استمع إلى الملخص
- تعتبر بلوسكاي بديلاً لمنصة إكس، حيث توفر نظاماً فعالاً لحظر الحسابات المثيرة للمشكلات ومراقبة المحتوى الضار، مما جذب المستخدمين الباحثين عن تجربة خالية من خطاب الكراهية والمعلومات الزائفة.
- بلوسكاي، التي تلقت دعماً مالياً من تويتر، تعمل بشكل مستقل وشهدت نمواً ملحوظاً بعد إضافة ميزات جديدة، وتحتل المرتبة الثانية بعد ثريدز في فئة الشبكات الاجتماعية على متجر آبل.
استقطبت منصة بلوسكاي للتواصل الاجتماعي أكثر من 700 ألف مستخدم جديد، بعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك هرباً من الشائعات والمنشورات المسيئة التي تغزو منصة إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك، أبرز داعمي المرشح الجمهوري الفائز دونالد ترامب. وفقاً لـ"بلوسكاي"، فإن معظم المستخدمين الجدد هم من أميركا الشمالية والمملكة المتحدة، ونزوحهم هذا رفع إجمالي عدد مستخدميها إلى 14.5 مليون مستخدم حول العالم، بعدما كان عددهم 9 ملايين في سبتمبر/أيلول الماضي. تُظهر البيانات من شركة Similarweb أن المستخدمين النشطين يومياً على "إكس" في المملكة المتحدة انخفضوا من 8 ملايين قبل عام، إلى نحو 5.6 ملايين فقط الآن، وأكثر من ثلث هذا الانخفاض شهدته المنصة منذ أعمال الشغب في الصيف. وخلال 16 شهراً، انخفض عدد المستخدمين النشطين لـ"إكس" في الولايات المتحدة بنحو الخمس.
وأوضح الباحث في مجال منصات التواصل الاجتماعي، أكسل برانز، أن منصة بلوسكاي مثلت بديلاً لـ"إكس" (تويتر سابقاً)، إذ تتيح نظاماً أكثر فعالية لحظر أو تعليق الحسابات التي تثير مشكلات، وتتبع نظاماً أكثر صرامة لمراقبة المحتوى الضار. وأضاف برانز أمس الثلاثاء، متحدثاً لصحيفة ذا غارديان البريطانية: "لقد أصبحت (بلوسكاي) ملاذاً للأشخاص الذين يريدون أن تكون تجربتهم في التواصل الاجتماعي مماثلة لتلك التي كانت منصة إكس توفرها، لكن من دون كل نشاط اليمين المتطرف والمعلومات الزائفة وخطاب الكراهية...". وأشار إلى أن "مجتمع تويتر الأكثر ليبرالية فرّ من هناك (إكس)، ويبدو أنه انتقل جماعياً إلى بلوسكاي".
"بلوسكاي" تنتعش بانتكاسات "إكس"
"بلوسكاي" تلقت دعماً مالياً من "تويتر" عند انطلاقتها، إلّا أنّها تعمل بشكل منفصل، وأنشأت شركتها المحدودة المسؤولية الخاصة عام 2022. ويملك حالياً معظم أسهمها رئيسها التنفيذي جاي غريبر. هذه المنصة استفادت سابقاً من عدم الرضى عن "إكس" بعد انتهاء إيلون ماسك من الاستحواذ عليها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022، مقابل 44 مليار دولار. إذ أعاد ماسك تفعيل عشرات آلاف الحسابات التي كانت مجمدة أو محظورة على "تويتر"، بسبب مخالفتها قواعد النشر على المنصة، يعود بعضها إلى نازيين جدد، أو إلى مروّجي المعلومات المضللة. كذلك تراجعت الرقابة على المحتوى، ما أدى إلى انتشار أوسع لخطاب الكراهية وللأخبار الكاذبة. هذا عدا عن إطلاق خدمة مدفوعة، تمنح أفضلية لتغريدات المشتركين بها على حساب بقية المستخدمين.
ومع تواصل مشكلات إيلون ماسك حول العالم، تواصل "بلوسكاي" جذب مستخدمين جدد هجروا منصته. في الأسبوع الذي حظرت فيه منصة إكس في البرازيل خلال سبتمبر/أيلول الماضي، أفادت "بلوسكاي" بأنها جذبت 3 ملايين مستخدم جديد. في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت المحكمة العليا في البرازيل رفع الحظر الذي فرضته على "إكس"، بعد حجبها لأكثر من شهر في إطار نزاع بشأن مكافحة التضليل، وذلك إثر تسوية دفعت من خلالها المنصة غرامات بملايين الدولارات فرضت عليها لعدم امتثالها لقرارات قضائية. كان دي مورايس قد أعلن في أواخر أغسطس/آب حظر المنصة، لعدم تجاوبها مع طلباته بإزالة عشرات الحسابات ذات الميول اليمينية، والمتهمة بنشر معلومات مضللة، وعدم تسميتها ممثلاً قانونياً في البرازيل. وأيدت المحكمة العليا القرار مطلع سبتمبر/ أيلول. وكان القاضي نفسه قد قاد حملة محلية ضد استغلال المعلومات المضللة سياسياً، وأصدر قراراً بحظر "إكس" بعد إغلاق ماسك مكاتب الشركة في البرازيل. وطاولت المعركة القضائية بعد ذلك شركة ستارلينك لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لماسك، بعدما أصدر مورايس قراراً بتجميد حساباتها البنكية، في خطوة دفعت ماسك إلى وصفه بأنه "ديكتاتور شرير". ولقي هذا التجاذب الذي تداخلت فيه حرية التعبير بمسؤولية الشركات الكبرى، اهتماماً كبيراً في العالم. لكن "إكس" تجاوبت في نهاية المطاف مع كل الإجراءات التي حددها القاضي شروطاً لرفع الحظر. إذ إنّ البرازيل سادس أكبر سوق لـ"إكس" على مستوى العالم، حيث يبلغ عدد مستخدميها نحو 21.5 مليوناً.
خلال سبتمبر/أيلول أيضاً، أعلنت "إكس" أنها ستسمح للمستخدمين بمشاهدة منشورات أشخاص قاموا بحظرهم. في غضون يومين من إعلان هذا القرار، أضافت "بلوسكاي" 1.2 مليون مستخدم جديد.
ديمقراطيون و"سويفتيز" يهجرون "إكس"
بين المستخدمين الجدد لـ"بلوسكاي" المؤرخة والأستاذة في جامعة نيويورك، روث بن-غيات، التي كان يتابعها 250 ألف حساب على "إكس"، لكنها جذبت 21 ألف متابع في يومها الأول على "بلوسكاي" هذا الأسبوع. وقالت بن-غيات: "لم أقفل حسابي بعد على إكس. ولكن بعد يناير/كانون الثاني (تاريخ انتقال السلطة من جو بايدن إلى دونالد ترامب)، ستكون المنصة مملوكة لعضو فعلي في إدارة ترامب يمكنه تسريع أهدافه، منفذاً لدعايته ولآلة اليمين المتطرف".
قد يصبح ماسك رجل الأعمال الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة، إذ اقترح ترامب، خلال حملته الانتخابية، تسليمه "إدارة جديدة لكفاءة الحكومة". وكان ترامب قد صرّح، في مقابلات أجريت معه أخيراً، بأنه سيستخدم سلطته التنفيذية لمساعدة ماسك. في تجمّع حاشد في ميشيغان في يوليو/تموز الماضي، قال ترامب: "يتعين علينا جعل حياة مواطنينا الأذكياء أفضل، وليس هناك من هو أذكى منه (ماسك)". وبالفعل، زادت ثروة ماسك بمقدار 20 مليار دولار، الأربعاء، مع ارتفاع أسهم "تسلا" في أعقاب الانتخابات، ليصل إجمالي صافي ثروته إلى 285 مليار دولار، وفقاً لتقديرات مجلة فوربس. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز، الأسبوع الماضي، أن ماسك طلب سابقاً من ترامب تعيين بعض الموظفين في شركته سبيس إكس، مسؤولين حكوميين كباراً، بما في ذلك وزارة الدفاع، وذلك وفقاً لشخصين مطلعين على المكالمات بين الرجلين.
وفي السياق نفسه، نشرت عضو الكونغرس عن نيويورك، ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، الاثنين، معلنة أنها "عادت" إلى منصة بلوسكاي. وقالت: "يا إلهي، من الجيد أن أكون في مساحة رقمية مع بشر حقيقيين آخرين". وقد أعجب 27 ألف شخص بمنشورها.
وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية، فرّ مجتمع "سويفتيز"، وهو الاسم الذي أطلق على معجبي نجمة البوب تايلور سويفت الداعمة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس، من "إكس" إلى "بلوسكاي"، وفقاً لموقع وايرد المتخصص بأخبار التكنولوجيا.
"بلوسكاي" في المرتبة الثانية بعد "ثريدز" التابعة لشركة ميتا في فئة الشبكات الاجتماعية على متجر تطبيقات "آبل" في الولايات المتحدة، الذي أفاد بوصولها إلى 275 مليون مستخدم نشط شهرياً في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ارتفاعاً من 200 مليون في أغسطس/آب الماضي. وقد أضافت المنصة المستقلة أخيراً ميزات جديدة، بما في ذلك المراسلة المباشرة وتوافق الفيديو، لتشبه "إكس" أكثر وتميز نفسها عن منافستها المملوكة لشركة ميتا.