، لكنّها في الحقيقة، حصلت عام 2017، وتقول تقارير حقوقية إنها مستمرة حتى اليوم.
اليمن
تماماً كما في ليبيا، لا تزال العبودية بشكلها التقليدي موجودة في اليمن. ولعلّ أولى الشهادات التي خرجت إلى العلن بشكل واضح كانت قصة "العبد" نسيم الحجوري، الذي تحدّث عام 2014 لقناة "الجزيرة الإنكليزية" عن حياة العبودية وكيف انتقل من مالك إلى آخر. وثائقي "الجزيرة" عن العبودية في اليمن، انطلق من تحقيق نشرته صحيفة "المصدر" المحلية، وتخللته قصص 500 مواطن يعيشون كعبيد.
السعودية
في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، نشر موقع "دتيك" الإندونيسي صورة لعاملة منزلية إندونيسية تدعى وسمياتي بنتي سالان (23 عاماً) وهي ترقد في مستشفى في السعودية، بعد تعرّضها للضرب والتشويه من قبل أفراد الأسرة التي تعمل في منزلهم. حالة الشابة الإندونيسية اختصرت واقع مئات آلاف العاملات المنزليات في العالم العربي، والتعذيب الذي يتعرّضن له، في ما تصفه المؤسسات الحقوقية الدولية بشكل من أشكال العبودية الحديثة.
وساهمت الجريمة بحقّ سالان، بتسليط الضوء على واقع هؤلاء العاملات في أغلب الدول العربية، في ظل غياب أي قانون فعليّ يحميهنّ.
اقــرأ أيضاً
المغرب
عام 2018، أشار مؤشر العبودية لسنة 2018 (تصدره مؤسسة "فري ووك") إلى أنّ 85 ألف شخص في المغرب لا يزالون يعانون من العبودية الحديثة. وترى منظمات حقوقية أن أحد أبرز مظاهر هذه العبودية هو "زواج الكونترا" أو زواج العقد، حيث يبيع الأب طفلته القاصر إلى مهاجرين مغاربة، خلال عطلة الصيف، لممارسة الجنس معها، وفق عقد موقع من الطرفين، ثمّ تعود الفتاة إلى منزل ذويها بعد انتهاء العطلة، وتكثر هذه الحالة في إقليم السراغنة.
وفي أحيان كثيرة، أكدت شهادات الفتيات أنّ كلاً منهن اضطرت لخدمة العريس وكل عائلته، وتعرضت لعنف جنسي وجسدي كبير خلال فترة "زواجها".
لبنان
قبل أسابيع قليلة، نشر موقع "ميغافون" اللبناني، فيديو يظهر عاملاً بنغلادشياً في شركة "رامكو" لجمع النفايات في بيروت، وهو مكبّل في غرفة داخل مبنى الشركة، بعد تعرّضه للضرب. وبعد ردود فعل حقوقية محلية ودولية غاضبة، قامت الشركة بتصوير فيديو ترويجي ودعائي، ينفي التّهم، ويؤكد أن الشاب البنغلادشي ويدعى عناية الله، كان في المصلّى وقد كبّله شيخ ليخرج منه الجنّ، وتؤكد أنها "تحترم حقوق الإنسان" و"تقدّم أفضل الظروف والإقامة للعمال".Facebook Post |
المغرب
عام 2018، أشار مؤشر العبودية لسنة 2018 (تصدره مؤسسة "فري ووك") إلى أنّ 85 ألف شخص في المغرب لا يزالون يعانون من العبودية الحديثة. وترى منظمات حقوقية أن أحد أبرز مظاهر هذه العبودية هو "زواج الكونترا" أو زواج العقد، حيث يبيع الأب طفلته القاصر إلى مهاجرين مغاربة، خلال عطلة الصيف، لممارسة الجنس معها، وفق عقد موقع من الطرفين، ثمّ تعود الفتاة إلى منزل ذويها بعد انتهاء العطلة، وتكثر هذه الحالة في إقليم السراغنة.
وفي أحيان كثيرة، أكدت شهادات الفتيات أنّ كلاً منهن اضطرت لخدمة العريس وكل عائلته، وتعرضت لعنف جنسي وجسدي كبير خلال فترة "زواجها".