حظر لعبة "ببجي" في سورية

10 ديسمبر 2018
لعبة ببجي (Getty)
+ الخط -
تعدّ "ببجي" من أكثر ألعاب الفيديو انتشاراً وتحميلاً حول العالم، إذ نالت اللعبة جدلاً واسعاً لما تسببه من هوس وإدمان في أوساط الشباب في الآونة الأخيرة. وانتقلت حمّى "pubg" إلى سورية منذ أشهر. وعندما أصبحت اللعبة حديث الشارع السوري، أشاع النظام السوري احتمال حظره اللعبة في سورية لما تسببه من إضاعة للوقت وتحريض على العنف. 

واستيقظ الشارع السوري يوم الجمعة في السابع من الشهر الحالي، على أخبار حظر اللعبة في سورية، وأكد مستخدمو اللعبة على وسائل التواصل الاجتماعي استحالة الدخول إليها من قبل السيرفرات السورية، وظهور رسائل عند محاولة الدخول إلى اللعبة يؤكد عدم القدرة على تسجيل الدخول. وانتشر خبر حظر اللعبة من قبل صفحات الأخبار التابعة لإعلام النظام السوري، بأن شركة الاتصالات السورية قامت بحظر اللعبة، بسبب الخطر الذي تسببه لجهة برمجة عقول الشباب على العنف، إلا أن خبر الحظر لم يؤكده أي مصدر رسمي.

لعبة "ببجي" ليست اللعبة الأولى التي تحرض على العنف، فهناك مئات من الألعاب التي تعمل بذات الاستراتيجية التي تقوم بها "ببجي"، وهي الاقتتال بين المشتركين لفوز أحدهم في النهاية، مثل لعبة "فري فاير"، إلا أن لعبة "ببجي" تتيح المحادثة الصوتية والكتابية بين اللاعبين بين كل أنحاء العالم، وربما هذا ما تخوف منه النظام السوري لعدم قدرته على مراقبة وضبط تلك المحادثات، التي من الممكن أن تتيح للسوريين الاتصال بأفراد من مختلف أنحاء العالم.

وجاء حظر اللعبة بعد أيام قليلة من إطلاق برنامج "نور خانم"، الذي يعرض على تلفزيون "سوريا" أغنية "سوريا صارت ببجي"؛ الأغنية الكوميدية الساخرة التي تقارب الوضع في سورية بالحالة العنيفة والهستيرية التي تصورها لعبة "ببجي"، إذ تسرد الأغنية كيف بدأت اللعبة مع بداية التظاهرات السلمية، وتشبه عناصر الأمن السوري باللاعبين في اللعبة، وأن همهم الوحيد هو قتل أكبر قدر ممكن من الأشخاص بشكل عشوائي للفوز، ونيل جيش الأسد المرتبة الأولى في اللعبة. ولاقت الأغنية انتشاراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي لطابعها الساخر والمؤلم في الوقت ذاته.

بعد ساعات من الحظر، اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي غضب شعبي بسبب سياسات التضييق التي تمارسها الحكومة السورية، وبدأ السوريون يستهزئون بالذرائع التي حظرت من أجلها لعبة "ببجي"؛ فالبلاد تعاني مشاكل أكبر من الصراع والنقد القائم على هذه اللعبة. وعقب ردود الفعل العنيفة للمستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الخبراء في مجال المعلوماتية والتقنيات بتسريب طرق لفك حظر اللعبة، وإمكانية اللعب بها عن طريق تغييرات بسيطة بإعداداتها، ليكون ذلك تعبيراً عن استمرارهم بممارسة اللعبة، رغم الحظر المفروض كنوع من التمرد الشعبي.

وفي اليوم التالي للحظر، بدأت صفحات الأخبار الموالية للنظام بنشر معلومات تفيد بأن الحكومة السورية بريئة من قرار الحظر، وإنما قرار الحظر كان من الشركة المصنعة للّعبة. وفي ما بعد نشرت أنه من الممكن أن يكون هناك خطأ تقني من الشركة الأم أدى لتعطيل اللعبة في عدد من دول العالم، وكانت سورية من ضمن تلك الدول، ومن المرجح أن تعود اللعبة إلى العمل خلال الأيام القادمة.
دلالات
المساهمون